ساسة العراق يغازلون الناخبين على موقع الـ«فيس بوك»

ناخبون في عمان: حملاتهم لن تؤثر على آرائنا

TT

تحول موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي إلى ساحة جديدة للتنافس بين السياسيين العراقيين الذين يغازلون الناخبين، خصوصا من هم في الخارج، أملا في كسب أصواتهم في اقتراع 7 مارس (آذار). ويتنافس نحو 6100 مرشح عراقي خلال الحملة الانتخابية على أصوات 18 مليونا و900 ألف ناخب داخل العراق، بالإضافة إلى نحو مليون و400 ألف آخرين يتوزعون في 16 دولة عربية وأجنبية.

وما أن بدأت الحملة الانتخابية حتى انتشرت على موقع «فيس بوك» صفحات وصور أبرز المرشحين وفقرات عن برامجهم الانتخابية ومقاطع فيديو لمؤتمراتهم ولقاءاتهم الصحافية ونبذات مختصرة عن سيرهم الذاتية. وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإن بعض تلك الصفحات أطلقها على ما يبدو مناصرو ومعجبو هؤلاء المرشحين.

والمرشحون الحاليون هم مسؤولون سابقون وحاليون وبرلمانيون أو رؤساء بلديات في مدن كبرى. وقد أحيوا سؤالا قديما في السياسة العراقية: ما هي أفضل المؤهلات العلمية والمهنية لاختيار النواب؟

وتتمحور المواجهة بين المرشحين إلى مجلس النواب حول مزيج من كلمات مثل القيادة والخبرة والوطنية وصفات أخرى يرغب العراقيون في سماعها من قادتهم ونوابهم المقبلين، كالعمل على توفير الأمن والخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد. وأبرز الذين احتلت صفحاتهم وصورهم وبرامجهم وملصقاتهم موقع «فيس بوك» رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون. وقد كتب تحت إحدى صوره «الشمس التي أذابت جليد الإرهاب» بعدما نسب إليه الفضل في الحد من العنف الطائفي الذي اجتاح العراق عام 2006، بعد تفجير مرقدي الإمامين العسكريين، إحدى أبرز العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم. كما يضم الموقع صفحات أبرز منافسيه مثل رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي زعيم الكتلة العراقية الليبرالية التي تضم 63 كيانا سياسيا وشخصيات عدة أبرزها نائب الرئيس طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي. وكتب تحت إحدى صوره «أنقذ العراق بانتخاب إياد علاوي».

وهناك رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، المرشحان عن الائتلاف الوطني العراقي. والمالكي وعلاوي والجعفري وعبد المهدي هم أبرز المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء في العراق. وتحت صورة لمثال الألوسي زعيم قائمة حزب الأمة، كتب «لو كانت مصلحة العراق في الجحيم لذهبت إليها».

ولطارق الهاشمي وجواد البولاني وزير الداخلية، والنائبين صالح المطلك وظافر العاني اللذين استبعدا من المشاركة في الانتخابات بقرار من هيئة المسائلة والعدالة بسبب علاقات مفترضة مع حزب البعث، الحاكم سابقا، في العراق، صفحات أيضا.

وتقول وصال العزاوي مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من عمان مقرا له لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الثورة المعلوماتية بدأت تؤدي دورها وبشكل كبير في الانتخابات العراقية هذه المرة». وأضافت أن «هناك مرشحين يملكون أموالا لتوظيف شركات عالمية وغربية ذات قدرات متطورة تقوم بالترويج لهم عبر شبكة الإنترنت للوصول إلى ابعد ناخب سواء داخل العراق أو خارجه». وتابعت أن «اللجوء إلى الإنترنت أمر شرعي لكن يبقى السؤال: هل يتم استخدام المال العام أو المال الخاص أو ميزانية الحزب في تمويل هذه الحملات؟».

أما مؤيد الونداوي الخبير العراقي المتخصص في شؤون العراق المقيم في عمان، فقال: «رغم أن هذه الحملة ظاهرة حضارية، فإنني أعتقد أنها لن تؤثر على آراء الناخبين». وأضاف: «قد تكون وسيلة تطلعنا على ما يفكر به أهل الداخل، وقد تكون وسيلة تذكرنا بأشخاص نسيناهم، لكنها لن تؤثر قطعا على آراء الناخبين الذين سيصوتون لأشخاص معينين يعرفونهم».

ويؤكد وليد حيدر (22 عاما) الطالب الجامعي الذي يعيش منذ خمس سنوات مع عائلته في عمان: «بصراحة أنا في حيرة، لا أعرف لمن سأصوت جميعهم تولوا السلطة ولم يفعلوا لنا شيئا يذكر». من جهته، أكد جاسم النجار (31 عاما) العراقي الذي يعمل في مطعم للوجبات السريعة وسط عمان أن «هذه الحملة الدعائية لن تؤثر على آرائنا في المرشحين». وأضاف: «نحن نعرف من ننتخب ولسنا في حاجة إلى من يعلمنا (...) نعرفهم جميعا، فالوجوه نفسها تتكرر تقريبا». وعبر عن أمله في أن «يأتي من هم الأصلح حتى يتحسن حال العراق ولو قليلا»، مؤكدا: «تعبنا من الغربة ونريد العودة إلى بيوتنا».