ألغام الحوثيين تحصد أرواح الأبرياء في شمال اليمن

لا توجد إحصائيات رسمية.. واللجان الرئاسية تقول إنها تعوق عملها

TT

لقي، أمس، فتى في الـ15 من عمره مصرعه، وذلك في انفجار لغم أرضي بمنطقة آل عقاب، قرب مدينة صعدة. وفي منطقة الملاحيظ لقي مواطن يمني يبلغ من العمر 30 عاما مصرعه، أيضا، في انفجار أحد الألغام التي زرعها الحوثيون قبيل اندلاع النسخة السادسة من الحرب بينهم وبين الجيش اليمني في أغسطس (آب) الماضي.

وكانت الألغام الأرضية حصدت أرواح عدد من الأبرياء والجنود ومن أعضاء اللجان التي تحاول نزعها، بينهم حوثيون، خلال الأيام الماضية التي تلت اتفاق وقف إطلاق النار، مع المتمردين الحوثيين، وبدء تنفيذهم للنقاط الست التي وضعتها الحكومة اليمنية، وتحدثت مصادر سعودية عن مقتل مواطن سعودي، أمس، في قرية الجابري، بعدما انفجر فيه لغم أرضي كان زرع في المنزل الذي قصده، بعد أن تسلل الحوثيون إلى القرية الأشهر الماضية.

ولا تعرف إحصائية رسمية وحقيقية عن عدد ضحايا الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق محافظة صعدة حتى الآن، لكن ما تؤكده اللجان الميدانية المعنية بالإشراف على وقف إطلاق النار والالتزام بنقاط شروطها، هو أن تلك الألغام تعوق بصورة مباشرة وغير مباشرة عمل تلك اللجان وانتشار الجيش اليمني على الحدود اليمنية - السعودية.

وكان الجيش اليمني عجز عن مواصلة تقدمه في مطلع الحرب الأخيرة مع الحوثيين، وذلك بسبب زرع عدد كبير من الألغام على طول الطرق التي تربط محافظة صعدة بالمحافظات الأخرى، وكذا مديرية حرف سفيان بصعدة وبغيرها من المناطق، وزرعت الألغام بالكثافة نفسها على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية.

ويبدو أنه وفي ضوء اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والحوثيين، قام الحوثيون خلال الأيام القليلة الماضية بنزع العدد الأكبر من الألغام المزروعة، غير أن المصادر المحلية تؤكد أن كل الألغام لم تنزع، وهي مصدر لانتزاع أرواح أعضاء اللجان الخاصة بالإشراف على وقف الحرب، وكذا أرواح المواطنين النازحين الذين يحاولون العودة إلى قراهم ومنازلهم التي هجروا منها بسبب الحرب، كما أن الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بنقل تلك الألغام التي تم نزعها وغيرها من الأسلحة، إلى مناطق بعيدة في محافظة صعدة. ورغم الصور التي أظهرها التلفزيون اليمني، خلال الأيام القليلة الماضية، لعناصر حوثية وعناصر من الجيش اليمني وهي تقوم بنزع تلك الألغام القاتلة، فإن تلك المواد المتفجرة، والتي لا تعرف لها خرائط ميدانية على وجه الدقة، تظل أكبر التحديات التي تواجه سلاما حقيقيا في صعدة، بحسب المراقبين.