خامنئي: لا نؤمن بالسلاح النووي ولا نسعى لامتلاكه.. وغير ذلك تصريحات سخيفة

إيران تطلق أول مدمرة من إنتاج محلي مزودة بصواريخ في الخليج

علي خامنئي ينظر من خلال منظار تدشين أول مدمرة إيرانية الصنع «جمران» في مياه الخليج جنوب إيران أمس (رويترز)
TT

قال المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي أمس إن طهران لا تؤمن بالسلاح الذري ولا تسعى لامتلاكه، على ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال خامنئي، بعد يوم من تقرير لوكالة الطاقة الذرية جاء فيه لأول مرة أن هناك شكوكا حول مساعي إيران إنتاج رأس نووي في الوقت الحالي: «إن بعض المسؤولين الغربيين والأميركيين كرروا في الآونة الأخيرة بعض التصريحات البالية والسخيفة بأن إيران تسعى لصنع أسلحة نووية». وتابع: «إننا لا نؤمن إطلاقا بالسلاح الذري ولا نسعى لامتلاكه»، وذلك أمام حشد من كبار المسؤولين العسكريين في حفل إطلاق أول مدمرة إيرانية محلية الصنع في جنوب البلاد.

وتسلمت البحرية الإيرانية أمس المدمرة الجديدة. وقال التلفزيون الإيراني الناطق بالإنجليزية «برس تي في» إن «البحرية الإيرانية تسلمت أول مدمرة لها مزودة بصواريخ بعيدة المدى تحمل اسم (جمران) في الخليج». وأضاف أن السفينة التي تزن نحو 1400 طن مزودة برادارات حديثة وقدرات حربية إلكترونية. وأوضحت أن «(جمران) مدمرة متعددة المهمات يمكن أن تبلغ سرعتها 30 عقدة ويمكنها أن تقل طاقما من 120 إلى 140 شخصا إلى جانب أنواع عدة من الصواريخ المضادة للسفن وصواريخ أرض - جو ومزودة بجسر للمروحيات». وتابعت بأن السفينة مزودة أيضا «بطوربيدات ومدفعيات بحرية حديثة». وعرض التلفزيون لقطات للسفينة التي وضعها في المياه آية الله خامنئي محاطا بعدد من القادة العسكريين للبلاد. والجزء الأكبر من التجهيزات البحرية الإيرانية روسي الإنتاج ويعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية في 1979. وخلال السنة الماضية قامت البحرية الإيرانية بمهمات عدة في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال لمرافقة سفن تجارية أو ناقلات نفط إيرانية.

وأعرب خامنئي عن تقديره للقوي التي أسهمت في إنشاء وصناعة هذه المدمرة الإيرانية. ووصف هذا اليوم بأنه «من أحلي الأيام المباركة التي تبعث علي الأمل». كما أشار إلى ماضي الصناعة البحرية في إيران منذ مئات الأعوام قائلا إن «قوة البلد تضاءلت بسبب حكومة أفراد فاسدين ومستبدين طوال القرون الأخيرة، إلا أن الإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية لن يسمح بعد اليوم بالتفريط في قدرات إيران والعبث بماء وجهها على الصعيد العالمي». ورأي أن عودة روح العزة الوطنية والحفاظ على هوية الشعب الإيراني طوال الأعوام الـ30 الأخيرة «رهينة لانتصار الثورة الإسلامية التي أثارت غضب المستكبرين لأنها بددت مصالحهم بعدما كانوا يعتبرون أنفسهم أصحاب إيران الحقيقيين».

وفي إطار النفي الإيراني لامتلاك سلاح ذري، قال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أمس: «قلت مرارا إنهم حين أطلعونا على هذه الوثائق لم تكن أي منها سرية أو ممهورة بدمغة السرية»، وذلك في إشارة إلى الوثائق التي استندت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعليل اتهاماتها ضد إيران. وأضاف لوكالة أنباء «فارس»: «من هنا يثبت أن جميع المستندات تمت فبركتها من كل جانب ولا أساس لها ولا صلاحية لها على الإطلاق».

وأعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها أول من أمس عن قلقها لورود معلومات بشأن نشاطات إيران النووية تفيد بأن طهران قد تكون بصدد صنع سلاح ذري. وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في تقريره الأول إلى هيئة حكام الوكالة إن «المعلومات التي في حوزة الوكالة تثير مخاوف من احتمال وجود نشاطات، في السابق أو راهنا، غير معلن عنها بشأن تطوير شحنة نووية يمكن تحميلها على صاروخ». وهذه أول مرة تعبّر فيها الوكالة الذرية - ومقرها فيينا - عن قلقها بشأن نشاطات إيرانية «راهنة»، في حين كانت تحدثت عن نشاطات سابقة في تقارير سابقة.

وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات للتحقق من طبيعة النشاطات النووية الإيرانية. وفي نهاية 2007 أفاد تقرير للاستخبارات الأميركية أن إيران وقفت عام 2003 برنامجا سريا لصنع السلاح النووي. لكن تقرير أمانو قد يقدم حججا علنية إلى العواصم الغربية وإسرائيل التي تشتبه بمواصلة طهران البرنامج سرا. ولفت التقرير إلى أن «إيران لم تُبدِ التعاون اللازم لتمكين الوكالة من التأكيد على أن جميع المواد النووية في إيران مستخدمة في نشاطات سلمية». وكرر سلطانية أن إيران لن تعلق برامجها النووية، لكنها لن تقف في المقابل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. غير أنه أكد أن هذا التعاون لن يتجاوز الإطار المحدد في أنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأن بلاده لن تنفذ المطالب الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي. وأصدر مجلس الأمن ثلاثة قرارات نصّت على عقوبات في حق إيران لإلزامها بتعليق نشاطاتها النووية المثيرة للجدل.

ومساء أول من أمس أعلنت واشنطن، التي تسعى للترويج لفكرة فرض عقوبات إضافية على إيران، بين شركائها في مجلس الأمن، أن هذا التقرير يثبت عدم احترام إيران واجباتها الدولية. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس: «لطالما قلنا إنه إذا امتنعت إيران عن احترام واجباتها الدولية، فستكون هناك عواقب».