مصدر لـ «الشرق الأوسط»: زيارة علاوي للسعودية هدفت لإعادة العراق للمنظومة العربية

قيادي في «العراقية» نافيا علاقة الزيارة بالانتخابات: لو كانت كذلك لقمنا بها قبل 6 أشهر

TT

شرح قيادي في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، أسباب وأبعاد الزيارة التي قام بها رئيس القائمة إلى السعودية، والتي كانت بهدف «إعادة العراق للمنظومة العربية»، على حد قوله. وكانت زيارة إياد علاوي إلى السعودية ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد أحدثت جدلا واسعا داخل العراق، لتوقيتها، حيث جاءت قبل أيام قليلة من الانتخابات المقبلة، مما فتح باب التكهنات أمام احتمالية أن تكون على صلة بدعم مادي سعودي للتكتل السياسي الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق.

لكن حسن العلوي، وهو أحد قيادات القائمة العراقية، وأحد الذين كانوا برفقة علاوي خلال زيارة السعودية، نفى علاقة الزيارة بالانتخابات. وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس «لو كانت بغرض تمويل لحدثت قبل 6 أشهر. لا في منطق الانتخابات ولا في منطق الحسابات أن تمول حركة قبل الانتخابات بـنحو أسبوعين، هناك دول إقليمية مولت حركاتها منذ سنتين، وبنت مؤسسات التمويل والدعم فتجدها أكثر منا إعلانات وأكثر دعايات انتخابية».

وأوضح العلوي أن زيارة علاوي ووفد من القائمة العراقية إلى السعودية هي عبارة عن «رسالة للمستقبل القريب، ولا علاقة لها بقضايا تمويل أو دعم الانتخابات، وهي الأمور التي تحتاج إلى شهور لتجهيزها».

وقال القيادي في القائمة العراقية إنهم وجدوا تفهما كاملا من السعودية لوجهات النظر التي تم عرضها عليهم فيما يخص الواقع الحالي للعراق، واحتمالات المستقبل. وأشار إلى أن القائمة العراقية «تستهدف الحصول على سهم عربي في الوضع العراقي، وإيقاف أي احتمالات سلبية يمكن أن تتولد عن الالتباسات التي حدثت في الأيام الأخيرة بالعراق، خصوصا ونحن مقبلون على الانتخابات التشريعية».

وقال العلوي إن وجهات النظر التي عرضت خلال اجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإياد علاوي، كانت واحدة ومتطابقة، وتؤكد على ضرورة «أن تكون الانتخابات شفافة يشارك فيها جميع العراقيين وأن تكون نزيهة». وشدد القيادي في القائمة العراقية على أهمية أن «يكون المجتمع العربي على علم بتطورات العمل السياسي، ودعوة الدول العربية لأن تدعم العملية السياسية في العراق حفاظا على السلم الأهلي في العراق».

وتأتي زيارة علاوي للسعودية، طبقا للعلوي، «للتشاور حول المنعطفات في المستقبل القريب التي تهم المنطقة العربية بشكل خاص». وأشار إلى أن مباحثات خادم الحرمين وعلاوي خلصت إلى أن «الشعب العراقي أنهك وأتعب، ولا بد للعراق أن يعود إلى دوره العربي، ولا بد للشعب العراقي أن يعود إلى وحدته الاجتماعية التي هي الأساس». وأضاف «وجدنا من الملك عبد الله ما يريح النفس، ولا أزال أردد ما قاله عمر بن الخطاب في الكوفة، وأنا أقوله في السعودية، إنها جمجمة العرب ورأس الإسلام».

وجاءت زيارة علاوي إلى السعودية في إطار جولة عربية شملت سورية ولبنان ومصر في مرحلتها الأولى، فيما شملت المرحلة الثانية الكويت، وقطر، والإمارات، والسعودية. وأكد العلوي على أهمية الزيارة التي قام بها وفد القائمة العراقية إلى السعودية وقال «فزيارتها (السعودية) والاستماع إلى وجهة نظر زعيم عربي كبير بوزن الملك عبد الله سيكون مفيدا جدا لرفد العملية الانتخابية العراقية».

ويلاحظ أن جولة علاوي للمنطقة العربية لم تخلف أي ردود فعل داخل العراق، إلا في المحطة التي توقف فيها بالأراضي السعودية. ويعزو القيادي العراقي حسن العلوي هذا الأمر لـ«وزن السعودية في المحيط العربي وثقلها الأساسي وكونها المعادل العربي في المنطقة».

وهدف علاوي من جولته العربية، كما يقول حسن العلوي، إلى «فك العزلة والحصار الذي فرضته ظروف المرحلة السابقة على العراق». وأضاف «العراق الآن يعاني من شبه حصار دبلوماسي في المحيط العربي، وحتى الآن هناك واقع سلبي في الدبلوماسيات العربية، نحن نسعى لفك هذا الحصار منذ الآن، وتقديم رسالة للأمة العربية مفادها أن العراق القادم هو عراق منفتح على الجو العربي ومتعاون وله دور أساسي، وستنهي الانتخابات المقبلة عزلة العراق عن المحيط العربي».

ودافع حسن العلوي بشدة عن الدور الذي قام به إياد علاوي على خلفية شمول صالح المطلك بقرارات هيئة المساءلة، وقال إنه «ليس صحيح ما يثار عن أن القائمة لم يكن لها موقف تجاه هذا الأمر، لكننا لا نزال نصر على أن يتم إيجاد علاج لهذا الأمر ليس عبر الإعلام بل عبر وسائل أخرى أكثر فاعلية»، مؤكدا بقاء المطلك في القائمة العراقية على الرغم من قراره تعليق المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة التي دخلت اليوم العد العكسي لها.