إيران تنفي تدخلها في الشؤون اللبنانية.. وحزب الله يدعو لتعاون عسكري مع دمشق وطهران

تعليقا على رفض «14 آذار» للاتصال الهاتفي الذي أجراه أحمدي نجاد بنصر الله

TT

نفى القائم بأعمال سفارة إيران في لبنان، مير حسينيان، أن يكون الطلب الإيراني من «حزب الله» البقاء على «جهوزية كاملة»، تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية. وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت قصة خاصة أمس حول رفض «14 آذار» للاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ووصفوه بأنه «خطير»، متهمين طهران باستعمال لبنان ساحة لتصفية حساباتها.

وقال حسينيان في تصريح بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني علي الشامي أمس، تعليقا على ما إذا كان اتصال الرئيس الإيراني بنصر الله والطلب بأن تكون المقاومة بجهوزية تامة في وجه أي اعتداء، تدخلا في الشؤون اللبنانية: «نحن لا نعتبره تدخلا». وأضاف عن اتصال نجاد برئيس الجمهورية ميشال سليمان: «الاتصال كان من أجل أن يبدي وقوف ودعم ومؤازرة إيران للبنان تجاه التهديدات الإسرائيلية المتمادية بحق لبنان». وأشار إلى أن هذه «التهديدات الإسرائيلية لم تكن فقط بحق لبنان، إنما امتدت في الآونة الأخيرة لتشمل إيران وسورية وبشكل عام كل الدول والتيارات التي تمثل فكر المقاومة والممانعة تجاه الغطرسة الإسرائيلية في هذه المنطقة»، مشددا على أن «التضامن الأخوي من قبل إيران للبنان يعتبر أمرا عاديا وطبيعيا».

إلى ذلك، استمر «القلق» اللبناني واضحا حيال اتصال نجاد بنصر الله والطلب منه «الاستعداد لمحو إسرائيل» إن هي اعتدت على لبنان، وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري حاول من الفاتيكان التقليل من أهمية الخطوة ووضعها في إطار «الرد على التهديدات الإسرائيلية»، فإن تصريحات القيادات اللبنانية من فريق «14 آذار» أظهرت انزعاجا بالغا من الخطوة.

وقال الحريري من الفاتيكان، حيث يقوم بزيارة للبابا بنيديكتوس السادس عشر، إن «لبنان سيد نفسه ويأخذ قراره كدولة وكمؤسسات وحكومة»، لافتا إلى أن «التهديدات الإسرائيلية تصدر لكل المنطقة». واعتبر أن الاتصالات التي أجراها الرئيس الإيراني برئيس الجمهورية والأمين العام لحزب الله، كانت للرد على التهديدات الإسرائيلية للبنان، مضيفا: «نحن كدولة مسؤولون عن كل الأراضي اللبنانية ونريد أن نعمل على تنفيذ القرار 1701 الذي يحمي لبنان من أي تهديد إسرائيلي».

وفي بيروت، رأى النائب عقاب صقر، عضو تكتل «لبنان أولا» الذي يرأسه الحريري، «أنه لا يجوز استخدام لبنان أو فريق فيه في صراعات وحروب أكبر منه». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يجوز أن يكون لبنان ساحة لتصفية الخلافات بين الدول والقوى الإقليمية». وأبدى النائب صقر «ترحيبه بأي دعم للبنان، من إيران أو سواها، شرط أن يكون تحت سقف الدولة ولحمايتها»، مبديا في الوقت نفسه رفضه أن يكون لبنان ساحة لتصفية الخلافات والحسابات بين أي دولة وأخرى، وبين أي قوة إقليمية وأخرى». وتمنى على كل «الدول الصديقة أن تدعم لبنان في مواجهة التهديدات والعدوانية الإسرائيلية، شرط أن يتم ذلك تحت سقف الدولة، ودون أن يتم استخدام للدولة أو لفريق فيها في صراعات وحروب أكبر من لبنان».

من جهته، دعا عضو كتلة نواب حزب الله، نواف الموسوي، إلى «تعزيز قدرات الجيش من خلال إرساء تعاون عسكري وثيق مع سورية وإيران»، متحدثا عن «عشرات الآلاف من مجاهدي المقاومة ما غمضت لهم عين حتى أوصلوا المقاومة إلى مستوى لا يجرؤ الإسرائيلي معه على اتخاذ قرار سريع بالحرب».

واعتبر الموسوي أن ما أعلنه نصر الله، «كان افتتاح عصر جديد في الصراع مع إسرائيل والذي ما عاد يجرؤ بعده أي مسؤول إسرائيلي كبير أو صغير على إطلاق التهديدات عبثا». واعتبر أن «من يريد تحقيق مصالح لبنان لا يفتش عنها عند أصدقاء إسرائيل في المنطقة والعالم»، داعيا إلى «تعزيز قدرات الجيش من خلال إرساء تعاون عسكري وثيق مع سورية وإيران». ورأى أنه «إذا أردنا جيشا قويا لن نجد أحدا يعطيه قدرات من أجل الدفاع عن لبنان خارج سورية وإيران، لا الولايات المتحدة ولا أي دولة أوروبية تعطي الجيش اللبناني ما يمكنه من الصمود أمام الجيش الإسرائيلي، لكن ثمة دول حليفة وصديقة وشقيقة يمكن أن تقف إلى جانب لبنان»، سائلا: «حتى متى تتأخر الخطوات الضرورية التي ينبغي أن تبدأ على طريق التعاون العسكري مع سورية على الأقل التي تربطنا بها معاهدة أخوة وتنسيق وتعاون».

وقال وزير الدولة جان أوغاسابيان، أرمني من كتلة «المستقبل»، إنه «لا يمانع من إزالة إسرائيل من الوجود إذ إنها جرثومة في الشرق الأوسط»، ولكنه أضاف: «إذا كان لا بد من ذلك فليس بتدمير لبنان وإدخاله بـ10 أو 12 مليار دولار دينا إضافيا. من يريد أن يزيل إسرائيل من الوجود فليزلها ولكن ليس على حساب لبنان وإنهائه من الخريطة. وإذا كان لدى الرئيس الإيراني قدرة على إزالة إسرائيل من الوجود فليتفضل ولكن ليس بإيذاء لبنان».