مسؤولون في لجان وقف إطلاق النار لـ «الشرق الأوسط»: الجيش اليمني بدأ بانتشار جزئي

نفوا إعاقة الحوثيين عمليات الانتشار > مصادر: وصول فرق خاصة لنزع الألغام على الشريط الحدودي

قوات يمنية في أحد المواقع في صعدة بشمال اليمن (إ. ب. أ)
TT

نفى مسؤولون في اللجان المسؤولة عن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، الأنباء التي أشارت إلى أن المتمردين أعاقوا انتشار الجيش اليمني على الحدود مع السعودية، والذي كان مقررا أمس، بعد ستة أشهر من المعارك في شمال اليمن.

وقال العميد علي بن علي القيسي، رئيس لجنة محور الملاحيظ، وهي إحدى اللجان المشرفة على تطبيق قرار وقف إطلاق النار، إنه ليس لديه أي علم حول «إعاقة الحوثيين» لانتشار الجيش. كما أكد أحمد علي السلامي، عضو مجلس الشورى، العضو في ذات اللجنة، ما طرحه رئيسها، وقال السلامي إن «هذا الكلام غير صحيح»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش اليمني «بدأ الانتشار»، وأن «مشكلة الجيش»، هي في انتقاء المواقع فقط. وأشار السلامي إلى أن تقارير اللجان الميدانية التي سلمت لهم، أمس، تتحدث عن «خروقات جزئية» فقط. أما العميد محمد يحيى الحاوري، عضو البرلمان اليمني، رئيس لجنة الحدود المكلفة بالإشراف على نزع الألغام وانتشار الجيش، فقد نفى نفيا قطعيا وجود أي «إعاقة» لانتشار الجيش، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الموضوع «لا يدخل في الحسبان»، وأضاف أن «الدولة متى أرادت نشر قواتها في أي مكان ستنشرها وتتمركز فيه»، وقال إن أي عوائق تحدث في الميدان «يتم التواصل مع مندوبي الحوثي وحلها».

وكان عضو في إحدى هذه اللجان قد أكد لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، أن المتمردين يعيقون انتشار الجيش اليمني على الحدود مع السعودية. وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته إن «انتشار الجيش على الحدود يراوح مكانه بسبب رفض المتمردين الالتزام بشروط وقف إطلاق النار». وأضاف المصدر أن المتمردين «وعوضا عن تفكيك مواقعهم للسماح بانتشار الجيش، فإنهم يعيدون نشرها في منطقة الملاحيظ» في محافظة صعدة معقل الaتمرد على الحدود مع السعودية. وكانت مصادر في لجان وقف إطلاق النار أشارت أمس إلى أن الجيش اليمني قد ينتشر اعتبارا من السبت (أمس) على الحدود السعودية إذا ما انتهت بحلول هذا اليوم عمليات نزع الألغام، وذلك تطبيقا لبنود وقف إطلاق النار المعمول به منذ 12 فبراير (شباط).

وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، ليل أمس، حاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من جانب الحوثيين، إلا أن معظم المحاولات باءت بالفشل، لعدم ردهم على الاتصالات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن عملية تسلم مسؤولي السلطة المحلية في بعض مديريات محافظة صعدة التي كانت تحت سيطرة الحوثيين مهامهم، أجلت بعد أن كان مقررا لها أن تتم أمس، وأرجعت مصادر خاصة التأجيل إلى «عدم استعداد الجهات المعنية» لتلك الخطوة، وأكدت تلك المصادر أن فرقا متخصصة في نزع الألغام وصلت، أمس، إلى منطقة الملاحيظ الحدودية بين اليمن والسعودية، وذلك لمباشرة مهامها في نزع الألغام وإبطال مفعول الكثير من المقذوفات التي خلقتها الحرب السادسة ولـ6 أشهر بين الجيش اليمني والحوثيين.

وكانت الألغام الأرضية حصدت أرواح عدد من الأبرياء والجنود ومن أعضاء اللجان التي تحاول نزعها، بينهم حوثيون، خلال الأيام الماضية التي تلت اتفاق وقف إطلاق النار. ولا تعرف إحصائية رسمية وحقيقية عن عدد ضحايا الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق محافظة صعدة حتى الآن، لكن ما تؤكده اللجان الميدانية المعنية بالإشراف على وقف إطلاق النار والالتزام بنقاط شروطها، هو أن تلك الألغام تعوق بصورة مباشرة وغير مباشرة عمل تلك اللجان وانتشار الجيش اليمني على الحدود اليمنية - السعودية.

وكان الجيش اليمني عجز عن مواصلة تقدمه في مطلع الحرب الأخيرة مع الحوثيين، وذلك بسبب زرع عدد كبير من الألغام على طول الطرق التي تربط محافظة صعدة بالمحافظات الأخرى، وكذا مديرية حرف سفيان بصعدة وبغيرها من المناطق، وزرعت الألغام بالكثافة نفسها على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية.

ويبدو أنه وفي وضوء اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والحوثيين، قام الحوثيون خلال الأيام القليلة الماضية بنزع العدد الأكبر من الألغام المزروعة، غير أن المصادر المحلية تؤكد أن كل الألغام لم تنزع، وهي مصدر لانتزاع أرواح أعضاء اللجان الخاصة بالإشراف على وقف الحرب وكذا المواطنين النازحين الذين يحاولون العودة إلى قراهم ومنازلهم التي هجروا منها بسبب الحرب، كما أن الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بنقل تلك الألغام التي تم نزعها وغيرها من الأسلحة، إلى مناطق بعيدة في محافظة صعدة. ورغم الصور التي أظهرها التلفزيون اليمني، خلال الأيام القليلة الماضية، لعناصر حوثية وعناصر من الجيش اليمني وهي تقوم بنزع تلك الألغام القاتلة، فإن تلك المواد المتفجرة، التي لا تعرف لها خرائط ميدانية على وجه الدقة، تظل أكبر التحديات التي تواجه سلاما حقيقيا في صعدة، بحسب المراقبين.

إلى ذلك، واصلت اللجان المكلفة بالإشراف على تنفيذ نقاط وقف إطلاق النار، أمس، عملها في صعدة، وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة محور حرف سفيان، تمكنت، أمس، من اللقاء بلجنة محور مدينة صعدة، وذلك بعد أن فتح الحوثيون الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة صعدة. وأكد لـ«الشرق الأوسط» الشيح علي أبو حليقة، عضو مجلس النواب (البرلمان)، رئيس لجنة محور صعدة، أن الطريق فتح فعلا. وقال إن أول قافلة تمكنت من المرور في ذلك الطريق، وهي قافلة تتبع المؤسسة الاقتصادية اليمنية، التابعة لوزارة الدفاع اليمنية، وكانت تحمل مواد غذائية ومؤنا لمواطني المحافظة.

وأشار أبو حليقة إلى أن لجنة مدينة صعدة ولجنة محور حرف سفيان، خلال اجتماعهما، اعتبرتا وصول هذه القافلة عبر طريق صنعاء - صعدة «تطبيعا حقيقيا» و«تدشينا للعمل في الطريق لمرور قوافل الإغاثة». وأكد أبو حليقة أن الاجتماع الذي ضم اللجنتين، تدارس فيه أعضاؤهما «الإجراءات التي تمت في المحورين». وحول بقاء ملف مدينة صعدة القديمة معلقا وعدم فتحها أمام عودة النازحين، قال أبو حليقة لـ«الشرق الأوسط» إن لجنة صعدة ستقف أمام هذا الملف اليوم.