ليفني تتحدى نتنياهو: اختر طريق السلام وستجدني معك

خلال لقائهما لإطلاعها على الأوضاع السياسية والعسكرية السرية

TT

كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن رئيسة حزب «كديما» المعارض، تسيبي ليفني، عرضت على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اقتراحا بأن يختار طريق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بشكل جدي، وعندها سيجدها وحزبها يوفران له الدعم الكامل في الكنيست.

وقالت الصحيفة إن هذا العرض قدم في لقاء ثنائي جمع بينهما في الأسبوع الماضي، إذ دعاها نتنياهو بصفتها رئيسة المعارضة ليقدم لها تقريره الشهري حول الأوضاع السياسية والعسكرية السرية. وطلبت ليفني منه أن يجتمعا منفردين. وراحت خلال اللقاء توبخه على نشاطه في دق الأسافين في حزبها وتقديم المغريات لنائبها، شاؤول موفاز «انسحب من حزب كديما أنت و15 نائبا وسأمنحك في الحكومة 6 وزارات و6 نواب وزراء ورئاسة ثلاث لجان برلمانية».

وقال لها نتنياهو إنه شخصيا لا علاقة له بهذه الاقتراحات وإنه حال النشر عنها في الصحف أصدر الأوامر بوقف هذه الجهود. وقال لها إنه معني بالتعاون بينهما في حكومة واحدة. فأجابته ليفني أنه سيجدها إلى جانبه في حال اتخاذه قرارا بالانعطاف السياسي، حتى ولو من دون الدخول إلى الائتلاف: «لديك 28 صوتا مضمونا في الكنيست الإسرائيلي، سيؤيدونك في كل خطوة تخطوها من أجل السلام». فسألها إن كانت مستعدة لدخول الائتلاف الحاكم. فأجابت بالإيجاب، وفقا لشروط هذا الانضمام.

وكانت ليفني قد هاجمت نتنياهو، مطلع الأسبوع الماضي، قائلة إن كل همه هو البقاء في كرسي رئاسة الحكومة. وفي سبيل ذلك لا يتردد في إدارة لعبة قذرة لتفسيخ صفوف الحزب، كما فعل في محاولته تفسيخ حزبها. وقالت إن المماطلة في المفاوضات مع الفلسطينيين، ستقود إلى كارثة قومية للشعب اليهودي وستحول إسرائيل لدولة عربية وسيحطم الرؤية الصهيونية في جعلها دولة الشعب اليهودي. وطالبته من على منصة الكنيست «البرلمان الإسرائيلي»، بالتجاوب مع الإرادة الدولية والسعي لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

وجدير بالذكر أن نتنياهو يتوقع أن يتفسخ حزب «الليكود» أيضا في حالة انخراطه في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين. كما يتوقع أن ينسحب حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان من ائتلافه في مرحلة ما. وكان ليبرمان نفسه قد حدد أكتوبر (تشرين الأول) القادم موعدا لهذا الانسحاب. وإذا انتهت التحقيقات مع ليبرمان في قضايا الفساد بتوجيه لائحة اتهام ضده، فإنه سيضطر إلى الاستقالة فورا من الحكومة. وفي مثل هذه الحالة، سيدخل نتنياهو في أزمة ائتلافية حقيقية. وسيكون بحاجة إلى ليفني وحزبها لكي يبقى رئيسا للوزراء. ولذلك، فإن المراقبين ينظرون بجدية إلى اقتراح ليفني. ويؤكدون أن تقاربا ما حصل بينهما وراء هذه الفكرة.

وتواجه ليفني مشكلة في حزبها أيضا، حيث إن منافسها شاؤول موفاز يمارس الضغوط عليها كي تنضم إلى الائتلاف بالتأكيد على أن «الشعب انتخبنا لكي نؤثر على مجريات الأمور في الدولة وهذا لا يمكن فعله من صفوف المعارضة». ويطالبها موفاز أيضا بإجراء انتخابات داخلية مبكرة على رئاسة الحزب. ويهدد بالانسحاب من الحزب في حالة عدم التجاوب مع مطلبه خلال هذه السنة.

وهي من جهتها ترفض بشدة الرضوخ لمطلبه. وتدعوه إلى طرح اقتراحه على كتلة الحزب البرلمانية، ولكنه لا يفعل لأن أغلبية النواب يرفضون اقتراحه ويؤيدون ليفني في ضرورة الانتظار حتى يدخل نتنياهو في أزمة ائتلافية، وعندها تكون مكانة «كديما» أقوى.