قوات الناتو تواجه مقاومة شديدة.. وعملية «مشترك» تصطدم بالألغام

مقتل مقاتلين من طالبان وعرب في غارة للناتو

TT

لا تزال القوات الأفغانية والدولية التي تشن منذ أربعة أيام هجوما واسع النطاق في مارجا تصطدم حتى أمس بجيوب مقاومة فيما تعوق تقدمَها القنابل اليدوية المزروعة في هذه المنطقة التي تُعتبر معقلا لطالبان في الجنوب الأفغاني، على ما أفاد عسكريون. وقال قائد أركان الجيش الأفغاني بسم الله خان لعدد من الصحافيين: «تم العثور على مئات الألغام». وأضاف: «إننا نتقدم ببطء لأنه تم تلغيم هذه المناطق». وكان القادة الأفغان أكدوا أول من أمس أن القوات المشتركة الأفغانية والدولية سيطرت على معظم مناطق مارجا وجوارها، أحد معاقل المتمردين الإسلاميين ومخزن الخشخاش الأفغاني الذي يستخرج منه الأفيون والهيروين، مصدر التمويل الرئيسي لحركة طالبان. وأعرب متحدث باسم مشاة البحرية الأميركية (المارينز) التي تقود الهجوم الثلاثاء عن دهشته لعدد العبوات الناسفة التي زرعها العدو. وقال اللفتنانت جوش ديدامز: «نجدها بأعداد تفوق ما كنا نتصوره». وتتسبب العبوات الناسفة اليدوية الصنع في سقوط العدد الأكبر من القتلى في صفوف القوات الدولية والأفغانية. وأوضح الصليب الأحمر أن القنابل التي تُزرع على حافة الطرق تعوق أيضا نقل الجرحى إلى مستشفى لشكركاه على مسافة 20 كلم من مارجا. وكان تقدم القوات الأميركية قد أعيق بسبب نيران القناصة والعبوات الناسفة محلية الصنع في بعض المناطق. وتشير بعض التقارير إلى أن القوات البريطانية والأفغانية تتقدم بسرعة كبيرة في منطقة ناد علي القريبة. وقال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي إنهم بدأوا تسيير دوريات مشتركة لتوفير وجود أمني دائم. وفي عملية لها علاقة بالهجوم على مارجا، أدت غارة جوية في إقليم قندهار المجاور إلى قتل خمسة مدنيين اعتقد خطأ أنهم كانوا يقومون بزرع قنابل على الطرق. وجاءت هذه الغارة بعد سقوط اثنين من الصواريخ الأميركية على منزل في ضواحي مارجا يوم الأحد مما أسفر عن مقتل 12 شخصا، نصفهم من الأطفال. وما يؤخر سير العمليات أيضا بحسب العسكريين قناصة طالبان الذين يطلقون النار من المنازل والمساجد. وقتل جنديان من القوات الأطلسية حتى اليوم الرابع من عملية «مشترك» أو «معا» بلغة الداري، التي تشكل أضخم هجوم تشنه قوات حلف شمال الأطلسي منذ إطاحة نظام طالبان عام 2001 ويشارك فيها 15 ألف عسكري. من جهة أخرى، أعلن الحلف الأطلسي مسؤوليته في مقتل 12 مدنيا أفغانيا بصاروخين أخطآ هدفهما في جوار مارجا، فيما أفادت الحكومة الأفغانية عن مقتل تسعة أشخاص. كما أعلن الحلف الأطلسي الاثنين مقتل خمسة مدنيين أفغان عن طريق الخطأ في غارة جوية في قندهار جنوب أفغانستان، في حادث غير مرتبط بالهجوم الواسع الذي تقوده القوات الأميركية ضد طالبان. وأطلقت عملية «مشترك» ليل الجمعة السبت واعتبرها بعض العسكريين في الحلف الأطلسي الأكبر منذ ثماني سنوات من الحرب مع حركة طالبان. وترمي هذه العملية أولا إلى استعادة السيطرة على المنطقة من أيدي المتمردين وبارونات المخدرات، على أن تسمح المرحلة الثانية من العملية بتثبيت سلطة الحكومة الأفغانية فيها، بحسب حلف شمال الأطلسي والسلطات الأفغانية. وبين العسكريين الـ15000 المشاركين في العملية 4400 جندي أفغاني، فيما جميع الجنود المتبقين تقريبا أميركيون وبريطانيون. ولم يسبق أن تصدى عناصر طالبان للهجمات التي شنتها القوات الدولية عليهم في الماضي بل عمدوا إلى تنفيذ عمليات محدودة لمضايقة الجنود قبل أن ينكفئوا إلى الجبال أو يتشتتوا بين السكان. ويلفت الكثير من الخبراء والمسؤولين في أجهزة الاستخبارات الغربية إلى أن مارجا ليست سوى واحد من معاقل طالبان في جنوب البلاد. وكثف طالبان تمردهم في السنتين الماضيتين ووسعوا نطاقه ليشمل أنحاء البلاد كافة، فألحقوا خسائر متزايدة بالقوات الأجنبية وضاعفوا هجماتهم الجريئة حتى في قلب كابل. وقُتل 75 جنديا أجنبيا منذ مطلع 2010 بحسب موقع «آي كاجولتيز دوت أورغ» المتخصص. وكان عام 2009 الأكثر دموية خلال ثماني سنوات من الحرب، حيث وصل عدد القتلى فيه إلى 250 قتيلا.

