حماس: اتهامات شرطة دبي بوجود اختراق متسرعة.. ومن حقنا المشاركة في التحقيق

ضاحي خلفان يدعو الحركة إلى إجراء تحقيق داخلي حول عميل داخلها سرب معلومات تحركات المبحوح

TT

شهدت العلاقات بين دبي وحركة حماس تلاسنا إعلاميا، أمس، على خلفية اغتيال قيادي الحركة محمود المبحوح في قضية يشتبه أن الموساد الإسرائيلي هو منفذها، إذ وصفت حماس اتهامات رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حول وجود عميل من حماس سرب للموساد معلومات عن تحركات محمود المبحوح الذي اغتيل في دبي الشهر الماضي، «بالمتسرعة»، وكان خلفان قد صرح لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية أمس، أن «المعلومات عن موعد تنقلات ووصول المبحوح إلى دبي وصلت إلى فريق القتل من قبل شخص في الدائرة الضيقة المقربة جدا من المبحوح»، ورأى أن هذا الشخص هو «العنصر القاتل»، مطالبا حركة حماس «بإجراء تحقيق داخلي حول الشخص الذي سرب المعلومات عن تنقلات المبحوح بهذه الدقة إلى الفريق الذي قتله». ودعت حماس في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى «التعاون والتواصل المباشر مع المسؤولين في دبي»، لمعرفة ملابسات جريمة اغتيال المبحوح، وذلك «بدلا من إطلاق تصريحات إعلامية متسرعة».

ورفضت الحركة ما ورد في تصريحات خلفان، وقالت: «إن وجود تعقب ومتابعة من الموساد الصهيوني وعملائه للشهيد، وللقيادات الفلسطينية عموما، لا يعني وجود اختراقات». وأكدت الحركة أنها مستمرة في تحقيقاتها الخاصة لمعرفة ملابسات جريمة الاغتيال، «وما زالت تأمل في التنسيق والتعاون مع المسؤولين في دبي، من أجل استكمال هذه التحقيقات». وترى حماس أن من حقها المشاركة في التحقيقات حول اغتيال المبحوح، وهو أمر رفضته دبي، وقال سامي خاطر عضو المكتب السياسي لحماس: «لا نزال نؤكد حقنا في أن نطلع على هذه التفاصيل التي كانت دبي مسرحها، وفي ذلك مصلحة لمسار التحقيق نفسه، وسيكون مفيدا للتحقيق ولدبي، فضلا عن أنه حق لحماس، لكونها ولي الدم».

وقال القيادي في حماس صلاح البردويل، إن إشاعة مسؤولية عناصر من حماس في اغتيال المبحوح لا صحة لها، وقالت حماس إنها لم تبلغ من شرطة الإمارات بذلك. واعترفت الحركة بكثير من الثغرات الأمنية في قضية المبحوح، مثل الاتصال الهاتفي الذي أجراه المبحوح مع والداته وعائلته وإبلاغهم بتفاصيل وموعد سفره إلى دبي، ومكان الفندق الذي سينزل به، إضافة إلى أن حجزه تذاكر الطائرة وغرفته في الفندق تم عبر الإنترنت، وقال البردويل: «هذه ثغرات لا تعني أن هناك اختراقا أمنيا داخل حماس، فهذه رغبات أعداء حماس». وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس للصحافيين في غزة، إن تصريحات قائد شرطة دبي «مجرد تخمينات وتحليلات لا تستند إلى معلومات سليمة»، وشدد أبو زهري على وجوب أن يتم التنسيق بشكل مباشر بين حماس وشرطة دبي، مضيفا أن الأخيرة ما زالت ترفض إبداء التعاون المطلوب مع الحركة، وقال المتحدث: «مع تقديرنا للمجهود الكبير الذي تبذله إمارة دبي، فإننا نطالبها برفع القضية للأمم المتحدة لمحاكمة الاحتلال على هذه القرصنة، وعدم الاكتفاء بتوزيع الأسماء على الإنتربول الدولي».

وكان الفريق ضاحي خلفان تميم قد قال إن «القاتل الفعلي» من جماعة المبحوح وهو الذي سرب للموساد معلومات عن وصول المبحوح إلى دبي، مما أدى إلى اغتياله. ودعا الفريق خلفان حركة حماس إلى إجراء تحقيق داخلي لمعرفة الطريقة التي تم بها تسريب المعلومات عن وصول المبحوح إلى دبي قبل اغتياله.

وأكد خلفان مجددا أنه يرفض طلب حماس تسلم الفلسطينيين المعتقلين في دبي على ذمة قضية اغتيال المبحوح، وكان القيادي في حماس محمود الزهار قد طالب بتسيلمهما، لكن خلفان قال إن الزهار لا يعرف القانون الإماراتي الذي ينص على أن أي متهم في جريمة مرتكبة على أرض الإمارات ويقبض عليه فيها لا بد أن يظل موقوفا حتى تنتهي قضيته سواء بالإدانة أو بالبراءة. كما قال قائد شرطة دبي، إن بعض الضالعين في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي في الإمارة استخدموا جوازات دبلوماسية. وأكد خلفان في تصريحات أخرى لصحيفة «البيان» الإماراتية أن التعاون مع الدول التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفر منها «يسير على قدم وساق».

وقال خلفان إن هناك «معلومات لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن، خاصة في ما يتعلق بجوازات السفر الدبلوماسية التي استخدمها بعض الجناة في دخول دبي». ولم يشِر خلفان إلى أي تفاصيل إضافية في هذا السياق، لكنه قال إن «بعض الجناة من الذين اغتالوا محمود المبحوح في دبي دخلوا الدولة من قبل، ولكن منذ فترة طويلة تقارب العام بجوازات السفر نفسها التي دخلوا بها مؤخرا».

من جهة أخرى نقلت وكالة «أ.ب» عن مسؤولين أمنيين إماراتيين أن جوازي سفر أيرلنديين، إضافة إلى الخمسة التي ذكرت سابقا، استخدمت من قبل فريق الاغتيال. كما قالوا إن بعض أعضاء فريق الاغتيال المكون من 11 شخصا قاموا بزيارات سابقة إلى الإمارات لأغراض الاستطلاع. وكانت القائمة السابقة التي أعلنتها الإمارات قالت إن فريق الاغتيال تكون من 11 شخصا، 6 بجوازات بريطانية وخمسة أيرلنديين وواحد فرنسي وآخر ألماني.