عودة العنف ضد المسيحيين واغتيال الطلبة منهم.. توجه جديد للمسلحين

رئيس منظمة «حمورابي» لـ «الشرق الأوسط»: فقدنا 733 من أفراد طائفتنا عام 2009

TT

أعلنت الشرطة العراقية، أمس، العثور على جثة طالب مسيحي قتل رميا بالرصاص، بعد خطفه لفترة وجيزة في جنوب مدينة الموصل المضطربة، ليرتفع بذلك إلى 4 عدد المسيحيين الذين قتلوا منذ 5 أيام.

وأوضح مصدر في الشرطة أن «إحدى المفارز عثرت على جثة وسام جورج (20 عاما) وعليها آثار إطلاق نار ومرمية في منطقة وادي العين جنوب مدينة الموصل». وأكدت الشرطة أن «جورج فقد صباح اليوم (أمس) عند توجهه إلى معهد المعلمين» حيث يدرس، مشيرا إلى أنه يسكن منطقة الموصل الجديدة غرب المدينة. وهذا المسيحي الرابع الذي يقتل منذ 4 أيام في المدينة بعد مقتل زيا توما (21 عاما)، وهو طالب في كلية الهندسة، برصاص مسلح مجهول، أمس. وتأتي هذه الحادثة بعد ثلاثة، منها مقتل تاجرين مسيحيين في العقد الرابع من عمرهما بالرصاص في المدينة ذاتها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد وليام وردا، رئيس منظمة «حمورابي» المعنية بالعنف ضد الأقليات في العراق، أن الطائفة المسيحية في العراق فقدت عام 2009 وحتى بداية هذا العام أكثر من 733 من أفرادها، منهم 537 قضوا على أيدي مسلحين مجهولين في بغداد والموصل و126 أثناء وجودهم في مناطق ساخنة حدثت فيها عمليات عسكرية و30 قضوا بنيران قوات التحالف و21 بالقصف العشوائي وتبادل إطلاق النيران و6 على أيدي أفراد من الجيش العراقي، ومؤخرا 10 مسيحيين قتلوا أثناء دخول القوات الأميركية العراق. وأشار إلى أن أبناء الطائفة المسيحية عانوا أيضا من الاختطاف حيث تعرض أكثر من 182 مسيحي للاختطاف منذ عام 2003 وحتى الآن، 20% منهم من النساء، ونسبة 56% منهم مصيرهم مجهول حتى الآن. كما تعرضت 51 كنيسة في مختلف أنحاء العراق للتفجير، النسبة الأعظم منها في الموصل والبقية في بغداد، وبواسطة سيارات وعبوات ومفخخات وأحزمة ناسفة وهجمات انتحارية. كما تعرض 24 رجل دين مسيحيا لمحاولة اغتيال.

ودعا وردا الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق إلى بذل كل ما في وسعها للقيام بتوفير الأمن للمسيحيين وبقية الأقليات الدينية والقومية والعمل على اتخاذ تدابير جدية لضمان بقاء المسيحيين، وغيرهم من المكونات الدينية والقومية الصغيرة، والعمل على تقليل أو إيقاف هجرتهم من داخل العراق من خلال دعم مقومات وجودهم عن طريق تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والاهتمام بمسألة مشاركتهم في مؤسسات الدولة تحقيقا لمبدأ المواطنة والشراكة والمساواة. كما طالب الحكومة العراقية بضرورة إعلان نتائج التحقيقات عن الاعتداءات التي طالت مسيحيي الموصل في سبتمبر (أيلول) الماضيين إلى الرأي العام، والعمل على تقديم القائمين بها أو الذين ورائها إلى العدالة.