اليمن: اتهامات للحوثيين بالتباطؤ في تنفيذ بنود وقف الحرب

اعتقال 36 عنصرا من «الحراك الجنوبي» في محافظة لحج

مسلحون حوثيون يتجولون في منطقة ملاحيظ قرب الحدود السعودية شمال العاصمة اليمنية صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تباينت الأعمال الميدانية في مستويات تنفيذ الآليات العملية للبنود الـ6 لوقف حرب صعدة في محافظة صعدة وحرف سفيان في اتجاه إنهاء النسخة السادسة من الحرب التي توقفت الخميس الماضي.

وتشهد بعض مواقع ومناطق عمليات التنفيذ العمل بوتائر أعلى من مناطق ومواقع أخرى، خاصة في مديرية سفيان حيث تسير هذه العملية بوتيرة أقل قياسا بما تشهده المديريات الأخرى في محافظة صعدة، من إزالة للألغام وعودة للسلطة المحلية لمزاولة مهامها، مثل مديريات رازح وشدا والملاحيظ.

واعتبرت اللجنة الرئاسية ذلك تباطؤا من قبل ممثلي عبد الملك الحوثي في اللجان الميدانية المنوط بها السير في تنفيذ قرار وقف إطلاق النار. وذكرت مصادر اللجنة الرئاسية أن اللجان الميدانية واصلت أعمالها في تطبيق وتنفيذ النقاط الست وفقا للآليات التنفيذية بفتح الطرقات ونزع الألغام وتأمين عودة المواطنين إلى قراهم ومزارعهم وضمان تنقلاتهم في محافظة صعدة وحرف سفيان.

ففي محور الملاحيظ، استمرت اللجنة في مهامها بنزع وإزالة الألغام المضادة للدروع والآيات والألغام الفردية وفتح الطرق وإخلاء الحوثيين المرتفعات وإنهاء التمترس من المواقع والجبال التي يوجدون فيها وكانوا يسيطرون عليها، مشيرة إلى أن المهام المنوطة باللجان تسير وفق الآليات المرسومة للمرحلة الأولى من تنفيذ النقاط الست.

وقالت المصادر إن اللجان أوشكت على أن تنهي مهمتها في منطقة ظهر الحمار من رفع للنقاط وإنهاء التمترس ونزول الحوثيين من المرتفعات وإخلاء جوانب الطرق، مؤكدة أن المواطنين بدأوا في العودة إلى قراهم ومنازلهم في مديريات الملاحيظ وشدا وغمر ورازح، وأنه سيتم تسليم المواقع التي يتم نزع الألغام ونزول المسلحين منها للوحدات العسكرية من القوات المسلحة وقوات الأمن، ونشر قوات الجيش على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية.

وقالت المصادر إن الطريق الرئيسية المؤدية إلى مديرية الملاحيظ شهدت تدفقا في حركة السيارات وعودة كثير من المواطنين من مواطني هذه المديرية الذين كانوا في المخيمات التي نزحوا إليها بسبب الحرب التي وقعت في هذه المديرية، شأنها شأن المديريات الأخرى من محافظة صعدة.

كما عاد كثير من المواطنين النازحين إلى قراهم ومنازلهم في مديريات غمر ورازح وشدا. وذكرت مصادر اللجان الميدانية أن فرقا متخصصة تم تشكيلها من القوات المسلحة ومن السلطة المحلية لإزالة ونزع الألغام في المنزلة باتجاه الملاحيظ كي تتمكن القوات المسلحة من التمركز على الشريط الحدودي مع السعودية. وأكدت أن الألغام التي تجري إزالتها من الطرق والمرتفعات سيتم تسليمها لقوات الجيش، بينما زار عدد من اللجان الفرعية منطقة القماش وغربي مطار صعدة وأحراش أل عقاب، وذلك بهدف التأكد من سلامة وفتح الطرقات في هذه المناطق وإنهاء المظاهر المسلحة وتأمين الطرق لضمان سلامة حركة المواطنين حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم وقراهم ومنازلهم ومزارعهم.

أما في ما يتعلق بسير عملية التنفيذ للبنود الـ6 في مديرية حرف سفيان، فذكرت المصادر أن بطئا يعتري هذه العملية قياسا بالتسارع الذي تشهده المناطق والمديريات في محافظة صعدة، وعزت المصادر هذا البطء إلى ممثلي القائد الميداني للحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي. لكن قيادة اللجنة قالت إن هذه الأمور من الممكن التغلب عليها على الرغم مما بها من صعوبات، بينما قالت مصادر غير رسمية إن اللجنة الرئاسية سلمت إلى ممثل الحوثي في اللجان الميدانية رسالة عبرت فيها عن استيائها حيال الخروقات التي رافقت التزام الحوثيين بقرار وقف إطلاق النار بمنع المواطنين من العودة إلى مناطقهم وتحديدا في مديرية باقم من محافظة صعدة، بينما تجاوزت اللجان الأخرى هذه المعوقات المانعة من عودة المواطنين في المديريات الأخرى من صعدة، واتهمت اللجنة الحوثيين باستهداف نيرانهم لأفراد الجيش وقوات الأمن فضلا عن التباطؤ في تنفيذ البنود المتفق عليها وكذلك في التزام الحوثيون بتطبيقها. وعلى صعيد الوضع في محافظة لحج، اعتقلت أجهزة الأمن 36 عنصرا مما يسمى «الحراك الجنوبي» على خلفية قيام هذا العدد من المعتقلين بأعمال شغب في غضون الأسبوع الماضي، وقالت مصادر السلطة المحلية إن المعتقلين تمت إحالتهم للنيابة العامة تمهيدا لمحاكمتهم بتهم ممارسة القتل وقطع الطرقات وإطلاق النار وملاحقة أفراد الجيش والأمن وإحراق المحال التجارية التي يمتلكها مواطنون من أبناء المحافظات الشمالية وتحطيم أعمدة الكهرباء والاعتداء على رجال الأمن.