بعثيون طردوا من وظائفهم لـ «الشرق الأوسط»: مخطئ من يظن أننا جميعا استفدنا من صدام

تكريم «أبو تحسين» الذي ضرب صورة الرئيس الأسبق

TT

أبدى أحد أعضاء حزب البعث المحظور في العراق، استغرابه من قرارات مجالس المحافظات الأخيرة الرامية إلى طرد البعثيين من وظائفهم الحكومية، مشيرا إلى أن الجميع يعلم أن جميع البعثيين استبعدوا بعد أحداث 2003.

وأضاف «ح ت» أنه كان يشغل منصب مدير مدرسة ابتدائية في المناطق النائية، ولم يكن ليحصل على هذه الدرجة ما لم يكن بدرجة عضو فرقة، وهكذا كان الحال للشريحة الأوسع من البعثيين، وقال: «هذا لا يعني أننا نؤمن بأفكار البعث».

وعن ظروفه بعد اجتثاثه قال «هناك فكرة خاطئة يروج لها البعض بأن جميع مفاصل تنظيم البعث في زمن صدام كانت مستفيدة ماديا، وهذا خاطئ لأن ما نسبته 10% من الكوادر فعلا استفادت أما البقية فعكس ذلك، فأنا مثلا كنت أتقاضى مرتب مدير مدرسة 7 آلاف دينار يضاف لها 50 ألف دينار ولو احتسبنا المجموع لوجدناه مبلغا تافها في ظل ظرف اقتصادي صعب متمثل بالحصار ولا يكفيني المبلغ سوى أيام، ولدي عائلة كبيرة، وأعترف أنه وبعد إخراجي من الوظيفة عانيت وما زلت أعاني الأمرين وأتمنى حسم أمرنا وشمولنا براتب تقاعدي أو إعادتنا للوظيفة».

وعن موضوع محاسبة البعثيين الصداميين، قال: «أنا قبل أن أكون بعثيا أنا عراقي وأتمنى أن يأخذ كل مجرم جزاءه، وأغلب من قاموا بأفعال يحاسب عليها القانون إما قتلوا أو ألقي القبض عليهم أو هربوا لخارج العراق، لكن على الجميع أن يفكر في الذين بقوا في بيوتهم، لا توجد دعاوى قضائية ضدهم وليسوا مطلوبين لا للقانون ولا للعشائر ولا للمواطنين ومستمرون بالظهور في مدنهم والاختلاط بالناس كونهم غير مطلوبين، فلماذا يتم دمجنا مع المطلوبين؟ أتمنى حسم الأمر وفق القضاء فالذي تقدم شكوى ضده يحاسب ومن لا يوجد ضده شيء يعاد للوظيفة ويبدأ حياته من جديد».

بعثي آخر رفض أيضا الكشف عن اسمه قال «إن الإبقاء على موضوع المساءلة والاجتثاث دون حسم ولمدة سبع سنوات أمر لا يقبله أحد، هناك حكومة وقانون ودستور ومحاكم، لماذا لا يحسم أمرهم، من تتوفر ضده أدلة فليقدم للقضاء وتتم محاسبته ومن لا تتوفر ضده أدلة فليترك ويصدر قانون أو أمر يحل المشكلة وتطوى صفحة البعث والبعثيين». وبيّن أن «صدام كان يقول إن العراقي بعثي وإن لم ينتم والآن يقولون إن البعثيين مجرمون، وفي زمن صدام أجبرنا على الانتماء وبعد سقوطه أجبرنا على العيش عيشة الكفاف والخوف». إلى ذلك، قرر محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق، الذي سبق وأن قرر إبعاد كل البعثيين من دوائر المحافظة، تكريم المواطن جواد كاظم المعروف بأبو تحسين، الذي ظهر في مشهد تلفزيوني بتاريخ 9/4/2003 بعد سقوط النظام وهو يضرب صورة صدام بأحد نعليه، وقد بثت هذا المشهد معظم محطات التلفزيون العالمية. وقال خلال حفل التكريم: «كان موقفا شجاعا وجريئا من أبو تحسين، الرجل العراقي الذي يضرب بنعله وجه الجلاد على الرغم من وجود بعض عناصر البعث آنذاك، ليبعث برسالة إلى الجميع بأن عهد النظام المباد انتهى».