حماس والسلطة تتبادلان الاتهامات بشأن التورط في اغتيال المبحوح

رام الله تقول إن مسؤولا كبيرا من الحركة معتقل في دمشق.. وهي ترد بأن المعتقلين في دبي يعملان مع أجهزة أمنها

TT

تبادلت حركة حماس والسلطة الفلسطينية الاتهامات بشأن عملية اغتيال محمود المبحوح. فقد اتهمت حماس شخصين كانا يعملان في أجهزة أمن السلطة، في قطاع غزة، بالتورط في عملية الاغتيال. بينما أكد مسؤول أمني فلسطيني أن أجهزة الأمن السورية اعتقلت مسؤولا كبيرا في حركة حماس لعلاقته بعملية الاغتيال. غير أن دمشق تلتزم الصمت المطبق إزاء هذه المعلومات التي أكدتها أطراف أخرى. ووزعت حماس اسمي الرجلين وقالت إنهما كانا عضوين في حركة فتح وأجهزة أمن السلطة في غزة. وحسب مصادر حماس في غزة، فإن هذين الشخصين فرا مع نشطاء آخرين وزعماء في فتح من غزة عقب سيطرة حماس عليها في 14 يونيو (حزيران) عام 2007.

وقالت صحيفة «هآرتس» أمس إن هذين الفلسطينيين حصلا على إقامة في دبي بصفتهما موظفين يعملان في مؤسسة عقارية تابعة لمسؤول كبير في حركة فتح. يذكر أن الأردن سلم دبي فلسطينيين يحملان جوازي سفر فلسطينيين، وصلا إلى الأردن على عجل بعد اغتيال المبحوح. غير أن الأردن ودبي ترفضان حتى الآن الإفصاح عن اسميهما. لكن «هآرتس» أكدت أن الشخصين هما حمد أبو حسنين العضو في المخابرات الفلسطينية العامة، وأنور شحيبر الذي يعمل في أحد الأجهزة التابعة لـ«السلطة الفلسطينية» في رام الله، وزعمت الصحيفة أن المتهمين ساعدا خلية «الموساد» في تنفيذ عملية الاغتيال من خلال تقديم الدعم اللوجستي واستئجار السيارة التي استخدمها المنفذون وغرفة الفندق، وبعد عملية الاغتيال فرا إلى عمان. ولا ينفي مسؤولون في فتح أن هذين الشخصين عملا في قوات أمن السلطة في قطاع غزة، لكنهم ينفون استمرار ارتباطهما بزعمائهما السابقين. وهاجم اللواء عدنان الضميري، المفوض السياسي العام والناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قادة حماس، ووصف اتهاماتهم «بالجزافية»، وقال: «إنهم مخترقون، وأي جهاز أمني في العالم يمكن أن يخترق، لكنهم بحاجة إلى الجرأة ليعترفوا بذلك». ودعا الضميري قادة الحركة «لاستخلاص العبر من هذه الحادثة». وقال: «أطلب منهم أن يعيدوا حساباتهم ويفتحوا تحقيقا في الاغتيالات السابقة كافة، وأن يخبرونا كيف اغتيل سعيد صيام (وزير داخلية حماس) و(القيادي في الحركة عبد العزيز) الرنتيسي و(القيادي إسماعيل) أبو شنب وكثيرين». وتساءل: «في كل حالات اغتيال قادة حماس، هل أجرت حماس عمليات تحقيق، أين النتائج؟».

وفي رام الله، أكد مسؤول أمني فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه، ما تردد عن اعتقال السلطات السورية مسؤولا كبيرا في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس يشتبه في تورطه في اغتيال المبحوح. غير أن حماس نفت ذلك نفيا قاطعا ولم تعلق دمشق على هذه الأنباء بالنفي أو بالتأكيد، ملتزمة الصمت المطبق. وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «لدينا معلومات موثوقة بأن القيادي في كتائب القسام نهرو مسعود اعتقل في سورية في الأيام الماضية للتحقيق معه في قضية مقتل محمود المبحوح». وأكد المصدر ذاته أن مسعود الذي كان مسؤولا في كتائب القسام في غزة، كان قد غادر القطاع قبل سيطرة حماس عليه عام 2007 بعد اتهامه بقتل ضباط فلسطينيين، واعتقل في مصر، «ومن ثم تم تهريبه إلى سورية حيث كان مقربا جدا من رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل». وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن مسعود كان موجودا في دبي يوم اغتيل المبحوح وغادرها في اليوم التالي إلى سورية. وأضاف أن «المبحوح ومسعود زارا معا في يناير (كانون الثاني) السودان».

غير أن مسؤولا آخر في السلطة اتصلت به «الشرق الأوسط» رفض النفي أو التأكيد، مشيرا إلى أنه سمع بهذا الخبر كما سمعه كثيرون غيره.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طلال نصار منسق العلاقات الفلسطينية في حماس في دمشق القول إن «خبر اعتقال الأخ المجاهد نهرو مسعود هو خبر مكذوب وخبر غير صحيح». وأضاف: «نحن نبرئ ساحة الأخ نهرو تبرئة كاملة، ولا صحة لهذا الخبر لا من قريب ولا من بعيد. قيل إنه معتقل في دبي، وهو بيننا وكنت أزوره الليلة، وهو موجود بيننا، وقيل إنه اعتقل في سورية، والمراد هو تضليل الرأي العام عن الجهة المنفذة، ونحن في حركة المقاومة لا ندين إلا الموساد الإسرائيلي في قضية اغتيال المجاهد محمود المبحوح».

ونفى المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري هذه المعلومات قائلا: «لا يوجد أي شخص معتقل في دمشق، وهذه المعلومات تبثها بعض الجهات لخلط الأوراق».

وطالب خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس، السلطة «بتحمل مسؤولياتها في ما يتعلق بما يثار حول مشاركة عناصر من أجهزتها الأمنية في جريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح».