أكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، أمس، أنه «لم يضرب أبدا» أي شخص في حياته، وذلك تعليقا على معلومات نشرت أمس وتحدثت عن استخدامه العنف حيال معاونيه. وقال براون: «إذا شعرت بالغضب فإنني أغضب على نفسي وألقي الصحف على الأرض أو أي شيء من هذا القبيل». وأضاف: «دعوني أوضح وبكل جلاء كي لا يكون هناك أي التباس أو سوء فهم: لم أضرب أحدا في حياتي».
وجاءت تصريحات براون هذه للقناة الرابعة ردا على مقتطفات نشرتها صحيفة «الأوبزرفر»، أمس، من كتاب للناشر آندرو راونسلي، يروي فيه سلسلة من ثورات غضب رئيس الوزراء في «10 داونينغ ستريت». وقالت الصحيفة: «بعد أن انتابه الغضب مرة لسماع نبأ سيئ وهو في سيارته الرسمية، قام براون بضرب ظهر مقعد الراكب الأمامي بقضبته». وأضافت أن «الشرطي الذي كان في هذا المقعد ارتعش تحت وقع الصدمة، في حين أن المستشار الذي كان جالسا قرب براون، أخفى وجهه خشية أن يصفعه رئيس الوزراء».
وبحسب الكتاب، طلب سكرتير مكتب براون، غاس اودونل، من براون أن يغير سلوكه بعد أن لاحظ أن تجاوزات رئيس الوزراء تخيف الموظفين. وكتبت الصحيفة أن اودونل اعتبر أنه من الضروري «طمأنة الموظفين وعاملي الهاتف الذين تعرضوا لسوء معاملة وباقي المعاونين».
ونفى متحدث باسم مكتب براون نفيا قاطعا أن «يكون سكرتير المكتب طلب تحقيقا حول معاملة رئيس الوزراء لمعاونيه». وأضاف المتحدث أن «هذه الادعاءات المغرضة لا أساس لها على الإطلاق».
وشدد وزير التجارة بيتر مندلسون، المسؤول الثاني عمليا في الحكومة، أمس، على أنه لا يرى أن ما ساقه الكاتب من أوصاف تنطبق على براون. وقال ردا على سؤال في هذا الشأن لشبكة «بي بي سي»: «لا أعتقد أنه يتعامل حقا بعنف مع الناس، لكنه متقلب جدا مع الآخرين كما هو مع نفسه».
من جانبه، قال العضو المحافظ البارز في البرلمان البريطاني ويليام هيغ في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» أمس، إن هذه المزاعم بشأن سلوك براون تثير شكوكا خطرة بشأن أهلية رئيس الوزراء لقيادة البلاد. وأضاف: «لا أعتقد أنه أظهر من قبل أنه يستطيع قيادة فريق سعيد، وفريق ناجح».
وتأتي هذه التصريحات غداة هجوم سياسي مضاد شنه غوردن براون تمهيدا للانتخابات التي يتوقع إجراؤها في مايو (أيار) المقبل. وفي الأسابيع الأخيرة سعى رئيس الوزراء، المتهم كثيرا بالافتقار إلى الكاريزما، إلى إظهار جانب إنساني بسيط، لا سيما في مقابلة تلفزيونية تحدث فيها عن وفاة إحدى بناته عام 2001 وعن علاقته بزوجته سارة.