كلينتون تعلن خطة لدعم التعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي.. وتقدم المبعوث الأميركي الجديد

تلقت استقبالا حارا من طالبات «دار الحكمة» وقالت إن الوقائع لا تدعم ما تقوله إيران عن برنامجها النووي

هيلاري كلينتون مع البروفسور أوغلي ومبعوث الرئيس الأميركي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي رشاد حسين (تصوير: مروان الجهني)
TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه تم الاتفاق مع البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، على خطة مستقبلية، سيتم تنفيذها معا لدعم العمل المشترك بين الولايات المتحدة والمنظمة الإسلامية، موضحة أن الزيارة تأتي تكريسا لما جاء في خطاب أوباما في جامعة القاهرة. من جانب آخر قالت في اليوم الثاني لزيارتها إلى السعودية أمس إن «الوقائع لا تدعم» ما تقوله إيران حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي معتبرة أن حصول إيران على السلاح النووي يقضي على الأمل بعالم خال من هذا السلاح. وقد استقبل الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أمس في مكتبه بجدة هيلاري كلينتون، وتناول اللقاء تبادل الأحاديث الودية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

وكانت كلينتون قد أجرت أمس اجتماعا مغلقا مع أوغلي، بحضور مساعدي الأمين العام للمنظمة، والوفد المرافق للوزيرة الأميركية، خلال زيارتها لمقر الأمانة العامة للمنظمة الإسلامية في مدينة جدة، وقامت كلينتون خلال الاجتماع بتقديم رشاد حسين، الذي تم تعيينه مؤخرا كمبعوث للرئيس الأميركي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي.

وأضافت كلينتون أن «زيارتها للمنظمة جاءت بتكليف ومتابعة من الرئيس أوباما، لقيادة المباحثات مع منظمة المؤتمر الإسلامي، ولتعزيز التعاون المشترك في المستقبل بين المنظمة والولايات المتحدة الأميركية».

وأعرب البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في كلمته أمام الصحافيين عن ترحيبه بزيارة كلينتون، وتعيين رشاد حسين مبعوثا خاصا للرئيس الأميركي لدى المنظمة، مؤكدا أن العلاقات بين الولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي تشهد تطورا إيجابيا في الفترات الأخيرة، وذلك على أثر خطاب الرئيس الأميركي أوباما في القاهرة.

وأشار أوغلي إلى أنه تمت مناقشة كثير من القضايا الإسلامية وأهمية تدعيم وتفعيل أوجه التعاون وتطوير النشاطات بين المنظمة والولايات المتحدة الأميركية، موضحا أن الوزيرة الأميركية أولت اهتماما جيدا بقضايا العالم الإسلامي، وتعد زيارتها للمنظمة تاريخية، لتفتح آفاقا جديدة للتعاون والتقارب بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية.

وأفادت مصادر مطلعة في منظمة المؤتمر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» «أن الاجتماع تناول مجمل القضايا في العالم الإسلامي، وخاصة الشأن الفلسطيني، وكيفية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وتفعيل التعاون بين المنظمة والولايات المتحدة في كافة المجالات».

وفي تصريح لمبعوث الرئيس الأميركي الجديد لدى المنظمة رشاد حسين، قال «إن خطاب الرئيس الأميركي أوباما في القاهرة يشكل مرجعية غير مسبوقة للتعاون بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي»، مضيفا أن «كل الوزارات والوكالات الأميركية تعمل على تنفيذ ما جاء في المقاربة التي تضمنها خطاب أوباما».

وأعلن حسين أن التعاون بين الولايات المتحدة ودول العالم الإسلامي سيشمل عددا من المجالات، من بينها التعليم، والصحة، والعلوم والتكنولوجيا، والمقاولات، وبرامج التعاون المتبادلة، مشددا على أن هناك تحولا جذريا في أنماط التعاون بين الجانبين، وأنه سيقوم ببحث سبل تنفيذ مشروعات التعاون تلك مع المنظمة ودولها الأعضاء.

وفي لقاء آخر مع طالبات سعوديات قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن «الوقائع لا تدعم» ما تقوله إيران حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي معتبرة أن حصول إيران على السلاح النووي يقضي على الأمل بعالم خال من هذا السلاح.

وذكرت كلينتون في اللقاء مع الطالبات أن إيران تقول إن برنامجها النووي سلمي إلا أن «الوقائع لا تدعم ذلك»، وذلك في محاولة لتبرير سياسة بلادها المتشددة إزاء إيران في وقت لا تبدي فيه نفس التشدد إزاء امتلاك إسرائيل المفترض للسلاح النووي.

ولم تشر كلينتون في كلامها إلى إسرائيل وإنما ذكرت أن المجتمع الدولي توصل خلال عقود من الزمن إلى آليات لتجنب الحروب النووية ومن بينها معاهدة الحد من الانتشار النووي.

وذكرت أن إيران التي وقعت هذه المعاهدة تثير شكوكا حول التزامها بها مع إطلاقها عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ومع إقرارها بأنها تقوم بإنشاء منشأة نووية سرية بالقرب من مدينة قم وترفض عرض الدول الكبرى بتبادل اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة في إيران مع يورانيوم مخصب بدرجة أعلى في الخارج.

وأشارت كلينتون إلى أن المخاوف تغذيها أيضا تهديدات سبق أن وجهتها إيران إلى بعض الدول والتمويل المتهمة بتقديمه لتنفيذ «هجمات إرهابية» في دول أخرى بما في ذلك السعودية على حد قولها.

وقالت كلينتون لطالبات جامعة «دار الحكمة» الخاصة حسب وكالة الصحافة الفرنسية إن «إيران هي أكبر داعم للإرهاب اليوم في العالم».

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية أن «الأسئلة حول إيران ما انفكت تتعاظم.. يقولون إنهم يديرون برنامجا نوويا لأغراض سلمية والوقائع لا تدعم ذلك.. وهذا هو سبب قلق الولايات المتحدة ودول أخرى». وشددت كلينتون أيضا على أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسعى إلى جعل العالم خاليا من الأسلحة النووية بما في ذلك الشرق الأوسط، وهذا يشمل الجميع». إلا أنها رأت أن «حصول إيران على السلاح النووي يقضي على هذه الآمال» لأنه سيشعل سباق تسلح في دول المنطقة من أجل حماية نفسها من إيران.

والتقت كلينتون طالبات «دار الحكمة» التي تعد من جامعات النخبة في جدة على البحر الأحمر، وذلك قبل اختتامها جولتها الخليجية التي سعت خلالها إلى حشد الدعم لتعزيز العقوبات الدولية على إيران.

وقوبلت كلينتون في «دار الحكمة» بتصفيق حار ومطول على الرغم من تأخرها نحو الساعة عن الموعد المحدد، مما اضطر إدارة الجامعة إلى تأخير إجراء امتحانات لبعض الوقت.

وقالت إحدى منظمات اللقاء للطالبات إنها فرصة العمر لتبادل الآراء مع «أقوى النساء وأكثرهن شعبية» في العالم.

إلى ذلك، قال مصدر مقرب من الوزيرة الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن هناك «ارتياحا» من جهة الوزيرة إزاء نتائج محادثاتها في جولتها التي شملت قطر والسعودية.

من جهته، قال مصدر مسؤول في الخارجية السعودية لوكالة الصحافة الفرنسية إن السعودية «تعارض الضربة العسكرية لإيران ولا تزال تعتقد أن هذه الضربة سيكون لها مفعول عكسي».