إسرائيل تشن حملة لتحسين صورتها الدولية المتراجعة

تحت شعار «هل مللت الطريقة التي ينظر إلينا بها الآخرون؟»

TT

بدأت الحكومة الإسرائيلية، التي تشعر بالقلق حيال تراجع صورتها الدولية، حملة يوم الأربعاء تستهدف تحويل كل إسرائيلي، وفي النهاية كل يهودي، إلى سفير جوال لعلاقاتها العامة.

وبدأت وزارة الإعلام وشؤون يهود الشتات في إصدار نشرات باللغة العبرية للمسافرين على الخطوط الجوية الإسرائيلية، وتقديم دورات تدريبية للمجموعات المتوجهة للخارج. وتأتي تلك الحملة تحت شعار «هل مللت الطريقة التي ينظر إلينا بها الآخرون في جميع أنحاء العالم؟ يمكنك تغيير ذلك».

ومن جهته، قال وزير الإعلام يولي إدلستاين في تصريح له، إن الاستطلاع الذي أمر بإجرائه أظهر أن نحو 91% من الإسرائيليين يعتقدون أن صورة بلادهم ضعيفة، وأن الأغلبية العظمى ترغب أن تلعب دورا في تحسينها.

ويضيف إدلستاين «يجب علينا حشد رأسمالنا البشري، أي مواطنينا الإسرائيليين في مواجهة الأموال الطائلة التي تنفقها الدول العربية على حملاتها الدعائية ضد إسرائيل».

يقدم الموقع الجديد تفسيرا محافظا للقضايا التي دائما ما تتعرض إسرائيل للانتقاد بشأنها، مثل الاستيطان في الضفة الغربية، ومعاملتها للفلسطينيين، بما في ذلك الحرب التي شنتها على غزة قبل عام. لكنها تسعى في الوقت نفسه لتفنيد ما تعتبره الوزارة أساطير حول إسرائيل - والمتعلقة بأنها دولة كبيرة وبدائية، وأن الطعام فيها يقتصر على الحمص والفلافل، وأن الإسرائيليين كمجموعات لا يسعون إلى السلام. وفي نشرات إخبارية مفبركة على الموقع الإلكتروني، يظهر صحافي بريطاني مؤكدا أن الجمل هو وسيلة التنقل الرئيسية في إسرائيل، وآخر إسباني يزعم بأن الإسرائيليين يقومون بشي اللحوم خارج منازلهم لأنهم ليست لديهم مطابخ. كما يظهر معلق إخباري فرنسي مؤكدا أن الحياة هنا ما هي إلا سلسلة لا نهائية من الانفجارات.

وقد تزامنت بداية تلك الحملة مع الجدال المتصاعد بشأن مقتل المسؤول بحركة حماس في دبي. حيث يتساءل الكثير من الإسرائيليين إذا ما كانت عملية الاغتيال هي عملية نفذها الموساد خاصة أن الكثير من الهويات المزيفة التي استخدمها القتلة كانت لبريطانيين هاجروا إلى هنا.

ويعد الهدف الرئيسي لتلك الحملة هو التأكيد على أن إسرائيل متقدمة فنيا، وأنها مجتمع متنوع، وأن سياسات حكومتها ليست هي مصدر النزاع الإقليمي. كما يذكر الموقع أن الكثير من الابتكارات الزراعية المهمة نشأت هنا بما في ذلك الري بالتنقيط، وتطوير الطماطم الصغيرة «تشيري».

ومن جهة أخرى، يقول شلومو أفينيري، الذي يدرس العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس «تنبع تلك الحملة من المخاوف المتأصلة بشأن الصورة السيئة التي يتم تقدم بها إسرائيل. وأنا أتفهم تلك الحملة على ذلك المستوى، وإن كنت أعتقد أنها صبيانية. فبعض تلك المعلومات سخيف تكمن وراءه عقلية بلشفية، حيث إنه يحول كل مواطن إلى خادم مدني لسياسات الحكومة. كما أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى أن بعض مشكلاتنا لها علاقة بسياستنا بالفعل».

من جهة أخرى، يقول أفينيري إن هذه كانت المرة الأولى منذ عقود التي يتم فيها إنشاء وزارة مستقلة للإعلام في إسرائيل. ووفقا لرأيه فإن إنشاء تلك الوزارة يعد دليلا على أن الحكومة تعاملت مع القضية دون تعقيد مبالغ فيه.

من جهة أخرى، يقول إيتان غلبوا، مدير مركز الاتصالات الدولية بجامعة بار إيلان التي تقع خارج تل أبيب والمدافع عن تحسين الدبلوماسية العامة الإسرائيلية، إن بعض ما نشرته الوزارة كان طيبا، لكنه استدرك قائلا إنه لا يعتقد أن صورة الدولة الضعيفة تقتصر على اعتقاد الآخرين بأنها دولة بدائية، موضحا «إن كبرى التحديات التي تواجهها دولتنا ترتكز على نعتها بالعنصرية والتشكيك في حقها في الوجود. وهذه النشرات لا تناقش تلك التحديات».

* خدمة «نيويورك تايمز»