ليفني: سياسة نتنياهو في تجميد المفاوضات ستحول إسرائيل لدولة عربية

الحكومة ترد: ميتشل عرض مشروعا قبلته إسرائيل ورفضه أبو مازن

جنود اسرائيليون يصلون بينما زملاء لهم يغطون في نوم عميق في منطقة قرب الحدود الشمالية الشرقية مع الاردن أمس (أ.ف.ب)
TT

حذرت رئيسة المعارضة الإسرائيلية زعيمة حزب كديما، تسيبي ليفني، أمس، من أن تتحول إسرائيل إلى دولة عربية بسبب تجميد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقالت ليفني، التي كانت تتحدث في مؤتمر القدس السنوي، إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، تدير سياسة من دون أهداف وطنية واضحة وتتسبب في خلافات حادة بين إسرائيل وأصدقائها في العالم، وتلبك إسرائيل وتعمق الأزمة مع أصدقائها. وأضافت أن همّ نتنياهو الوحيد هو الحفاظ على الائتلاف الحكومي بما يضمن بقاءه رئيسا للحكومة، وأنه في سبيل ذلك يتبع طرقا تتسم بشيء من «الوساخة» في الحلبة السياسية الداخلية في إسرائيل، فيعطي الأحزاب الدينية سيطرة كاملة على مقدرات الدولة، ويحقق لها مطالب سياسية تمنع المفاوضات السلمية ويسعى لشق حزب «كديما»، ولا يفعل شيئا جديا لاستئناف المفاوضات. وهذا كله يؤدي إلى تكريس الأمر الواقع، الذي تبدو فيه إسرائيل بعيدة عن تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة تكون بيتا قوميا لليهود.

وقالت ليفني إن تكريس الأمر الواقع وغياب المفاوضات، يدفع بالكثير من الفلسطينيين إلى تفضيل الدولة الواحدة للشعبين، من البحر إلى النهر. وفي دولة كهذه، توجد نسبة عالية من العرب الفلسطينيين، تتزايد باستمرار، وتقترب من المساواة مع عدد اليهود. وإن حكومة إسرائيل ستواجه عندئذ تحديا كبيرا، أن تكون دولة ديكتاتورية عنصرية تجاه العرب، أو أن تكون دولة ديمقراطية تمنح المواطنين الفلسطينيين حقهم في التصويت. وعندئذ تصبح إسرائيل دولة عربية. ويسقط الحلم الصهيوني بإقامة دولة اليهود.

ودعت ليفني الحكومة إلى مصارحة الشعب بهذه الحقائق والتصرف إزاءها بالشجاعة اللازمة، و«إلا فإن الأمور ستتدهور في الاتجاه المعاكس للحلم الصهيوني». وقالت إن هناك أمورا مشتركة كثيرة تجمع بين الحكومة والمعارضة، وعلى رأسها مواجهة الخطر الإيراني والحفاظ على الطابع اليهودي للدولة. ولكن الحكومة تسعى إلى الشقاق، وبذلك تضيع الهدف تماما.

ورد نائب وزير الخارجية، داني أيلون، على ليفني قائلا إن الحكومة تقيم علاقات جيدة مع جميع أصدقائها، وتقيم علاقات مميزة مع الولايات المتحدة، وأن هذه العلاقات اليوم لم تكن على حال أفضل من أي وقت في الماضي. وأكد بشكل خاص على العلاقات مع الولايات المتحدة، فقال إن هذه العلاقات باتت حجر الزاوية في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. ونفى أيلون أن تكون إسرائيل سببا في عرقلة المفاوضات السلمية. وادعى أن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، يستطيع أن يشهد على ذلك، كونه قدم مشروعا متكاملا لاستئناف المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين وقبلته إسرائيل ورفضته السلطة الفلسطينية.

وانتهز أيلون منصة مؤتمر القدس، ليهاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس حكومته، سلام فياض، ومساعديهما، متهمهم جميعا بعرقلة المسيرة السلمية. وقال «نحن نلومهم ليس فقط على فرضهم شروطا تعجيزية على عملية السلام، بل إنهم ينثرون السموم التي تعكر الأجواء وتمنع أي تقدم في مفاوضات السلام». وأضاف أن القادة الفلسطينيين المذكورين يواصلون التحريض العنصري على إسرائيل في الكتب الدراسية في المدارس الفلسطينية الرسمية وفي وسائل الإعلام والإنترنت، ويحاولون تجنيد العرب في إسرائيل إلى خدمة أهدافهم المعادية لإسرائيل.

وزعم أيلون أن إسرائيل تريد السلام ومستعدة لتقديم تنازلات من أجله، ونفى أن يكون الاستيطان عقبة أمام السلام، وقال إن إسرائيل مستعدة للبحث في أي موضوع يطرحه الفلسطينيون في إطار عملية السلام، ولكن الفلسطينيين من جانبهم هم الذين يتهربون من المفاوضات وينشغلون بالسفر إلى الخارج لتحريض دول العالم ضد إسرائيل.