أوباما يعلن ضمانات قروض بقيمة 8 مليارات دولار لبناء أول مفاعل نووي أميركي منذ 3 عقود

ضمن التزامه بتنويع مصادر الطاقة ودعم الاستخدامات النووية السلمية

TT

تماشيا مع سياسته لتنويع مصادر الطاقة في الولايات المتحدة والعمل على مشاريع داخلية لتوفير فرص عمل جديدة، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تخصيص 8.33 مليار دولار لبناء أول مفاعل نووي في الولايات المتحدة منذ 3 عقود. وقال أوباما خلال زيارة مركز لانهم في ولاية ميريلاند أمس: «نعلن عن حوالي ثمانية مليارات دولار كضمانات قروض، للبدء في بناء أول محطة نووية في بلادنا منذ قرابة 30 عاما». وأوضح أن الهدف من هذا المشروع هو «معالجة احتياجاتنا المتنامية للطاقة، ولمنع أسوأ النتائج للتغيير المناخي علينا أن نزيد من الطاقة النووية، وإعلان اليوم يساعدنا في هذا الطريق». وأضاف، لدى زيارته مركز التدريب المخصص للطاقة النظيفة التي تعتمد التكنولوجيا الأقل إنتاجا للكربون الملوث، «يتعين علينا بناء جيل جديد من المحطات النووية الآمنة والنظيفة لتوليد الكهرباء»، محذرا من أن «قادة الطاقة والخبراء يعرفون أنه ما دام توليد التلوث من الكربون لا يحمل تكلفة المفاعلات التقليدية التي تستخدم الوقود الأحفوري فستكون أقل تكلفة من المنشآت التي تستخدم الوقود النووي، لهذا نحن بحاجة إلى تشريعات طاقة ومناخ لخلق نظام محفزات يجعل الطاقة النظيفة مربحة».

وأفاد البيت الأبيض، أمس، أن ضمانات القروض ستخصص لبناء مفاعلين نووين جديدين في منشأة نووية قائمة في بوركي في ولاية جورجيا. وأضاف أن المشروع الجديد سيخلق 3500 وظيفة في سياق الإعمار، وعند الانتهاء من البناء وبدء التشغيل، سيخلق المشروع 800 وظيفة دائمة. وقد تعهد أوباما بتمويل مشاريع تحفز الاقتصاد الأميركي من جهة وتدعم تنويع مصادر الطاقة من جهة أخرى. وقال وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو أمس: «هذه خطوة مهمة من قبل إدارة أوباما لإعادة تحريك صناعة الطاقة النووية الداخلية ومساعدة خلق فرص عمل ثمينة على الأمد البعيد والتقليل من الانبعاثات الغازية».

وبحسب التقديرات الحالية، المفاعلات النووية الجديدة ستزود الكهرباء لـ1.4 مليون أميركي، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الغازية تماشيا مع سياسة إدارة أوباما لمكافحة التغيير المناخي.

وأكد أوباما أمس، أن الإعلان عن هذا المشروع «البداية فقط»، موضحا: «ميزانيتي تقترح مضاعفة ضمانات القروض 3 أضعاف لمساعدة المنشآت النووية النظيفة والآمنة، وسنواصل تمويل مشاريع الطاقة النظيفة» حول البلاد. وكان أوباما قد أعلن في خطابه حول حالة الاتحاد أمام الكونغرس نهاية يناير (كانون الأول) عزمه «بناء جيل جديد من المحطات النووية الآمنة والنظيفة في البلاد» وتشكيل لجنة لإيجاد طريقة للتخلص من النفايات النووية.

ويأتي إعلان أوباما في وقت تستعد واشنطن لاستضافة قمة دولية حول الطاقة النووية تهدف إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية من جهة، وتطوير الطاقة النووية السلمية من جهة أخرى. والكشف عن المشروع الجديد يأتي في وقت تعمل فيه الإدارة الأميركية على التنسيق مع دول أخرى حول استخدامات الطاقة النووية وضمان سلامتها. ويذكر أن الطاقة النووية حاليا تؤمن 20 في المائة من حاجات الولايات المتحدة من الطاقة.

ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة في سياسة استخدام الطاقة النووية في الولايات المتحدة، التي تخلت عن الطاقة النووية منذ وقوع حادثة خطيرة في محطة ثري مايل آيلاند في بنسلفانيا (شرق) في 1979.