إسرائيل تنفي مجددا وجود أدلة تدين الموساد في اغتيال المبحوح.. ودبي تؤكد

البردويل: حديث القائد الحمساوي مع أهله بغزة عن سفره ربما سبب ثغرة أمنية.. وتقرير صحافي في ألمانيا يؤكد أصالة جواز السفر المستخدم في العملية

TT

تمسكت إسرائيل، أمس، مجددا بموقفها الأولي، وهو أنه ليس ثمة أدلة تثبت أن جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) متورط في عملية اغتيال محمود المبحوح أحد قادة حركة حماس العسكريين البارزين، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي في فندق في دبي.

في غضون ذلك، تحدث رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان عن وجود أدلة جديدة حول تورط الموساد. وتشير مصادر أخرى إلى إمكانية وجود مزيد من الأدلة الدامغة لتورط الموساد في عملية الاغتيال، متمثلة بالفلسطينيين اللذين سلمهما الأردن إلى دبي، اللذين كشف أنهما كانا يعملان في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وفرا من غزة بعد سيطرة حماس عليها في 14 يونيو (حزيران) 2007.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني إيلون، الذي كان يتحدث أمس، حسب الإذاعة الإسرائيلية، في ندوة أقيمت صباح أمس بمدينة رحوفوت جنوبي تل أبيب «ليست هناك أدلة تربط ما بين الموساد واغتيال المبحوح». لذا فإن إيلون لا يتوقع أزمة بين تل أبيب وحلفائها الأوروبيين. وأضاف «إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تشاطرنا الاهتمام بالمعركة ضد الإرهاب الدولي.. لذا فلن تكون هناك أزمة.. بل إن علاقاتنا مع هذه الدول ستزداد عمقا».

يذكر أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا إضافة إلى أيرلندا، هي الدول التي استخدم فريق الاغتيال الذي تشكل من 11 شخصا على الأقل، جوازات سفرها في تنفيذ العملية. وبحسب تحقيقات سلطات دبي فـ6 من هذه الجوازات بريطانية، وثلاثة أيرلندية، وواحد ألماني، والأخير فرنسي.

وتبين أن جوازات السفر التي استخدمت في عملية الاغتيال لم تكن جوازات مزورة، كما قالت لندن في أول رد لها على ما كشفه رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، من معلومات حول هذه الجريمة، بل جوازت حقيقية أصحابها على قيد الحياة، ويحملون الجنسية الإسرائيلية إلى جانب جنسياتهم الأخرى ويعيشون في إسرائيل. فجوازات السفر البريطانية الستة التي استخدمت، تعود إلى 6 بريطانيين يحملون الجنسية الإسرائيلية ويعيشون في إسرائيل. فبحسب مجلة «دير شبيغل» الألمانية في عددها الذي يصدر غدا، فجواز السفر الألماني، هو وثيقة قانونية سلمت لحامل جواز سفر إسرائيلي في 18 يونيو (حزيران) 2009 في كولونيا، لرجل اسمه ميخائيل بودنهايمر، وقدم جواز سفر إسرائيليا صادرا في نهاية 2008، بحسب المجلة. وحصل الرجل على جواز السفر الألماني بعدما أكد أنه يقيم في كولونيا وقدم شهادة زواج والديه. وقالت المجلة إن نيابة كولونيا كلفت إجراء تحقيق حول احتمال حدوث انتحال شخصية. وعبرت هذه الدول عن استيائها من هذه الخطوة، ودعت سفراء إسرائيل لديها لبحث الأمر وتشاطر المعلومات، وإن لم يصل الأمر إلى حد استدعاء السفراء وتوجيه التوبيخ. وهذا شجع إسرائيل على القول إن العلاقات مع هذه الدول لن تدخل مرحلة الأزمة بسبب هذه المسألة، بل قد تزداد قوية.

وجاءت تصريحات إيلون ردا على تأكيدات قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان لصحيفة إماراتية، وجود أدلة جديدة تدين الموساد في الاغتيال. ومن الأدلة الجديد التي تحدث عنها خلفان في تصريحاته لصحيفة «البيان» الحكومية في دبي «الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين وتم رصدها بالفعل». وقال الفريق خلفان «بالإضافة إلى امتلاك شرطة دبي معلومات مؤكدة عن شراء بعض الجناة تذاكر طيران من إحدى الشركات في دول أخرى ببطاقات ائتمانية (صادرة من بنوك أميركية) تحمل الأسماء نفسها التي تم الكشف عنها». وأضاف أن ذلك «يدل على أن الجناة استخدموا جوازات السفر نفسها في التنقل بين أكثر من دولة»، مؤكدا ما قاله قبل بضعة أيام بأن الموساد متورط بنسبة 99 بالمائة في اغتيال المبحوح.

إلى ذلك، قال الدكتور صلاح البردويل القيادي البارز في حركة حماس، إن المبحوح، اتصل بعائلته تليفونيا قبل السفر إلى دبي، وأبلغهم بنيته النزول في فندق معين، مشيرا إلى أنه حجز للسفر. ورجح البردويل في مؤتمر صحافي عقده في غزة أن يكون هذا السلوك مصدرا لثغرة أمنية استغلتها المخابرات الإسرائيلية في استهدافه. واعتبر البردويل أن «مشاركة عناصر من حركة فتح في عملية اغتيال المبحوح هو تكريس للانقسام وإحدى نتائج التنسيق الأمني»، مستدركا: «إن مشاركة عناصر من حركة فتح في عملية الاغتيال جاءت بالأساس لكونهم عملاء للموساد»، محملا إسرائيل مسؤولية الاغتيال. وأضاف «إن الاحتلال يتحمل مسؤولية كاملة عن عملية الاغتيال، وإن الرد سيكون من جنس العمل»، حاثا سلطات الأمن في دبي على التعاون في التحقيق، لأن لدى حركة حماس ما تقوله في هذا الإطار.