عون يزور جنبلاط اليوم بالمختارة لـ«استكمال» مصالحة الجبل

الزعيم الدرزي ينفي شائعة زيارته لسورية اليوم

TT

من المفترض أن يزور اليوم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح»، ميشال عون، رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط في مقره في بلدة المختارة، بعمق الشوف اللبناني؛ ترسيخا للمصالحة التي جرت بين الرجلين أواخر العام الماضي. ويظهر برنامج الزيارة كثيرا من الحفاوة والترحيب بعون الذي يريدها أن تكون «زيارة زعيم المسيحيين إلى زعيم الدروز»، كما قالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط». وفيما كان جنبلاط يستعد لاستقبال عون، كانت هناك شائعة عن زيارة سيقوم بها إلى سورية مساء اليوم، تتوج غدا بلقاء مع الرئيس بشار الأسد، وقد حرص جنبلاط على أن ينفيها شخصيا، معلنا أنه سيعلن عن الزيارة عندما يتحدد موعدها بمؤتمر صحافي، أو بيان مكتوب.

وستنافس زيارة عون، زيارة سابقة كان قام بها إلى الجبل في عام 2001 البطريرك الماروني نصر الله صفير، التي سميت آنذاك بمصالحة الجبل بين المسيحيين والدروز، بعد المجازر والمعارك التي شهدتها قرى الجبل في الحرب الأهلية، وانتهت بتهجير المسيحيين منه في منتصف الثمانينات، ولم يعودوا جميعا إليها بعد، على الرغم من مضي نحو 20 سنة على انتهاء الحرب. غير أن هذه الزيارة قد تصطدم ببعض العقبات الناجمة عن إصرار عون على وضع إكليل على ضريح حليفه السابق داني شمعون في بلدة دير القمر، وهو ما يرفضه بشدة نائب البلدة، وشقيق داني النائب دوري شمعون، الذي لوح بـ«اعتراض شعبي».

واعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم، أن زيارة عون إلى الجبل «ستزيد المحبة وتنقص الحقد والبغضاء»، مؤكدا أن عام 2001 كان بداية المصالحة في الجبل، أما عام 2010 فسيكون لتحقيق السلام. وقال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب حكمت ديب، أن زيارة عون إلى المختارة «لها طابع اجتماعي تصالحي وتصارحي؛ فالشق الأول منها تنموي يهدف إلى تطوير المنطقة، والشق الثاني يتعلق بالوضع النفسي والسلام السياسي الذي يجب أن يسود في المنطقة». وأشار إلى أن «هناك مسألة خاصة في هذه الزيارة، وهي وضع إكليل على ضريح الشهيد داني شمعون وعائلته، وعلى ضريح الرئيس كميل شمعون وزوجته». وردا على سؤال أجاب ديب: «لقد أبلغنا النائب دوري شمعون بالزيارة، وتقبل الأمر أو عدم تقبله يعود إليه؛ فالعلاقة بين العماد عون والشهيد داني شمعون كانت علاقة صداقة».

وأكد ديب أن «هناك شيئا مختلفا سيحدث من خلال زيارة عون إلى الشوف، وهو تفعيل التعايش وبناء السلام فيما بيننا»، وقال: «البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، بدأ بالمصالحة، ونحن نفعل هذا الشيء بعمق أكثر؛ فقد مرت علاقتنا مع الدروز على مرّ مئات السنين بفتنة أو اثنتين، ولا أريد التقليل من أهميتهما، ولكن ليستا القاعدة، إنما القاعدة هي الحياة المشتركة بسلام بيننا».

واعتبر رئيس تيار «التوحيد اللبناني» الوزير الأسبق وئام وهاب، أن زيارة عون ستعيد العلاقات في الجبل إلى ما كانت عليه قبل عام 1982. ولفت وهاب النظر إلى أنه من الطبيعي ألا يشارك في اللقاء غدا؛ لأنه يأتي في إطار مصالحة بين فريقين سياسيين تخاصما كثيرا، أما هو «فمتصالح مع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، ومتحالف مع عون». وأكد وهاب أن سورية جاهزة لاستقبال جنبلاط، لافتا النظر إلى أن الزيارة بحاجة إلى بعض الترتيبات التي يقوم بها حزب الله.