محافظات الجنوب: حراك سياسي ساخن لكسب أصوات الناخبين

المالكي يغادر الناصرية إلى البصرة ليصلها عبد المهدي.. والحكيم يغازل ناخبي العمارة

عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية والمرشح عن الائتلاف الوطني العراقي، يلتقي ناشطات نسويات في الناصرية («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت محافظات الناصرية والعمارة والبصرة خلال اليومين الماضيين حراكا سياسيا ساخنا متزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي من المقرر إجراؤها في السابع من مارس (آذار).

فما إن غادر نوري المالكي رئيس الوزراء محافظة الناصرية متجها إلى البصرة حتى جعل منها عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الذي ترشح عنها ضمن قائمة الائتلاف الوطني مقرا لدعايته الانتخابية، فيما وصل عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وزعيم الائتلاف إلى محافظة العمارة في تسابق ساخن لكسب المزيد من المؤيدين واستقطاب أصوات الناخبين.

وشكل تحقيق المزيد من الخدمات وتلبية تطلعات الأهالي والتذكير بأوضاع مدنهم التي يسودها التخلف والبطالة، والإشادة بدور العشائر معظم مفردات خطابهم السياسي، داعين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات والتصويت للأفضل في إشارات إلى كتلهم الانتخابية، حسب رأي الأهالي.

وقال عبد المهدي ضمن جولة له في الناصرية أمس إن «الأغلبية لا تريد الاستبداد، ولا الاستفراد، ولا تريد التحكم واستغلال الآخر، وإنما الحصول على حقوقها المشروعة سواء كانت حقوقا دينية أو حقوقا مدنية في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والتربية والعمران وغيرها»، مشيدا بالدور التاريخي والمشرّف لعشائر العراق في الذود عن حياض الوطن، والدفاع عن الدين ومبادئ الحق، ومواجهة الاحتلال الأجنبي، ومقارعة عهد الاستبداد والدكتاتورية». وأضاف: «هناك من يحاول وضعنا بين خيارين: إما أن نبقى معرضين للقتل، وإما أن نعيد حزب البعث المنحل إلى المواقع المركزية»، مستدركا: «يجب أن لا نعود إلى هذا المنطق، ونحن لا نريد الأذى لأحد، لكننا لم ولن نقبل بأي اعتداء علينا، فالإرادة قد تحررت».

من جهته، دعا الحكيم إلى اعتماد رسالة المرجع الديني علي السيستاني «منهج عمل من خلال اختيار العناصر الجيدة الكفأة والنزيهة». وقال خلال حضوره اجتماع مجلس محافظة العمارة أمس إن «العمارة تعد من المحافظات التي طالما عانت الحرمان والفقر والعوز، إلا أن القادم من الأيام يشير بوضوح إلى نهوض هذه المحافظة اقتصاديا من خلال عملية تطوير الحقول النفطية ضمن جولة التراخيص الثانية وتخصيص عائدات مادية عن عمليات الإنتاج لتطوير الواقع الخدمي لهذه المحافظة». وأكد الحكيم «أهمية اختيار المرشحين لمجلس النواب المقبل ممن تتوفر فيهم صفات الإنسان المخلص والحريص الذي تهمه مصلحة العراق، من الذين يكونون جديرين بهذه المسؤولية التاريخية التي تتطلب منهم الأمانة والحرص والنزاهة».

بدوره، خاطب نوري المالكي أهالي البصرة بالقول: «افرحوا أيها البصريون بما تحقق لكم، وافخروا بما أنجزتموه بتعاونكم مع حكومتكم المحلية الذي أثمر حصولكم على دولار واحد عن كل برميل نفط تنتجه البصرة و5% من موارد منافذها الحدودية»، مؤكدا على «ضرورة استغلال الموارد الجديدة القادمة، التي ستكبر مع زيادة ما تنتجه المدينة من النفط، بشكل أمثل»، داعيا «الحكومة المحلية إلى الإسراع باستقدام شركة استثمارية محلية أو عالمية»، وذكّر المالكي خلال كلمته أهالي المحافظة يوم أول من أمس أن «عملية الإعمار يجب أن تأخذ مسلكين متصلين: الأول بعيد المدى عبر مشروعات كبرى وعملاقة مدروسة والمسلك الثاني مشروعات سريعة وعاجلة في مجالات الماء والزراعة والسكن والكهرباء، إلى جانب الالتفات العاجل إلى قضية الماء الصالح للشرب وتشييد المزيد من محطات التحلية وتوسيعها لتوفير الماء الصالح بشكل يلبي حاجة المحافظة».