«14 آذار» ترفض اتصال نجاد بنصر الله وتصفه بالـ«خطير».. وتتهم إيران باستعمال لبنان «ساحة» لتصفية الحسابات

فتفت لـ «الشرق الأوسط»: تصعيد كلامي يسبق الحروب عادة

TT

لم يكد قياديو فريق 14 آذار يستيقظون من «وقع» كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، خلال إحياء الذكرى الثانية لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية، حتى أتاهم نبأ اتصال أجراه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بنظيره اللبناني الرئيس ميشال سليمان، ثم نبأ اتصال آخر أجراه مع نصر الله مشددا له على «ضرورة أن تحافظ المقاومة على أعلى درجات الجهوزية للتصدي لأي عدوان جديد»، داعيا «المقاومة إلى أن تبقى على جهوزيتها لمواجهة أي طارئ كي تمحو هذا الكيان من الوجود إذا ما ارتكب عدوانا جديدا على لبنان».

رد نصر الله على نجاد أتى دقيقا ومعبرا، فهو أكد له أن «المقاومة في وضعية مناسبة جدا ولا تخشى التهديدات الإسرائيلية»، أما ردود الأكثرية فكانت تزايد الخشية من وقوع الأسوأ في ظل «طبول الحرب» التي تقرع، كما قال النائب في كتلة «المستقبل» أحمد فتفت لـ«الشرق الأوسط». وإذ أكد فتفت أن كلام نجاد والإعلان عنه في بيان رسمي «مؤشران يبعثان على القلق»، مشددا على أن تدخل نجاد في القضايا اللبنانية بهذه الطريقة مرفوض، «كما هو مرفوض استعمال مصالحنا الوطنية بهذا الأسلوب»، فإنه قال إن هذا الكلام ومثله يعيد لبنان إلى وظيفة «الساحة» لتصفية الحسابات، «وهو ما ليس لنا طاقة به»، مشددا على أن ما يجري هو «تصعيد كلامي كذاك الذي يسبق الحروب».

ووصفت مصادر «14 آذار» كلام أحمدي نجاد بأنه «خطير جدا، ويؤكد على مدى الارتباط والإرادة التي تمارسها إيران على حزب الله»، متسائلة عما إذا كان سلاح الحزب «لحماية لبنان أم لحماية مصالح إيران في المنطقة». ورأت المصادر «تناغما في خطاب السيد نصر الله وأحمدي نجاد بشكل واضح. فالثاني قال إن الحرب آتية، والأول هدد بقصف عمق الأراضي المحتلة»، مشيرة إلى أن الحرب «تبدأ عادة بالكلام، وهناك وضع متوتر، والملف الأبرز هو الملف الإيراني».

وبدوره، رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن الاتصال الذي جرى بين الرئيس الإيراني وأمين عام حزب الله يثبت أن الجهات الإقليمية تعود لتستعمل لبنان كساحة للحرب. وأشار علوش إلى أن هذا الاتصال يؤكد عمق التنسيق والتعاون بين الجانب الإيراني والسيد نصر الله وحزب الله، محذرا من أن «حزب الله سوف يؤدي إلى إقحام لبنان في حرب لا تخصه».

أما حول موقف نجاد بأن على المقاومة محو إسرائيل إذا ما اعتدت على لبنان، فقال علوش «إذا استطاعت إيران وحزب الله فعل ذلك دون الاعتداء على لبنان، فهذا مطلب عربي وإسلامي». وأبدى اعتقاده بأن هذه الحرب، بغض النظر عن النتائج على المستوى الاستراتيجي، فهي على المستوى المحلي ستؤدي إلى دمار هائل وخسائر لا يمكن التنبؤ بحجمها.

وفي المقابل، تمنى عضو كتلة حزب الله النائب علي المقداد «لو أن بعض هذه الأصوات والأبواق التي خرجت لتقول إن كلام الأمين العام للحزب هو إعلان حرب وليس صد عدوان»، وتوجه لهؤلاء بالقول «إذا كنتم لا تجيدون التحليل السياسي فنطلب منكم أن تدخلوا أي مدرسة أو جامعة لتتعلموا، وإذا كانت نياتكم تدعو إلى الخبث، فأدعوكم إلى ترك المقاومة والمقاومين الذين تعاهدوا وعاهدوا الله أن يقوموا بواجبهم».