النيجر: انقلاب عسكري خلال اجتماع مجلس الوزراء

احتجاز الرئيس مامادو تانغا وبعض وزرائه.. وسقوط قتلى عسكريين

TT

أكدت مصادر دبلوماسية أن منفذي محاولة الانقلاب في النيجر أمس، يحتجزون على الأرجح الرئيس النيجري مامادو تانغا وحكومته. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: «حدث الأمر إثر اجتماع مجلس الوزراء ويبدو أن الرئيس تانغا حاليا في قبضة الانقلابيين هو وأعضاء حكومته». وأضاف: «يعقد حاليا اجتماع لقادة الجيش» في نيامي. ونقلت الوكالة أيضا عن مصدر دبلوماسي أفريقي في نيامي قوله إنه «تم توقيف عدد من كبار شخصيات النيجر»، مضيفا أن «تانغا من بين هؤلاء ويبدو أن الغلبة أصبحت للانقلابيين».

ومع حدوث المحاولة الانقلابية، قتل ثلاثة جنود على الأقل في نيامي كما سمع إطلاق نيران كثيفة من أسلحة رشاشة خصوصا قرب القصر الرئاسي. وانتشر جنود عصر أمس في محيط القصر وفي الشوارع المحاذية تزامنا مع حدوث المحاولة الانقلابية. وقال شاهد عيان إنه شاهد «صاروخا يصيب سقف مدرعة وينزعه من مكانه بالكامل»، مضيفا أن الصاروخ تسبب في «تمزق أجساد 3 أو 4 جنود كانوا في داخل المدرعة ثم تم نقلهم إلى مشرحة» المستشفى، وأعلن شاهد عيان آخر يعمل في مكان قبالة محيط القصر الرئاسي أنه شاهد نيرانا «موجهة نحو مكتب الرئيس»، وروى شاهد ثالث لإذاعة فرنسا الدولية (آر إف آي) أنه «كان في القصر الرئاسي لمقابلة مستشار عندما بدأ كل ذلك»، وأضاف ردا على سؤال لإذاعة فرنسا الدولية من باريس: «شاهدت إطلاق نار، كانت هناك أسلحة ثقيلة وقذائف، أرى سحابة دخان حول مكتب الرئيس».

وجاءت هذه التطورات بعد يوم على إعلان رئيس وزراء النيجر علي باجو غاماتي عزمه عقد «اجتماع مهم لمجلس الوزراء» الخميس، وهذه الاجتماعات الوزارية يترأسها عادة الرئيس مامادو تانجا، يشار إلى أن النيجر غارقة في أزمة خطيرة منذ أن حل مامادو تانجا، بعد 10 أعوام من الحكم، البرلمان العام الماضي وحصل على تمديد مثير للجدل لولايته في ختام استفتاء دستوري، فبعد 10 أعوام من الحكم، كان ينبغي أن يغادر مامادو تانجا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن الدستور الجديد الذي تم تبنيه في أغسطس (آب) الماضي ضمن له 3 أعوام أخرى في رئاسة هذا البلد، ونددت المعارضة بذلك معتبرة إياه بمثابة انقلاب، ولبلوغ أهدافه، حل مامادو تانجا البرلمان والمحكمة الدستورية التي كانت تعارض مشروعه، وأدى تنظيم انتخابات تشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قاطعتها المعارضة، إلى تعليق عضوية النيجر في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وعلق الاتحاد الأوروبي مساعداته للتنمية.

وعلق الأسبوع الماضي الحوار النيجري الداخلي للخروج من الأزمة بين السلطة والمعارضة، الذي يجري برعاية وسيط من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.