وفي قندهار (أفغانستان) أفاد مسؤول أمس أن قائدا في حركة طالبان وأربعة مقاتلين من العرب قُتلوا في غارة للحلف الأطلسي على ولاية خاضعة للمتمردين في جنوب البلاد. وأضاف المتحدث باسم ولاية هلمند داود أحمدي أن الغارة على الولاية استهدفت منسق المقاتلين الأجانب لدى طالبان سراج الدين المعروف بحكمت منهاج. وتابع أحمدي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الغارة على منطقة واشير أدت إلى مقتل منهاج وأربعة مقاتلين عرب كانوا داخل سيارة». ولم يصدر رد فعل من الحلف الأطلسي على الفور. وصرح أحمدي: «لقد قتل القائد مع أربعة مقاتلين عرب في الغارة الجوية للحلف الأطلسي». وتسيطر طالبان على ثلاث مناطق في ولاية هلمند هي واشير وديشو وبغران التي ستشملها العملية العسكرية الجارية بحسب حاكم الولاية محمد غلاب منقال أول من أمس. ويشن نحو 15 ألف جندي من القوات الأفغانية والدولية وعلى رأسها القوات الأميركية منذ ليل الجمعة السبت عملية واسعة النطاق على مارجا التي تبعد نحو مائة كلم جنوب شرق واشير. من جهته، صرح حاكم ولاية قندوز (شمال) محمد عمر أن قائدا آخر من طالبان قُتل واعتُقل ثلاثة مقاتلين خلال هجوم ليل الاثنين الثلاثاء بقيادة قوات أميركية في منطقة جار دره في الولاية. وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مقتل أحد مقاتلي الحركة في غارة ليلة أول من أمس لكنه نفى اعتقال أي عناصر. وتتعاون القوات الدولية في أفغانستان بشكل وثيق مع الجيش الأفغاني لمكافحة التمرد الذي تقوده حركة طالبان منذ الإطاحة بنظامها نهاية 2001. ويبلغ عدد «إيساف» حاليا 110 آلاف جندي وهي تأمل زيادة كثير الجيش الأفغاني إلى 134 ألف جندي بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2011، أما قوات الشرطة الأفغانية فهي تأمل أن يزداد عددها من 80 ألفا حاليا إلى 109 آلاف في أكتوبر 2010 و134 ألفا في أكتوبر 2011.