ناشط مسيحي: هناك من يتعمد ترويعنا.. والجهات الأمنية ترفض الكشف عن تحقيقاتها

نائب لـ «الشرق الأوسط»: لا مركزية أمنية

TT

اتهم ناشط مسيحي عراقي الجهات الأمنية العراقية بتعمد عدم الكشف عن نتائج التحقيقات التي تقوم بها في مدينة الموصل، والخاصة باستهداف المسيحيين هناك، مشيرا إلى أن المسيحيين هم ضحية صراع سلطوي يحدث حاليا في هذه المدينة، وأن الوضع الأمني لا يزال منفلتا فيها، داعيا العراقيين بكل تكويناتهم إلى التظاهر لإيقاف استهداف أبناء بلدهم المسيحيين في هذه المدينة. جاء ذلك بعد العثور على جثة مسيحي في الموصل أمس.

وقال الملازم الأول زكريا محمد، من شرطة محافظة نينوى «عثرنا على جثة عدنان الدهان، مسيحي عراقي (57 عاما)، ملقاة في أحد شوارع حي البلديات (شمال) بعد مقتله بالرصاص». وأضاف أن الدهان من طائفة السريان الأرثوذكس، ومتزوج ولديه أربعة أبناء.

من جانبه، أكد مروان جرجيس، أحد أقرباء الضحية، أن «الدهان كان قد اختطف السبت الماضي من محله التجاري لبيع المواد الغذائية، قرب منزله في حي الحدباء (شمال)، لكننا تكتمنا الأمر على أمل أن نعالجه بدفع فدية». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «انتظرنا طوال الأيام الماضية ولكن لم يتصل بنا أحد». والضحية الدهان هو خامس مسيحي يقتل في الموصل خلال الأيام الماضية. ويندرج مقتله في إطار سلسلة اعتداءات يتعرض لها أبناء الأقلية المسيحية في مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد).

إلى ذلك، قال وليم وردا، رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه ومنذ أكثر من شهر ومسلسل القتل متواصل تجاه المسيحيين في مركز الموصل، وقد تصاعدت وتيرته خلال الأيام القليلة الماضية مع بداية الحملة الدعائية للانتخابات المقبلة. وناشد العراقيين «ككل والمجتمع المسيحي في العراق أولا عدم الوقوف مكتوفي الأيدي إزاء هذه الجرائم، وضرورة الإسراع في تنظيم مظاهرات سلمية وفعاليات مدنية واعتصامات واسعة في كل المناطق في الداخل والخارج لحين الالتفات إلى أوضاع المسيحيين وحقوقهم». وقال «هناك في الموصل استهداف على الهوية، وهناك من يريد إدخال الرعب والخوف في نفوس المسيحيين، وهناك صراع سلطوي في الموصل بين قائمة الحدباء والتحالف الكردستاني، وكل منهما يحاول أن يكون حامي المسيحيين، وهناك القاعدة أيضا في الموصل، ولا يمكن اتهام أحد إذ لم تظهر نتائج التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية، وقد تكون هناك سياسة موجهة ضدنا».

من جهته، بين النائب البرلماني عن المسيحيين يونادم كنا، لـ«الشرق الأوسط»، أنه إلى الآن لم تكشف الجهات الأمنية عن نتائج التحقيقات التي تجريها في الموصل بشأن استهداف المسيحيين «مما استدعى مني مخاطبة رئيس الوزراء (نوري المالكي) ووصفت المرحلة بأنها مرحلة التكتم على أسرار الجرائم التي يقترفها المجرمون بحق المسيحيين خوفا من انفراط عقد التحالفات السياسية بين الكتل الكبيرة، والأمر الثاني هو أن مدينة الموصل توجد فيها جهات كثيرة تتقاطع فيما بينها، ولا توجد فيها مركزية لا إدارية ولا أمنية، فهنا المركزية غير موجودة، الأمر الذي أدى إلى ضياع المسؤولية هناك». وأضاف أن «مجلس محافظة نينوى لا سلطة له على المدينة بشكل كامل، مشيرا إلى وجود قوات في شمال المدينة وفي شرقها كل تتبع لجهة، وهنا تضيع المسؤوليات الأمنية»، مطالبا «إما بأن تتسلم جهة أمنية المسؤولية أو أن يتم التوافق وتقاسم السلطة في المحافظة لوضع حد لهذه الفوضى الأمنية، لتفويت الفرصة على أعداء العراق من الإرهابيين، ونحن كمسيحيين ندفع ضريبة التعصب الديني والصراعات السياسية والقومية وأيضا الصراع على السلطة».