نتنياهو: أقنعنا روسيا بالامتناع عن بيع إيران أو سورية صاروخ «S - 300»

قال إنه استمع خلال زيارته موسكو إلى «لهجة حازمة» ضد طهران لم يسمعها من قبل

TT

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمرافقيه في ختام زيارته إلى موسكو، أمس، أنه نجح في إقناع قادة روسيا بأن لا يزودوا إيران أو سورية بالصاروخ الحديث «S - 300» القادر على إسقاط أحدث الطائرات الهجومية في العالم. وكان نتنياهو قد اجتمع، أمس، مع رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، وأول من أمس مع الرئيس ديمتري مدفيديف، وقال في نهاية اللقاءين إنه استمع إلى لهجة حازمة ضد إيران لم يستمع إليها من قبل، وإنه يثق في أنهما لن يساعدا إيران على التسلح النووي. وإنه سيكون لروسيا دور إيجابي تجاه فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وإنها ستحافظ على علاقات مميزة مع إسرائيل، تمنع المساس بكيانها أو تهديد وجودها.

المعروف أن نائب رئيس مجلس الأمن القومي في روسيا، فلاديمير نزاروف، كان قد صرح قبيل وصول نتنياهو إلى موسكو بأن بلاده لا تستطيع إبطال صفقة بيع صاروخ «S - 300»، إلى إيران لأنها باتت صفقة موقعة وسارية المفعول. وهي لا تدخل في باب العقوبات الدولية ضد إيران لأنها سلاح دفاعي. وخلال وجود نتنياهو في روسيا، قال مسؤول كبير في وفده «بكلام صريح، لم نسمع تعهدا روسيا رسميا بأن لا يباع الصاروخ إلى إيران ولا بأن روسيا ستؤيد أي إجراءات عقابية تطرح في مجلس الأمن، إنما استمعنا إلى وعود عامة وكلمات حميمة، علينا أن نمتحنها في أرض الواقع مستقبلا». ولكن مصدرا آخر مقربا من نتنياهو قال إن الرئيس الروسي وكذلك رئيس الحكومة أكدا أن هناك قرارا سياسيا في الحكومة الروسية بالامتناع عن تنفيذ الصفقة حاليا. وأن مدفيديف وعد نتنياهو بإخباره عن أي تغيير قد يحدث في هذا القرار. وأضاف أن التشكيك في هذا الإنجاز محاولة غير نظيفة للمساس بمكانة نتنياهو، «الذي نجح فيما لم ينجح فيه رئيس وزراء إسرائيلي سابق. فقد حاول أرئيل شارون إقناع الروس بإلغاء الصفقة ولم ينجح. وكذلك فعل إيهود أولمرت، لكن نتنياهو أقنع زعماء روسيا واليونان وغيرهما».

وقد جاء ذكر اليونان في هذا السياق، لأن نتنياهو تناول العشاء في موسكو مع رئيس الحكومة اليونانية، جورج باباندريو، الليلة قبل الماضية. وكان ذلك لقاء بالصدفة، حيث دخل نتنياهو إلى مطعم «بوشكين» في العاصمة الروسية لتناول العشاء وإذا بالرئيس اليوناني يتقدم منه ويسأله إن كان بإمكانه الانضمام إلى مائدته. فرحب نتنياهو بذلك وأمضى الرئيسان ما يزيد عن ساعتين. وخلال الحديث تطرقا إلى الموضوع الإيراني، فبدا أن باباندريو لا يعير للأمر اهتماما وأنه منشغل بالأساس في أزمته الاقتصادية. وقد لفت نتنياهو نظره، كما يقول أحد مرافقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أن التسلح النووي الإيراني سيجر المنطقة إلى سباق تسلح نووي رهيب. وأشار نتنياهو إلى أن الدول المرشحة لامتلاك السلاح النووي في هذه الحالة مزعجة لإسرائيل ولليونان على حد سواء، مثل تركيا والسعودية ومصر.

وفي إسرائيل تطرق وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى الموضوع الإيراني، فقال إن الوقت الحاضر ليس وقت هجوم عسكري على إيران إنما وقت الجهود الدبلوماسية والإجراءات العقابية. ولكنه أضاف: «نحن في الجيش الإسرائيلي كعادتنا نضع يدا على الزناد للدفاع عن أنفسنا ونمد اليد الأخرى للسلام».

وذكرت مصادر عليمة في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو تطرق في موسكو إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. وقال للرئيسين الروسيين، مدفيديف وبوتين، إن إسرائيل لا تنوي إحداث أي تغيير في عرضها الأخير على حماس بخصوص شروط هذه الصفقة (الإصرار على إبعاد قسم كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم وعدم السماح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية والامتناع عن إطلاق سراح تسعة أسرى ثقيلين، بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، وعضو المكتب السياسي لحماس، عبد الله البرغوثي، وستة آخرون من قادة حماس).

وقال نتنياهو لأن روسيا تقيم علاقات مميزة مع جميع الأطراف ذات الصلة في المنطقة، مثل حماس ومثل سورية وإيران اللتين تؤثران على حماس، وبإمكانها المساهمة في الضغط على حماس حتى تمرر الصفقة. وفي إطار نفس التوجه الذي سبق وأعلنه ميدفيديف حول احتمالات موافقة موسكو على الانضمام إلى العقوبات ضد إيران، أكدت المصادر الرسمية الروسية أن الكرملين يظل عند هذا التوجه. فقد أعلنت ناتاليا تيماكوفا المتحدثة الرسمية باسم الكرملين أمس «أن المجتمع الدولي يجب أن يكون على يقين من أن البرنامج النووي الإيراني يتسم بطابع سلمي». وأشارت إلى أن أحدا لا يستطيع استبعاد إمكانية فرض عقوبات على إيران في حال تهربها من هذا الالتزام.

وأشارت إلى أن «روسيا لا تزال ترى ضرورة تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على نحو أوسع وأكثر فعالية في تقديم لمعلومات حول برنامجها النووي». ولم تكشف تيماكوفا عما دار في اللقاء الذي جرى وراء الأبواب المغلقة في الكرملين حول موقف الطرفين من تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط مكتفية بالإشارة إلى أن الجانبين تناولا العلاقات الثنائية والشرق الأوسط. وكانت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» نقلت عن مصادر إسرائيلية إشارتها إلى أن نتنياهو طلب من الرئيس الروسي نقل رسالة إلى حركة حماس حول الجندي الإسرئيلي المختطف جلعاد شاليط تقول إن إسرائيل لن تعرض شروطا أفضل بخصوث صفقة استبداله. وأشارت نقلا عن مصادر في الوفد الإسرائيلي إلى أن نتنياهو كشف عن عدم ارتياحه لعلاقات موسكو مع حماس وإن أشار إلى أنها «قناة محتملة لنقل الرسائل حول العلاقات الإنسانية». وكان نتنياهو قد كشف في حديث لـ«إنترفاكس» وصحيفة «كوميرسانت» إلى وجوب عدم المماطلة في فرض العقوبات ضد إيران ولا سيما في مجالات الطاقة مؤكدا ضرورة أن تستهدف العقوبات شل حركة ونشاط إيران.