معارك متقطعة في مارجا والعملية العسكرية تتقدم

مقتل 5 جنود من القوات الدولية منذ بدء الهجوم في جنوب أفغانستان

جندي افغاني في استراحة قصيرة خلال عملية «مشترك» ببلدة ند علي بولاية هلمند امس (رويترز)
TT

دارت معارك متقطعة أمس في مارجا بين عناصر حركة طالبان والقوات الدولية والأفغانية في اليوم السادس من الهجوم الواسع النطاق على هذه المنطقة التي تعتبر أحد معاقل طالبان في جنوب أفغانستان. وقال الجنرال شير محمد ضاضائي قائد الجيش الأفغاني في جنوب أفغانستان لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن العملية تتقدم وفقا للخطة، تسيطر وحداتنا على مارجا»، وكان الجنرال الأفغاني يتحدث في لشكر جاه عاصمة ولاية هلمند التي تقع مدينة مارجا في وسطها، لكن الجنرال ضاضائي قلل من شأن المعارك ميدانيا، وقال: «لا توجد مقاومة ضدنا في مارجا باستثناء نيران متقطعة انطلاقا من أسطح المنازل، لكن عندما نصل إلى مقربة منهم، يختفون (عناصر طالبان)».

وفي كابل، قالت قيادة الحلف الأطلسي: «إن متمردين يغادرون المنطقة حتى ولو بقي هناك مقاتلون أعداء يواصلون مهاجمة القوات الأفغانية والحلف الأطلسي في معارك مباشرة»، وأضاف الحلف الأطلسي في بيان أن «القوات المشتركة (الحلف الأطلسي والجيش الأفغاني) سيطرت على مناطق رئيسية، وأن الجهود التي بذلت للسيطرة على تحركات المتمردين تكللت نسبيا بالنجاح».

إلا أن الجنرال الأفغاني أشار إلى أن القنابل اليدوية الصنع التي يخلفها المتمردون «أبطأت» تقدم الجنود، وقال: «إننا منهمكون في الوقت الحالي في تطهير منطقة المعارك».

وبحسب أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية في مارجا، فإن وحدات المارينز لا تزال تتعرض لنيران المتمردين من حركة طالبان، ويشارك عناصر المارينز في عمليات نزع ألغام من الطرق، ويوزعون أيضا أجهزة راديو للمزارعين، وهذه الأجهزة التي تبث برامج حكومية، تقدم توجيهات للأفغان حول كيفية التصرف مع عناصر المارينز وكيفية العمل ليلا بواسطة مصابيح كهربائية، وبدأ نحو 15 ألف جندي أفغاني وأجنبي منذ السبت عملية «مشترك» في وسط هلمند، ويتهم الجيش الأفغاني عناصر حركة طالبان باستخدام مدنيين دروعا بشرية لحماية أنفسهم، وأعرب الجنرال الأفغاني محي الدين غوري أول من أمس عن أسفه بالقول إن هذا التكتيك المصحوب بقنابل يدوية الصنع «أبطأ تقدم قواتنا». وفي واشنطن، اعتبر البيت الأبيض أول من أمس أن الهجوم يسير «بشكل جيد» وذلك في أعقاب اجتماع للمجلس الحربي حول أفغانستان برئاسة الرئيس باراك أوباما، وفي اليوم السادس من الهجوم، بلغت حصيلة المعارك في صفوف الحلف الأطلسي سقوط 5 جنود، بينهم 3 أميركيين على الأقل وبريطاني. وكان القادة الأفغان قد أكدوا في بداية الأسبوع أن التحالف سيطر على كل منطقة مارجا ومحيطها تقريبا، وهي أحد معاقل المتمردين الإسلاميين ومركز زراعة الخشخاش في أفغانستان، وتمكن حاكم الولاية محمد غلاب منقال من التوجه إلى هناك أول من أمس ورفع العلم الأفغاني، رمز سيادة الحكومة الأفغانية على منطقة كانت خاضعة في السنوات الأخيرة للمقاتلين الإسلاميين، ويهدف الهجوم إلى استعادة المنطقة من أيدي المتمردين ومافيا المخدرات، وما إن يتم القضاء على عناصر طالبان، حتى تبدأ المرحلة الثانية التي ستسمح بفرض سلطة كابل في هذه المنطقة، بحسب الحلف الأطلسي والسلطات الأفغانية، والهجوم على مارجا، أحد معاقل طالبان في المنطقة، قد يتواصل في بلدات أخرى في الولاية. إلى ذلك، أعلنت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي أمس، أن عدد الجنود الذين قتلوا خلال الهجوم الواسع النطاق الذي أطلق السبت في جنوب أفغانستان يبلغ 5 وليس 6 جنود، كما أعلن سابقا، وقال الحلف الأطلسي في بيان: «إن العدد الدقيق لخسائر حلف شمال الأطلسي خلال عملية (مشترك) هو خمسة»، مشيرا إلى خطأ حصل «في التقرير حول العمليات»، وكان الحلف قد أعلن سابقا عن مقتل 6 جنود، بينهم 3 أميركيين على الأقل وبريطاني، وقتل جنديان الثلاثاء والأربعاء في معارك مع طالبان في مارجا وضواحيها في ولاية هلمند، ويشارك في العملية نحو 15 ألف جندي أفغاني وأجنبي.