أميركا تلغي تحذيرها من السفر إلى سورية

مصادر سورية لـ «الشرق الأوسط»: تحركات في العلاقات السورية - الأميركية وتعيين سفير يصحح بعض الأمور

TT

بعد ساعات قليلة على إجراء السفير دانيال بنجامين منسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب محادثات مع المسؤولين السوريين حول «التهديدات وبواعث القلق المشتركة فيما يخص مكافحة الإرهاب» قررت واشنطن إلغاء التحذيرات المفروضة على سفر المواطنين الأميركيين إلى سورية. وقالت مصادر أميركية إن ذلك يأتي «لأن الوضع الأمني لم يعد يتطلب ذلك». وإنه بعد «مراجعة دقيقة للوضع الراهن في سورية، قررنا أن الظروف لا تتطلب تمديد التحذير». وفيما لم يعلق أي مصدر رسمي في دمشق على هذا القرار لأنه «قرار أميركي ويخص الأميركيين» قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الإجراء اتخذ في فترة غليان وغضب شعبي في المنطقة عام 2006، على خلفية حرب لبنان، حتى أن سورية شددت الإجراءات الأمنية حول السفارة الأميركية في دمشق، وكان من المفترض أن يلغى هذا التحذير بعد انتهاء فترة التوتر إلا أن ذلك لم يتم، ربما كان الأميركيون ينتظرون مناسبة لرفع التحذير، وهم يرون الآن وبعد تحريك العلاقات السورية - الأميركية وتعيين سفير أنه يجب تصحيح بعض الأمور».

ومع أن إلغاء تحذير الأميركيين من السفر إلى سورية جاء بعد إعلان تعيين سفير أميركي جديد في دمشق هو روبرت ستيفن فورد، وبعد زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز، وهو المسؤول الثالث في الوزارة وأعلى مسؤول فيها يزور سورية منذ سنوات، فإن المسؤولين الأميركيين اعتبروا أن «هذا القرار كان مبنيا فقط على تقويمنا الدقيق للوضع الأمني على الأرض في سورية، ولا علاقة له بالمناقشات السياسية» الراهنة بين الولايات المتحدة وسورية. وكانت مصادر في السفارة الأميركية في دمشق قد ذكرت أن منسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب السفير دانيال بنجامين والوفد المرافق له أجرى في دمشق أول من أمس الخميس مباحثات مفصلة مع نظرائهم من المسؤولين السوريين، وتناولت المباحثات «التهديدات وبواعث القلق المشتركة فيما يخص مكافحة الإرهاب». وعبرت مصادر أميركية في دمشق عن اعتقادها بأنه «بإمكان سورية أن تلعب دورا بناء في تخفيف وطأة هذه التهديدات وتهديدات أخرى بالتعاون مع دولٍ إقليمية ومع الولايات المتحدة» واصفة المباحثات بأنها كانت «مفصلة ومثمرة». وضم الوفد الأميركي القائم بأعمال السفارة الأميركية في دمشق تشارلز هنتر ومعاون وزير الأمن المحلي لشؤون السياسة ديفيد هيمان ونائبة معاون وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط مورا كونيلي ومدير مجلس الأمن القومي ميغان ماكديرموت.

وكان وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية خلال زيارته دمشق يوم الأربعاء الماضي وليام بيرنز قال بعد لقائه الرئيس السوري إنه من «أجل تعميق» الحوار بين الولايات المتحدة وسورية سيمكث السفير دان بنجامين منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب في دمشق ليوم آخر يعقد خلاله اجتماعات. مضيفا أنه ليس لديه «شك حيال التحديات التي تقبع أمامنا على الطريق، لكن اجتماعي بالرئيس الأسد منحني الأمل بأنه يمكننا أن نحرز تقدما معا في مصلحة كلا البلدين».