قناصو طالبان يهددون تقدم قوات الناتو بعملية «مشترك» في هلمند

رماة مدربون يشاركون في كمائن على غرار حروب العصابات

TT

على مدار خمسة أيام من القتال، كشفت طالبان عن وجه لم يظهر كثيرا على امتداد قرابة عقد من الوجود العسكري الأميركي هناك، وهو استخدام قناصين، والذين يعمل بعضهم بمفرده أو يشاركون في كمائن على غرار تلك المميزة لحروب العصابات.

خلال الأيام الأخيرة، تعرض خمسة من جنود مشاة البحرية الأميركية المارينز، واثنان من الجنود الأفغان للقتل جراء إصابتهم بأعيرة نارية منطلقة من مسافة بعيدة. ويضم هؤلاء القتلى جندي مارينز تعرض لإصابة قاتلة بطلق ناري، واثنين آخرين أصيبا في الساعة الأولى من قتال امتد لأربعة ساعات، الأربعاء، عندما تعرضت فصيلة برفقتها سرية «كيه» التابعة للكتيبة الثالثة من قوات المارينز لكمين أثناء تنقلهم على الأقدام عبر منطقة قاحلة من أراض منبسطة، بين مجموعتين من المباني المنخفضة، المبنية بالطمي.

الواضح أن بعض عمليات إطلاق النار وقعت من رشاشات كلاشينكوف، حسبما أفاد أفراد من المارينز، اختلطت بنيران صادرة عن قناصة. من بين الأعيرة النارية التي أخطأت أهدافها، طلقات أصابت مقبض الباب بجانب وجوه جنود مارينز مباشرة أثناء تحركهم عبر ملتقى شارعين، وانطلقت طلقات أخرى فوق رؤوسهم مباشرة، وتعالت أصوات ارتطام أخرى بالأرض الوحلة بجانبهم أثناء عبورهم المساحات المفتوحة الكثيرة الموجودة في المنطقة المراد تأمينها، التي يتعذر عليهم تجنب المرور بها. انطلقت الأعيرة النارية، الأربعاء، من مجمعات سكنية بدائية وقنوات للري وحقول زراعية مع استمرار معارك دموية بين الجنود الأميركيين وطالبان على السيطرة على القطاع الشمالي من هذه المنطقة، التي تهيمن عليها طالبان لليوم الخامس. في المقابل، استعانت سرية «كيه» بمدافع هاون، ومدفعية وطائرات مروحية مقاتلة، وشنت ضربات جوية أثناء القتال الذي امتد لفترة طويلة بعد الظهيرة، وانتهى مثلما جرت العادة على مدار أسبوع تقريبا مع حلول المساء. الملاحظ أن حدة القتال الدائر لطرد طالبان من هذه المنطقة الصغيرة المعروفة باسم مارجا في هلمند، وهي عبارة عن حزام قروي من زراعات الحشيش الكثيفة مزود بطرق قليلة، ويفتقر بصورة شبه كاملة إلى الخدمات، لم تهدأ سوى قليلا منذ هبوط جنود سرية «كيه» باستخدام الطائرات المروحية في المنطقة مطلع صباح السبت. وخاضت السرية سلسلة محتدمة من المناوشات اندلعت بسبب تقدم الجنود للسيطرة على أجزاء من قرى، وأحد الجسور، وسوقا جرت فيها إقامة مخفر أمامي، وقواعد لانطلاق الدوريات.

وبوجه عام، انطلقت نيران الأسلحة الصغيرة التي يحملها أعضاء طالبان على نحو عشوائي وافتقرت إلى الفاعلية، في عرض كشف افتقاد جنود الجماعة التنظيم أو تدني مستوى مهاراتهم القتالية. إلا أن هذا الجانب المألوف من جهود طالبان القتالية تعزز بجهود مجموعة من الرماة المدربين جيدا. على سبيل المثال، أصاب قناص جنديا أفغانيا بطلق ناري في الرقبة، الاثنين، من على مسافة تتراوح بين 500 و700 ياردة. كانت مجموعة من الجنود الأفغان تسير عبر مساحة مفتوحة عندما أصيب الجندي بالطلق الناري، الذي قضى نحبه على أثره. وكانت تجربة «الفصيلة الأولى»، الأربعاء، آخر التجارب المرعبة على هذا الصعيد. كان أفراد الفصيلة محملين بكثير من الأغراض على ظهورهم، وينتقلون باتجاه الغرب نحو نقطة التمركز الرئيسية للسرية بعد أيام عدة من شن عمليات في القطاع الشرقي من المنطقة التي تتمركز فيها السرية. وغالبا ما يبقى جنود المارينز هنا بالقرب إلى مجموعات صغيرة من المباني المبنية بالطمي أثناء سيرهم، سعيا للتمتع بحماية نسبية بالسير قرب الجدران المصنوعة من الطمي. إلا أنه يبقى من المستحيل بالنسبة إليهم التنقل من دون خوض مخاطرة السير في مساحات مفتوحة من قرية إلى أخرى. أثناء انتقال أفراد «الفصيلة الأولى» إلى آخر رقعة مفتوحة قبل وصولهم إلى نقطة التمركز، بدأت طالبان في نصب كمين معقد لهم.

صدرت الطلقات الأولى من ناحية الجنوب من رشاش «كلاشينكوف»، حسبما أوضح لفتنانت أول جارود دي نيف، قائد الفصيلة. وصدر الهجوم من منطقة بها قناة ري عميقة، تفصل المتمردين عن أي شخص في الشمال، حيث تمركزت قوات السرية. كما تتسم بزراعات أكثر كثافة، مما يوفر غطاء مناسبا. ضمت هذه النقطة ذاتها الكثير من الأكمنة منذ بدء تنفيذ العملية التي تخطط لها القوات الأفغانية والأميركية منذ أمد بعيد لطرد طالبان من مارجا وإقرار وجود حكومي بها.

*خدمة «نيويورك تايمز»