خامنئي: كلينتون تنشر «أكاذيب» ضد إيران في الخليج.. وتصرفاتهم متهورة جدا

أحمدي نجاد ردا على الخلاف مع لاريجاني حول الملف النووي: الحكومة هي الجهة التي تضع السياسات

المهندس الإيراني ماجد ككافند يتحدث للصحافيين لدى وصوله إلى محكمة في باريس لنظر دعوى أميركية لتسليمه إليها بسبب سعيه لشراء معدات إلكترونية عبر الإنترنت لإعادة بيعها للجيش الإيراني (أ.ب)
TT

اتهم المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بنشر «أكاذيب» ضد إيران خلال جولتها في الخليج. ويأتي ذلك فيما قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن المواقف الخارجية للجمهورية الإيرانية «تحددها الحكومة وتأتي في إطار صلاحيات ومسؤوليات الحكومة»، وذلك ردا على سؤال بخصوص الخلافات بينه وبين رئيس البرلمان على لاريجاني الذي عارض علانية صفقة الوقود النووي مع الغرب، قائلا إنها تجرد إيران من حقوقها النووية، رافضا بشكل خاص إرسال ثلثي اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب للخارج.

وحول جولة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في المنطقة، قال خامنئي في خطاب في طهران أمس أمام مواطنين من تبريز شمال غربي إيران «الذين حولوا الخليج الفارسي إلى مخزن أسلحة لنهب أموال دول المنطقة أرسلوا الآن مسؤولتهم إلى الخليج الفارسي لنشر أكاذيب ضد إيران»، في إشارة إلى هيلاري كلينتون. وأضاف خامنئي كما نقل عنه التلفزيون الرسمي أن الخطوات الأخيرة التي قام بها مسؤولو واشنطن «متهورة جدا» بالنسبة للولايات المتحدة.

واعتبر خامنئي أن الأكاذيب الأخيرة التي أطلقها المسؤولون الأميركيون ضد إيران باتت مفضوحة ولا تنطلي على أحد. وأكد أن إيران ترفض هيمنة عدد من الدول على العالم ولن تسمح بذلك، مضيفا أن «الولايات المتحدة هي المثيرة الحقيقية للحروب لأنها لم تفكر يوما بمصالح شعوب المنطقة».

كما تطرق إلى المزاعم التي تطلقها بعض الدول ضد إيران قائلا: «إن هذه الدول المستكبرة التي لا تتمتع بمكانة حتى بين شعوبها تزعم بأن المجتمع الدولي يعارض إيران في حين أن الشعوب والكثير من الحكومات تعارض سياسة الدول الاستكبارية ولا تكن العداء لإيران».

وأضاف أنه مما لا شك فيه أن القوى الاستكبارية وكيان الاحتلال يعارضون إيران لأنها تنادي بالحرية والعدالة في العالم.

كما أشاد خامنئي بتحرك الإيرانيين الواسع في الذكرى 31 للثورة الإسلامية في 11 فبراير (شباط). وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن ملايين الإيرانيين تظاهروا في مختلف أنحاء البلاد دعما للنظام الإسلامي والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وقال خامنئي «منذ زمن طويل، توقعوا (الأعداء) حربا أهلية بتاريخ 22 بهمن (11 فبراير) لكن الأمن المتيقظ، وجه صفعة قاسية لكل هؤلاء الأعداء». ودعا قادة المعارضة أنصارهم إلى الاستفادة من التظاهرة الرسمية للنزول إلى الشارع، على غرار ما فعلوا في الأشهر الفائتة. لكن انتشار الشرطة الواسع والتوقيفات التي سبقت ذاك اليوم أثنت مناصري المعارضة عن النزول إلى الشارع.

وأضاف خامنئي: «إن الشعب الإيراني قطع الطريق على أعداء الثورة من خلال مشاركته الواسعة في هذه المسيرات.. أن أعداء الثورة وبعض الفئات التي تتحدث بلغة الأعداء سواء بعلم أو بغير علم تحاول أن توحي بأن الثورة الإسلامية انحرفت عن مسارها الحقيقي ولكن في الواقع أن الثورة تسير على الخطى التي حددها الإمام الخميني الراحل منذ انتصار الثورة الإسلامية. لو كانت الثورة الإسلامية خرجت عن مسارها لما احتشدت الملايين في أنحاء إيران لدعم الثورة الإسلامية في ذكراها الحادية والثلاثين». وتابع: «إن أعداء الثورة والمعارضة المغفلة خططوا منذ فترة بعيدة لإثارة الصراعات في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية والإيحاء بأن الشعب الإيراني بات يتذمر من الثورة ولكن الشعب من خلال مشاركته الواعية والمليونية في المسيرات وجه صفعة كبيرة للأعداء».

