مصادر: الإمارات أبلغت الأردن بأمر فلسطينيين يشتبه في تورطهما باغتيال المبحوح وهما في الجو

لندن تبدأ التحقيق في استخدام جوازات بريطانية مزورة

كاميرات الفندق تلتقط صورة للمبحوح وهو في طريقه الى غرفته ومن ورائه شخصان بثياب رياضية ويحمل كل منهما مضرب تنس أمس وينعطف المبحوح يسارا بينما ينتظر الشخصان قليلا (ا ف ب)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن أحد الفلسطينيين اللذين سلمهما الأردن لسلطات دبي في قضية اغتيال محمود المبحوح أحد المسؤولين العسكريين في حركة حماس، هو «ن. س» من قطاع غزة ويحمل وثيقة سفر مصرية وجواز سفر فلسطينيا. وحسب مصادر فلسطينية في دمشق فإن «ن. س» هو شقيق كادر عسكري اغتالته إسرائيل في قطاع غزة قبل بضع سنوات. ونفت المصادر المقيمة في دمشق أن تكون السلطات السورية قد نفذت عمليات اعتقال ضد أي من الفلسطينيين تتعلق باغتيال المبحوح في فندق «البستان روتانا» في دبي في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقالت المصادر لـ «الشرق الأوسط» إن الأمور هادئة في سورية، مؤكدة أنه لا يجري تداول قصة المبحوح، وأن حماس تترك الأمر لتحقيقاتها الخاصة التي يتولاها نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق.

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، لـ«الشرق الأوسط»، أنها حضرت الليلة قبل الماضية حفل زفاف وليد نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق الذي شاركت فيه كل الشخصيات والقيادات الفلسطينية بما فيها قيادات من حركة فتح إضافة إلى عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم، ولم يتطرق أي من المسؤولين سواء في النقاشات الخاصة أو كلماتهم التي ألقيت في هذه المناسبة إلى قضية المبحوح.

واستبعدت المصادر أن يكون مصدر المعلومات حول تحركات المبحوح من دمشق، مشيرة إلى أن المبحوح الذي عاش مع أسرته في منزل في مخيم اليرموك لا يبعد سوى 200 متر عن منزلها، كان يتصرف على نحو مستقل عن مكاتب حماس وقياداتها. ورجحت المصادر أن تكون الجهات التي التقاها المبحوح في دبي هي الطرف الذي بلغ عن تحركاته ووقت وصوله والفندق الذي ينزل فيه.

يذكر أن المبحوح المسؤول العسكري الكبير في حماس وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، والمسؤول عن اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين في الثمانينات، اغتيل في فندق «البستان روتانا» في 20 يناير، بعد 5 ساعات فقط من وصوله إلى دبي، على يد فريق كبير يرجح أنه ينتمي إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» رغم عدم اعتراف إسرائيل الرسمي بذلك. لكن كل الدلائل والمؤشرات وردود الأفعال تؤكد ذلك.

وارتفع عدد أعضاء فريق الاغتيال من 11 كما ذكرت سلطات دبي أمس إلى 17، معظمهم إن لم يكن جميعهم، كانوا يحملون جوازات سفر أوروبية مزورة. ولكن أسماء بعضهم كانت صحيحة منهم 5 من مستخدمي جوازات السفر البريطانية أناس حقيقيون ويعيشون في إسرائيل.

وأغضب ذلك بريطانيا التي قال متحدث باسم وزارة خارجيتها لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة البريطانية منزعجة جدا من استخدام اسمها ووثائقها وأنها بدأت التحقيق في القضية دون أن تحدد اتجاه هذه التحقيقات. وأضاف المتحدث أن بريطانيا عرضت على دولة الإمارات المساعدة في هذه القضية. وأكد ذلك رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بقوله إن من المقرر أن تجري لندن تحقيقا شاملا في جوازات السفر المزورة التي استخدمتها مجموعة يشتبه في مسؤوليتها عن اغتيال المبحوح.

وحسب المعلومات فإن فريق الاغتيال وصل قبل تنفيذ العملية بنحو 19 ساعة بجوازات سفر بريطانية وأيرلندية وفرنسية وألمانية على متن رحلات من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا متخفين بشخصيات رجال أعمال يحملون الكمبيوترات المحمولة «لاب توب». ونزل أعضاء الفريق في فنادق مختلفة في دبي لإبعاد الشبهة.

وفي الأردن رجح مصدر مطلع أن يكون الفلسطينيان اللذان سلمهما الأردن إلى السلطات الإماراتية يحملان جوازات سفر فلسطينية خاصة بأبناء قطاع غزة ويقيمان في دولة الإمارات وحضرا إلى مطار الملكة علياء الدولي بعمان على متن إحدى طائرات «الملكية الأردنية»، على عجل ومن دون تأشيرة مسبقة ولم يسمح لهما بالدخول إلى الأراضي الأردنية.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن أي فلسطيني يقيم في الخارج أو في قطاع غزة بحاجة إلى تأشيرة مسبقة من وزارة الداخلية الأردنية وموافقة من الدوائر الأمنية على عكس أبناء الضفة الغربية الذين يحضرون عبر جسر الملك حسين ويغادرون من الأردن فإنهم غير مطالبين بذلك، مشيرا إلى أن الشخصين اعتقلا في قاعة الترانزيت في المطار بعد أن تلقت الأجهزة الأمنية إشعارا من السلطات الإماراتية أن شخصين مطلوبين صعدا على متن الطائرة.

وأكد المصدر أنهما وضعا في الحجز المؤقت في المطار ريثما جاء موعد رحلة لـ«الملكية الأردنية» إلى دبي في اليوم التالي. ونفى السفير الفلسطيني بالأردن عطاالله خيري ما تردد عن علاقة الشخصين بالسلطة الفلسطينية. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن السلطة الفلسطينية ليس لها أي علاقة من قريب أو بعيد بهذه المسألة»، مشيرا إلى أن القيادي في حركة حماس أيمن طه تراجع عن تصريحاته في هذا الشأن.