تحالف الحكيم يحذر من «البعثيين الجدد».. وينتقد «التدخلات الأميركية السافرة» في الانتخابات

الائتلاف الوطني العراقي: اتهامات واشنطن لمرشحين لا تستند إلى أدلة قانونية

TT

استنكر الائتلاف الوطني العراقي أمس «التدخلات» الأميركية في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في السابع من مارس (آذار) المقبل و«التشويش» على الناخبين من خلال توجيه «الاتهامات» إلى مرشحين عراقيين.

وأصدر الائتلاف الوطني العراقي، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بزعامة عمار الحكيم، بيانا أمس انتقد فيه تصريحات مسؤولين أميركيين عاملين في العراق، وجاء في البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «يراقب الائتلاف الوطني العراقي بقلق كبير الاتهامات الخطيرة التي صدرت أخيرا من بعض المسؤولين الأميركيين العاملين في العراق والتي طالت شخصيات وطنية يحترمها العراقيون لما قدمته من تضحيات كبيرة في سبيل إسقاط النظام الديكتاتوري البائد، وما بذلته وتبذله من جهود قيمة لإنجاح العملية الديمقراطية في العراق، وكذلك جرّحت في عمل إحدى المؤسسات الدستورية الرصينة».

وأضاف البيان «إن الائتلاف الوطني العراقي إذ يعرب عن استغرابه لهذه الاتهامات المتشنجة التي جاءت للتشويش على الناخبين العراقيين في هذه المرحلة الحساسة، وإذ يستنكر هذه الاتهامات التي لا تستند إلى أي دليل قانوني، وإذ يرفض المحاولات الرامية للنيل من شخصياته وقياداته، يجدد رفضه القاطع لأي محاولة تهدف إلى انتهاك السيادة الوطنية للعراق عبر التدخل السافر في شؤونه الداخلية، أو فرض أجندة لا تتماشى والمصلحة الوطنية العليا».

وجاء إصدار البيان، على ما يبدو، إثر التصريحات التي أدلى بها الجنرال راي أوديرنو أخيرا والتي وجه من خلالها انتقادات إلى أحمد الجلبي، رئيس هيئة المساءلة والعدالة، المسؤولة عن اجتثاث البعثيين، وإلى علي فيصل اللامي المدير التنفيذي للهيئة. وأشار أوديرنو في تصريحاته إلى أن الجلبي واللامي كانا قد زارا إيران أخيرا وأن لهما علاقة بفيلق القدس الإيراني، وأن عملية اجتثاث العشرات من المرشحين للانتخابات النيابية وحرمانهم من المشاركة فيها، بدعوى ارتباطات بحزب البعث المنحل، تتم وفقا لأجندة إيرانية.

وقال البيان الذي أصدره الائتلاف الوطني العراقي إن «من مصلحة جميع الأطراف، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية، العمل على إنجاح العملية السياسية الجارية في العراق، وذلك لا يكون إلا عبر احترام الدستور وسيادة القانون، ورغبة العراقيين في اختيار من يشاءون في انتخابات حرة ونزيهة وعادلة بعيدا عن سياسة فرض الإملاءات أو الوصاية». ويتزعم الجلبي المؤتمر الوطني العراقي الذي يعد أحد تشكيلات الائتلاف الوطني العراقي.

وجدد الائتلاف الوطني في بيانه أمس دعوته إلى إقامة «أفضل العلاقات مع دول الجوار والدول الصديقة»، وأضاف «كما يحرص الائتلاف الوطني العراقي على عودة العراق إلى حاضنته العربية وإعادة بناء علاقاته مع أشقائه العرب لترميم البيت العربي وحمايته من التهديدات، من منطلق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وبما يخدم السلم والأمن الدوليين».

ودعا البيان إلى «احترام إرادة الشعب العراقي وعدم التدخل بالشأن السياسي الداخلي للعراق مع تقديرنا العالي لكل استشارة أو نصيحة تقدم إلينا بهدف مساعدة الشعب والدولة العراقية».

واختتم البيان بمطالبة «جميع القوى السياسية العراقية للتكاتف والتراص لمنع حدوث أي انقلاب على العملية السياسية وإفشال المخططات الرامية لإعادة تأهيل البعثيين الجدد».