وتأتي تصريحات خامنئي بعدما دافعت كلينتون بحزم الثلاثاء في اليوم الأخير من جولتها الخليجية عن سياسة الضغوط على إيران ولا سيما من خلال تشديد العقوبات الدولية على هذا البلد، مشككة في الأهداف السلمية المعلنة لبرنامج طهران النووي. واعتبرت أن إيران تتجه إلى «ديكتاتورية عسكرية»، منددة بدور الحرس الثوري الإيراني على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقامت كلينتون بجولتها الخليجية التي شملت قطر والسعودية للحصول على دعم دولي لعقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وبعد بدء إيران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%.

إلى ذلك وفي إطار الخلافات والتباينات داخل النخبة الإيرانية حول الطريقة المثلى للتعامل مع الملف النووي، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن المواقف الخارجية للجمهورية الإيرانية «تحددها الحكومة وتأتي في إطار صلاحيات ومسؤوليات الحكومة».

وقال أحمدي نجاد في معرض الرد على سؤال بشأن أن موقفه حول تبادل الوقود النووي مع الغرب يتعارض مع موقف رئيس البرلمان علي لاريجاني وأن هذا الموضوع أدى إلى التخبط، موضحا: «هذا الموضوع لم يؤد إلى التخبط لدى الشعب، لأن حرية التعبير موجودة في إيران وأن الجميع بإمكانهم إبداء وجهات نظرهم. إنه (لاريجاني) يعطي آراء جيدة ونستفيد من وجهات نظره في الكثير من الأحيان»، بدون أن يدخل في تفاصيل، إلا أنه شدد على أن الحكومة هي الجهة التي تحدد السياسة النووية.

وحول دور البرازيل في حل وتسوية الملف النووي الإيراني قال أحمدي نجاد: «إن لنا الكثير من الأصدقاء في العالم الراغبين بالتعاون والمساعدة، مثلنا حيث لا نرحب بالتوتر».

وتابع: «من الواضح أن هناك ثلاث أو أربع دول تريد الهيمنة على المنطقة ولكن إيران تمنعهم من ذلك، لذا تأتي هذه الدول بالذرائع وتختلق المتاعب للجميع وتبين أنها لا تعارض القنبلة النووية.. إن أميركا تمتلك نحو 10 آلاف رأس نووية وصواريخ بعيدة المدى لآلاف الكيلومترات ومن ثم تقول بأنها تظن أن إيران يمكن أن تصنع القنبلة النووية عام 2015 وهو أمر خطير للعالم.. هذه لعبة سياسية وباعتقادي أن القناع والستائر قد أزيلت، وعلى الدول الغربية الثلاث أو الأربع أن تقوم بإصلاح سلوكها إذا ما أرادت أن يكون لها مستقبل في المنطقة».

من ناحيته، رفض رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي مزاعم الدول الغربية بشأن وجود تشتت في مواقف طهران وقال: «هناك خلافات في أميركا وتشتت في مواقف واشنطن». وأضاف بروجردي: «نلاحظ في العديد من الأمور مواقف متباينة من قبل الرئيس الأميركي ووزيري خارجيته ودفاعه تجاه موضوع واحد، مبينا أن هذه الخلافات في وجهات نظر المسؤولين الأميركيين ناتجة عن نفوذ اللوبي الصهيوني في البيت الأبيض». وتابع: «إن القنوات التي يتلقى منها المسؤولون الأميركيون معلوماتهم هي قنوات صهيونية ومعادية للثورة وهذه المعلومات تعد أحد الأسباب في تشتت مواقف المسؤولين الأميركيين».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس أن إيران لن تعلق إنتاجها لليورانيوم المخصب بنسبة 20% مقابل حصولها على نظائر طبية كما اقترحت ثلاث دول كبرى في رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال رامين مهمانبرست لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ليس من المنطقي على الإطلاق القول إن إيران ينبغي ألا تنتج (النظائر واليورانيوم) وأن عليها وقف مصنعها (للتخصيب)، وأنهم سيزودونها بالعلاج الضروري». وأضاف «لن ندرس عروضا ستؤدي إلى إقفال مفاعل طهران». وبدأت طهران في التاسع من فبراير (شباط) عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لإنتاج نظائر طبية لمفاعلها في طهران، على الرغم من احتجاجات القوى الكبرى التي هددت بفرض عقوبات جديدة.

على صعيد آخر قال مدعي طهران العام أمس: إن خمسة أجانب بينهم فرنسي ومراسل ياباني وروسيان اعتقلوا أثناء تجمعات 11 فبراير (شباط) في الذكرى السنوية للثورة الإيرانية. وقال المدعي عباس جعفري دولت عبادي لوكالة الطلبة الإيرانية: إنه أُفرج عن ثلاثة منهم فيما بعد ولكن قضيتي أحد الروسيين وأفغاني معتقل أحيلتا للقضاء. ولم يذكر المدعي أي أسماء.