السفير الأميركي في بغداد: إيران أظهرت وجها حاقدا جدا

هيل يتفق مع اوديرنو في تأثير ايران على الجلبي واللامي

عمال يرفعون صورة انتخابية كبيرة للمرشح علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة، قبل تعليقها على جدار في بغداد، أمس (أ.ب)
TT

أكد السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل أمس، أن الولايات المتحدة تعمل على تنفيذ خططها لسحب القوات الأميركية من العراق تدريجيا ووقف العمليات القتالية في البلاد بحلول أغسطس (آب) المقبل. إلا أن هيل حذر في ندوة عقدت في واشنطن، أمس، من ربط النفوذ الأميركي في العراق بعدد القوات فيه، واعتبر أن «نفوذنا في العراق ليس محددا بعدد قواتنا فيه»، مشددا على أن «الولايات المتحدة جدية في رغبتها في علاقات طويلة الأمد مع العراق، وإذا كان العراق يريد هذه العلاقة فعليه أن يتعاون معنا».

وردا على سؤال حول إمكانية لعب إيران دورا أكبر في العراق وزيادة نفوذها مع سحب القوات الأميركية، قال هيل: «نحن نقول للعراقيين، إذا عملتم معنا فسيكون العراق عضوا في المجتمع الدولي، وستتمتعون بالاحترام أينما ذهبتم، وستكونون شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، لا نستخدم الأسلوب السلبي: لأن لدينا قوات في بلدكم ويمكننا أن نؤذيكم»، مضيفا: «ونقول لهم إذا ذهبتم مع إيران سيكون الطريق مختلفا معكم».

وأشار هيل إلى حجم السفارة الأميركية في بغداد، أكبر سفارة أميركية في العالم، كدليل على العلاقات بعيدة الأمد التي تراها واشنطن مع بغداد، واصفا إياها بـ«الرمز». وأضاف هيل: «مثلما جلبنا التغيير إلى العراق، العراق قد غيرنا في الولايات المتحدة أيضا»، مشيرا إلى «الدروس» التي تعلمتها بلاده في العراق.

وأقر هيل بأن سحب القوات الأميركية من المدن العراقية الصيف الماضي حمل مخاطر، موضحا: «نحن قبلنا بالمخاطر التكتيكية مقابل المكاسب الاستراتيجية، وقد أثبت الوضع أن الخطر قليل» نسبيا مقابل المكاسب الاستراتيجية. وبينما توقع هيل «المزيد من الأيام الصعبة والمزيد من العنف» في الأسابيع والأشهر المقبلة في العراق، فإنه شدد على أن نسب العنف ما زالت منخفضة بالإضافة إلى رفض العراقيين لـ«القاعدة» وأساليبها.

وحدد هيل في ندوته في «معهد الولايات المتحدة للسلام» (يو إس إي بي) 3 التزامات للولايات المتحدة، وهي «مساعدة العراق على بناء مؤسسات سياسية ديمقراطية وصحية»، بالإضافة إلى «مساعدة تطوير الاقتصاد العراقي» و«مساعدة العراق في تحسين علاقاته مع دول الجوار، وذلك سيعني ضمان دور للعراق ليس فقط كشريك يعتمد عليه، بل كشريك استراتيجي في المنطقة». وكرر هيل الموقف الأميركي بأهمية سيادة العراق، قائلا إن «العراق لديه سيادته الآن، لقد تقدمنا كثيرا منذ وقت سلطة الائتلاف المؤقتة، عندما كان العراق يؤمر من قبل قرارات سلطة الائتلاف، مثل تلك التي وضعت أحمد الجلبي رئيسا على عملية اجتثاث البعث».

واتفق هيل مع تصريحات قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو بأن رئيسي اللجنة علي اللامي والجلبي، من الواضح أنهما تحت تأثير إيران.. لدينا معلومات استخبارية تبلغنا بذلك. وقال هيل: «أتفق مائة في المائة مع هذا التصريح». وتحدث هيل مطولا عن الانتخابات في العراق، وأجاب على أسئلة عدة حول قضية حظر مرشحين للانتخابات من خوضها بسبب استبعادهم بناء على قرار هيئة المساءلة والعدالة. وقال هيل: «العملية لم تكن شفافة ولم تلتزم بالإجراءات القانونية اللازمة، وكان لدينا قلق حولها». واعتبر أن المساءلة والعدالة يجب أن تقوم بعملها «بشفافية وخارج الإطار السياسي»، لكنه اعتبر أن الحل الذي تم التوصل إليه هو حل للمشكلة يسمح بالمضي قدما في العملية الانتخابية.

ووجه هيل انتقادات شديدة اللهجة إلى إيران، قائلا إنه «لا يوجد شك في أن إيران أظهرت وجها حاقدا جدا في العراق، وهذا يعني أن علينا أن نكون حذرين من التدخل الإيراني الحاقد المستمر في العراق». وبالإضافة إلى انتقاد تسليح إيران للميليشيات، قال هيل إن «الصواريخ التي تقع على رؤوسنا في المنطقة الخضراء هي إيرانية» الصنع.

وشدد هيل على أهمية الانتخابات في العراق، المرتقب إجراؤها في 7 مارس (آذار) المقبل، قائلا: «الاختبار الحقيقي للنجاح لن يكون في تصرفات الرابحين فقط بل في رد فعل الخاسرين، وعلى الخاسرين في الانتخابات معرفة أن عليهم مسؤولية أكبر من غيرهم»، في إشارة إلى أهمية عدم اللجوء إلى العنف في حال الخسارة. وتوقع هيل أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق «أسابيع إن لم يكن شهورا».

ويزور هيل واشنطن لبحث العملية السياسية في البلاد مع كبار المسؤولين الأميركيين قبل أسبوعين من أجل الانتخابات. وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعا مغلقا مع هيل والجنرال أوديرنو بحضور نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عصر أمس لبحث التطورات في العراق.

ولخص هيل خطابه أمس، بالقول إن «الوقت ليس مناسبا للتشاؤم حول العراق.. على العراقيين أن يروا التزام الولايات المتحدة بالعلاقة معهم».