انفجار عبوة ناسفة بدائية أمام المعبد اليهودي في وسط القاهرة

الشرطة تكثف جهودها للقبض على الجاني.. والحادث لم يوقع ضحايا

مصريان يمران أمام المعبد اليهودي بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

في أول سابقة من نوعها.. استهدف مجهول أمس المعبد اليهودي بشارع عدلي بوسط القاهرة بعبوة ناسفة بدائية الصنع، تم إلقاؤها من البناية المقابلة للمعبد، وانفجرت دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.. ولم تخلف أضرارا مادية، فيما تمكن الجاني من الفرار من موقع الحادث، إلا أن الشرطة المصرية تكثف جهودها حاليا للقبض عليه.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها «ألقى شخص مجهول بعبوة بدائية مشتعلة من عقار مقابل للمعبد اليهودي بالقاهرة، مما أدى لاشتعال محتواها، ولم تسفر عن أي إصابات أو خسائر»، مؤكدة أن البحث جار عن مرتكب الحادث الذي لاذ بالفرار بعد إلقاء الحقيبة التي بها العبوة الناسفة.

وأوضح البيان أن مجهولا صعد لفندق «بانوراما» (وهو فندق متواضع، ومستوى خدمته ثلاث نجوم) بالطابق الرابع بالعقار المواجه للمعبد اليهودي بشارع عدلي بوسط القاهرة، حاملا حقيبة متوسطة الحجم، وطلب حجز غرفة لإقامته، ولدى وجوده بصالة استقبال الفندق، غافل موظفي الفندق وألقى الحقيبة نحو رصيف الفندق، مما أدى لاشتعال محتواها ولاذ بالفرار من خلال ممر صغير بجوار الفندق. وأشار البيان إلى أنه لم تكن توجد في هذا التوقيت أي أفواج سياحية لزيارة المعبد، ولم تسفر عن أي إصابات أو خسائر، مضيفا أنه تم العثور على بقايا الحقيبة وملابس ومتعلقات للجاني، وجار تكثيف جهود البحث لضبطه. وأظهر الفحص المبدئي للعبوة المشتعلة أنها بدائية الصنع، وتحتوي على 4 زجاجات بها سائل حامض الكبريتيك، وقطعة قطن وعلبة كبريت وولاعة، وأن إلقاءها ترتب عليه تحطم الزجاجة واشتعال المكونات.

ويعد المعبد اليهودي في شارع عدلي، والذي يعرفه اليهود باسم «معبد بوابة السماء»، من أهم المعابد اليهودية المتبقية في مصر، والتي يبلغ عددها عشرة معابد، وأسهم في إنشائه مجموعة من أثرياء اليهود المصريين، منهم عائلة موصيري وصممه المهندس اليهودي موريس قطاري، ويتميز بالفخامة على عكس المعابد التي تبنى في الأحياء الفقيرة، وتم افتتاحه عام 1905. وتجرى بالمعبد حاليا عمليات ترميم وصيانة، وتزوره أفواج كثيرة من اليهود من خارج مصر. وقد تم ترميم المعبد أول مرة عام 1980 بواسطة المجلس الأعلى للآثار، بمشاركة المركز الثقافي الإسرائيلي والطائفة اليهودية في مصر. وعادة ما توجد أمام المعبد قوة شرطة كبيرة طوال الوقت لحراسته، وكل أفرادها من قوات الأمن المركزي المدججة بالسلاح.

وفي تحقيقات النيابة، التي انتقلت لموقع الحادث، قال فتح الله أحمد فتح الله، عامل نظافة بالفندق، إن شخصا دخل إلى الفندق بالطابق الرابع في الخامسة والربع فجرا، وطلب استئجار حجرة بالفندق، مشيرا إلى أن هذا الشخص كان يرتدي بدلة، وأنه قمحي البشرة وفي بداية العقد الرابع من عمره ويحمل معه حقيبة وكيس بلاستيك.

وقال العامل إن حديثه مع هذا الشخص كان لعدة دقائق بداخل شرفة مطلة على الشارع، وأنه عرض على الشخص الانتظار حتى يقوم بإبلاغ صاحب الفندق بوجود مستأجر لحجرة، وأنه بعد أن فارقه بدقيقتين سمع صوت انفجار مدو، وبمجرد دخوله إلى الشرفة ليتفقد ما جرى بالشارع لم يجد الشخص ملقي الحقيبة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، وهم من سكان العقارات المجاورة لفندق «بانوراما»: «في الخامسة والنصف فجرا سمعنا صوت سقوط مدوٍ، عندما خرجنا لاستطلاع الأمر وجدنا حقيبة مشتعلة في منتصف الشارع، ونجحت الشرطة في إطفائها». ونفى شهود العيان أن يكونوا قد رأوا الجاني وهو يفر من موقع الحادث «لأن الجميع كان يجري في كل اتجاه، ولا يمكن لأحد أن يعرف من الجاني من بينهم».

واتصلت «الشرق الأوسط» بفندق «بانوراما»، إلا أن مالكه رفض الحديث قائلا «الشرطة ما زالت موجودة في الفندق، والتحقيقات لم تنته بعد، ولا أستطيع الحديث الآن». وعقب الحادث انتشرت قوات الشرطة بكثافة حول مكان الانفجار، ومشطت المنطقة بحثا عن الجاني، وأعادت تسيير المرور في مكان الحادث، الذي يعتبر إحدى أهم المناطق التجارية في وسط القاهرة، وبدت تعزيزات الشرطة حول الأماكن السياحية في القاهرة لافتة.