للمرة الأولى.. الوكالة الذرية تعلن قلقها من احتمال تطوير إيران «رأسا نوويا»

قالوا إن طهران بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% قبل وصول المفتشين الدوليين

TT

ذكر تقرير جديد لوكالة الطاقة الذرية، أمس، أن الوكالة قالت، ولأول مرة، إن معلوماتها عن الأنشطة الإيرانية «تثير قلقا بأن إيران تعكف حاليا على إنتاج رأس حربي نووي».

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الوكالة، التي تتخذ من فيينا مقرا لها، مثل هذه الصيغة في أحد تقاريرها. وأكد التقرير أيضا أن إيران أنتجت أول دفعة صغيرة لها من اليورانيوم المخصب لمستوى أعلى عند 20 في المائة، لكن طهران لم تعط المفتشين الإخطار المسبق اللازم. ويمكن لكلا التطورين أن يزيدا من بواعث القلق الغربية من سعي إيران سرا لتطوير قدرتها على إنتاج أسلحة نووية من عملية التخصيب. وتقول إيران إن برنامجها النووي يهدف فقط لإنتاج الكهرباء أو النظائر النووية لاستخدامها في الزراعة أو الطب.

وفي أول تقرير له كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال يوكيا أمانو في التقرير إن وكالته قد جمعت مجموعة متسقة وموثوقا بها من المعلومات بشأن الأنشطة المزعومة المرتبطة بالأسلحة النووية. وكتب أمانو في التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «كل هذا يثير المخاوف بشأن احتمال وجود أنشطة سابقة أو حالية في إيران لم يكشف النقاب عنها مرتبطة بتطوير شحنة متفجرة نووية لصاروخ». وأشار التقرير إلى عدد من الأنشطة المزعومة التي «يبدو أنها تواصلت بعد عام 2004»، بما في ذلك العمل المرتبط بالمتفجرات النووية وكشف النيترونات والتي يمكن أن تستخدم في الأغراض العسكرية. وكانت إيران قد نفت مرارا أنها تعكف على إنتاج أسلحة نووية وتصر على أن محطاتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم والمنشآت الأخرى تهدف إلى إنتاج الطاقة النووية فقط.

وتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ خمس سنوات في تقارير مخابرات غربية تشير إلى أن إيران تبذل جهودا منسقة لمعالجة اليورانيوم وتجربة المتفجرات على ارتفاع كبير وتعديل رأس لصاروخ بعيد المدى ليصبح مناسبا لرأس نووي. وأصدرت واشنطن عام 2007 تقييما يقول إن إيران أوقفت هذه الأبحاث عام 2003، وأغلب الظن أنها لم تستأنفها مرة أخرى. لكن حلفاءها الغربيين الرئيسيين يعتقدون أن إيران واصلت برنامجها وقدم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعما مستقلا لهذا التصور للمرة الأولى.

وقال التقرير «المعلومات المتاحة للوكالة شاملة... ومتسقة بشكل واسع وذات مصداقية فيما يتعلق بالتفاصيل التقنية.. والإطار الزمني الذي جرت فيه الأنشطة.. والأشخاص والهيئات المشاركة. وهذا كله يثير المخاوف بشأن الوجود المحتمل لأنشطة سرية إيرانية ماضية أو حالية تتعلق بإنتاج شحنة نووية لصاروخ». وحيث أدى مرور الوقت إلى صعوبة الكشف عن معلومات ذات صلة قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه من الحيوي لإيران أن تتعاون مع محققي الوكالة «دون المزيد من التأخير».

كما أشار أمانو في التقرير إلى أن قادة طهران لا يطبقون قرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تدعو إلى وقف تخصيب اليورانيوم. ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا في صنع وقود للمفاعلات والمادة الخاصة بالأسلحة النووية.

وفي سياق تحدي المجتمع الدولي، بدأت إيران في الأسبوع الماضي في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى بنسبة 20% لاستخدامه كوقود في المفاعلات المخصصة للأغراض الطبية.

واتخذت طهران هذه الخطوة على الرغم من عرض قامت بصياغته الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جانب روسيا وفرنسا والولايات المتحدة لإنتاج الوقود في الخارج.

وقال تقرير الوكالة الدولية إن المهندسين الإيرانيين في منشأة ناتانز للتخصيب قدموا دليلا على أنه يجري حاليا تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. وقال مسؤول رفيع المستوى وثيق الصلة بالوكالة إن خط الإنتاج يبلغ حاليا نحو 100 غرام من اليورانيوم الذي يتم تخصيبه بنسبة 20%.

وكان مفتشو الوكالة حاضرين يوم الثلاثاء الماضي عندما بدأت العملية بالكامل، ولكنهم اشتكوا من أن المهندسين الإيرانيين بدأوا بالفعل في مزاولة بعض الأنشطة في اليوم السابق وذلك قبل أن يتاح للمفتشين الوقت ليضعوا على نحو مناسب الأختام والكاميرات.

وأعلنت الوكالة في تقريرها، غير المعد للنشر بعد، أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% قبل وصول مفتشي الوكالة. وقال المدير العام للوكالة، أمانو، إن «إيران سلمت الوكالة نتائج قياس طيف الكتلة التي تفيد أنها أنتجت شحنات مخصبة حتى مستويات تصل إلى 19.8% في مصنع ناتانز بين 9 و11 فبراير (شباط)». وأضاف التقرير أن إيران بدأت بإدخال اليورانيوم إلى أجهزة الطرد لتخصيبه قبل وصول مفتشي الوكالة الذرية إلى المصنع. وقال «يوم 10 فبراير، عندما وصل مفتشو الوكالة إلى مصنع تخصيب الوقود النموذجي أبلغوا بأن إيران كانت قد بدأت في المساء السابق بإدخال سداسي فلورايد اليورانيوم في سلسلة أجهزة الطرد المركزي».