«الفجر الجديد» تحدد الوجود الأميركي في العراق بعد سبتمبر 2010

مندوب الأمم المتحدة في بغداد: مرحلة ما بعد الانتخابات تحتاج دعما أميركيا ودوليا

TT

في إطار الاستعداد لتغيير مهام القوات الأميركية في العراق من مهام القتال إلى «المساعدة والاستشارة»، أمر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بتغيير اسم العمليات العسكرية الأميركية في العراق إلى «الفجر الجديد» ابتدأ من سبتمبر (أيلول) 2010، وبموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الولايات المتحدة والعراق، توقف القوات الأميركية العمليات القتالية في العراق بحلول أغسطس (آب) المقبل، وتواصل الانسحاب التدريجي من العراق.

واعتبر غيتس، في مذكرة موجهة لقائد القيادة المركزية الأميركية ديفيد بترايوس، أن عملية «حرية العراق»، وهو الاسم الذي أطلق على حرب عام 2003 على العراق والعمليات العسكرية التي تبعتها، ستنتهي مع انتقال العمليات نهاية الصيف المقبل، ويذكر أن الولايات المتحدة حذرة من إعلان «النجاح» أو «النصر» في العراق بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ذلك في مايو (أيار) 2003، مما سبب حرجا شديدا لواشنطن مع تراجع الأوضاع الأمنية في العراق، وقال غيتس في المذكرة الموجهة إلى الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى الأميركية وأرسلت نسخة منها إلى رئيس أركان القوات المشتركة الأميركية الأدميرال مايك مولن: «إن تزامن تغيير الاسم مع تغيير المهمة يوجه إشارة واضحة تدل على أن عملية حرية العراق انتهت، وأن قواتنا تقوم بمهمة أخرى».

وتواصل الولايات المتحدة الاستعداد للانسحاب التدريجي من العراق مع مراقبة شديدة للانتخابات العراقية، المرتقب إجراؤها في 7 مارس (آذار)، وتعتبر واشنطن انتخابات ناجحة وتنصيب حكومة عراقية جديدة أمرا أساسيا لاستقرار العراق مما يسمح بخفض القوات الأميركية. ويتمركز نحو 97 ألف جندي أميركي في العراق حاليا، ويفترض أن يخفض عدد هذه القوة إلى 50 ألف جندي بحلول أغسطس المقبل، وستخصص بعد ذلك لمهمات التدريب والمشورة قبل انسحاب كل القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011.

وأجرى السفير الأميركي لدى بغداد كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو مشاورات مع كبار المسؤولين في واشنطن هذا الأسبوع لإطلاعهم على التطورات السياسية والأمنية في العراق، وبعد لقائهما مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن هذا الأسبوع، أصدر البيت الأبيض بيانا جاء فيه أنه «من المهم المشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية المقبلة، ونعيد التأكيد على الدعم الأميركي للجهود العراقية لدعم الوحدة الوطنية»، وترأس بايدن أمس اجتماعا لكبار المسؤولين العراقيين المهتمين بالملف العراق لبحث التطورات في البلاد والاستعدادات للانتخابات بحضور هيل وأوديرنو، كما أن وزيرة الخارجية كلينتون التقتهما في مقر الخارجية ظهر أمس.

من جهة أخرى، يزور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى بغداد إد ملكرت واشنطن ويحمل رسالة واضحة للسلطات الأميركية تتضمن أهمية إبقاء التواصل والاهتمام بالعراق، وقال ملكرت في ندوة في معهد «كارنيغي للسلام الدولي» أول من أمس: «آمل أن يكون العراق أعلى على الأجندة الأميركية من ما عليه الآن»، وصرح أنه جاء إلى واشنطن يحمل 3 رسائل وهي: الأولى «لا أحد يستطيع أن يدير ظهره إلى العراق ولا يهتم بمستقبله، والثانية: «أن أي تواصل مع العراق يجب أن يكون مبنيا على احترام، فالعراقيون هم في القيادة الآن على عكس الماضي»، أما الرسالة الثالثة فكانت أن «الوقت قد حان لوضع حد للاختلافات حول التواصل مع العراق، التي شهدناها في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي». وشدد ملكرت على ضرورة الدور الأميركي والدولي في دعم العراق خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى أهمية العراق في استقرار المنطقة، وحدد ملكرت 3 قضايا تشغل الأمم المتحدة في العراق اليوم، وهي: «تطبيع التعايش» بين الفئات العراقية المختلفة، بما في ذلك حل قضية المناطق المتنازع عليها وتحديد القوانين التي تحكم طبيعة البلاد، أما القضية الثانية فهي تطبيع العلاقات بين العراق والكويت، والثالثة مساعدة العراق في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أهمية «معالجة الأجندة النفطية بطريقة فعالة». أما على المدى القصير، فقد تحدث ملكرت عن أهمية الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة المقبلة، قائلا: «من الصعب التكهن بما يأتي بعد الانتخابات»، وبينما يصعب معرفة تشكيلة الحكومة المقبلة وأيضا معرفة توقيت تشكيلها، توقع ملكرت أن ذلك قد يستمر أشهرا طويلة، وأضاف، أن المرحلة الانتقالية ستكون حساسة وتحتاج إلى دعم الولايات المتحدة والأمم المتحدة.