الفيضانات تعزل جزيرة برتغالية عن العالم وتخلف 40 قتيلا

تكثيف الإنقاذ في ماديرا السياحية والأضرار لحقت خصوصا بالجسور وشبكة الهواتف

سكان يشاهدون الدمار في شارع بفونشال، فيما تبدو سيارات مغطاة بالأحجار والأتربة (رويترز)
TT

تكثفت عمليات الإنقاذ في جزيرة ماديرا السياحية البرتغالية الخاضعة لحكم ذاتي، أمس، غداة الأمطار الغزيرة والسيول التي أوقعت 40 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، ما أغرق العاصمة المحلية فونشال في الفوضى. وجاء هذا بعد أن جرفت الفيضانات الناجمة عن الأمطار وانزلاقات التربة جسورا، وسدت الطرق بالصخور والطين، وقطعت أجزاء من الجزيرة الواقعة في المحيط الأطلسي عن العالم الخارجي.

وبعد توقف هطول الأمطار، أمس، ظهرت مشاهد الخراب خصوصا في فونشال التي يقيم فيها 100 ألف نسمة وسجلت فيها انزلاقات للتربة، وأمام هذا الوضع، بدأ السكان أمس برفع السيارات والجسور المدمرة وأسقف المباني التي اقتلعتها الرياح، واتضح أن الأوحال وصلت في بعض المنازل بوسط المدينة إلى الطابق الأول، وعلى الرغم من إعادة فتح مطار فونشال صباح أمس، فإن النفايات والأنقاض كانت لا تزال تقطع الطريق السريع الذي يربط العاصمة فونشال بالمطار.

وتقع ماديرا على بعد 900 كلم إلى الجنوب الغربي من لشبونة، وتعد وجهة سياحية يقصدها خصوصا البريطانيين خلال عطلة نصف السنة الدراسية، وفيما تعهد رئيس الوزراء جوزيه سقراطس الذي زار الجزيرة، بتقديم المساعدة اللازمة لتتمكن ماديرا من إطلاق أعمال الإعمار فورا، وأعلنت السلطات المحلية مقتل 40 شخصا ونقل 70 شخصا إلى المستشفى، وفقا لحصيلة مؤقتة.

وقال فرانسيسكو راموس السكرتير المحلي للشؤون الاجتماعية للصحافيين: «سنواصل البحث عن جثث، وإننا ننتظر فرق الإغاثة لمواصلة العمل ميدانيا»، وكان رئيس حكومة ماديرا البرتو جاو جارديم قد أكد أن «الأولوية للناجين».

وأرسلت لشبونة معدات على متن فرقاطة عسكرية تنقل مروحيات وفريقا طبيا ومعدات إغاثة، فيما كانت يتوقع أمس وصول فرق غطاسين إلى فونشال بحثا عن مفقودين محتملين، وأعلن وزير الداخلية ريو بيريرا أن أطباء شرعيين سيرسلون أيضا إلى الجزيرة «لإجراء عمليات التشريح في أسرع وقت ممكن، للتعرف على هويات الضحايا حتى تتمكن أسرهم من دفنهم»، وأفيد بأن السلطات تعتزم أيضا نقل معدات إضافية خصوصا جسور عسكرية لإصلاح شبكة الاتصالات على الجزيرة والوصول إلى المناطق النائية، وفي وسط الجزيرة، تعذر الوصول إلى بلدة كورال داس فريراس وبقي سكانها (4 آلاف) معزولين عن العالم أمس، بسبب انقطاع خطوط الهاتف، وفي هذا الصدد، أعلنت شركة «برتغال تليكوم» لتشغيل الهواتف عن إرسال 400 كلغ من المعدات بصورة عاجلة من لشبونة لإعادة تصليح شبكة الاتصالات.

وبحسب الدفاع المدني، بات 250 شخصا مشردين، نقل 100 منهم الليلة قبل الماضية إلى ثكنة في فونشال، في حين انتقل آخرون للعيش مع أشخاص كانوا أكثر حظا ولم تدمر منازلهم.

وبحسب شهادات نقلتها الصحف المحلية، أقيمت شبكة تضامن على الفور، وقال أحد سكان فونشال إن «أشخاصا بدأوا يحضرون الطعام لأشخاص آخرين، وقدم البعض ملابس جافة لناجين». وأعرب مهاجم ريال مدريد الإسباني الدولي كريستيانو رونالدو المتحدر من جزيرة ماديرا عن استعداده لتقديم المساعدة قائلا: «لا يمكن لأحد أن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذه الكارثة، خصوصا أنا، لأني ولدت ونشأت في جزيرة ماديرا».