اليمن يغلق الممرات المائية أمام البحرية.. لمنع تسلل المقاتلين من القرن الأفريقي

الداخليةاليمنية: الأجهزة الأمنية وضعت اللاجئين الصوماليين تحت رقابتها

TT

أعلنت السلطات اليمنية أمس تشديد الإجراءات البحرية لمنع عمليات التسلل من القرن الأفريقي وذلك بهدف الحؤول دون التحاق مقاتلين صوماليين بصفوف تنظيم القاعدة.

وقال بيان لقيادة وزارة الداخلية إنها «وجهت في وقت سابق شرطة خفر السواحل والأجهزة الأمنية بالمحافظات الساحلية بإغلاق الممرات المائية الرئيسية في وجه المتسللين إلى الأراضي اليمنية من منطقة القرن الأفريقي». وأوضح البيان أن «هذا الإجراء يأتي في إطار الجهود التي يبذلها اليمن في منع العناصر المتطرفة في القرن الأفريقي من التسلل إلى أراضيها وبخاصة بعد إعلان تنظيم (الشباب المجاهدين) عزمه دعم العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في اليمن». وأضافت الداخلية أن الأجهزة الأمنية «وضعت اللاجئين الصوماليين في اليمن تحت رقابتها لمنع العناصر الإرهابية من استخدام ورقة اللجوء في الوصول إلى الأراضي اليمنية». إلا أن البيان أكد أن «التزام الحكومة اليمنية بواجباتها تجاه اللاجئين الصومال لم تتغير وأنها توليهم نفس الرعاية والاهتمام السابقين وتحرص على توفير شروط الحياة المناسبة لإقامتهم على أراضيها». وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد اللاجئين الأفارقة في اليمن بنحو 170 ألفا يشكّل الصوماليون 90% منهم إلا أن اللاجئين غير المسجلين في قوائم الأمم المتحدة أكثر من ذلك بكثير. وقد سلطت الحرب الأخيرة بين القوات اليمنية والمعارضين الحوثيين في شمال اليمن الضوء على وضع اللاجئين الصوماليين بعد تكرر أنباء بأن عشرات منهم أجبروا علي القتال إلى جانب الحوثيين كما اعتقل عشرات آخرون في أثناء محاولتهم التسلل إلى المملكة العربية السعودية عبر الحدود.

ويدفع اللاجئون الذين يريدون العبور إلى اليمن عبر البحر الأحمر مبلغا يتراوح بين 70 و100 دولار أميركي للمهربين الذين ينقلون اللاجئين على قوارب صغيرة، حيث يتم إيصالهم إلى شواطئ حضرموت وشبوة وأبين، وينتهي بهم المطاف إلى مخيمات الخرز والبساتين بالقرب من مدينة عدن، ثم تبدأ هناك رحلة التسلل إلى السعودية.

وكان الشيخ مختار روبو القيادي في حركة الشباب المجاهدين قد هدد بداية الشهر الماضي بإرسال مقاتلين إلى اليمن لخوض الحرب ضد الحكومة اليمنية واصفا الحرب الدائرة في اليمن بأنها بداية لتغييرات شاملة في الجزيرة العربية. ودعا المقاتلين العرب إلى التوجه إلى اليمن والانضمام إلى القتال هناك. وبعدها بأسابيع دعا سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية للاستعداد لحرب مقبلة تستهدف التنظيم في اليمن بمشاركة أميركية غير مباشرة. وكشف الشهري في تسجيل صوتي اهتمام القاعدة بالسيطرة على مضيق باب المندب، معتبرا أن ذلك سيغلق الباب ويضيّق الخناق على اليهود، ودعا المسلحين في اليمن إلى مواصلة القتال بمؤازرة نظرائهم في الصومال لتحقيق ذلك. وأضاف أن أعداء التنظيم مهتمون بهذه الحرب عقَديا، وكذلك على مستوى جغرافية المنطقة، وبخاصة البحرية منها، وأهمية باب المندب «الذي لو تمت لنا بإذن الله السيطرة عليه وإعادته إلى حاضنة الإسلام، لكان نصرا عظيما ونفوذا عالميا، وعندها سيغلق الباب ويضيق الخناق على اليهود، لأنه من خلاله تدعمهم أميركا عن طريق البحر الأحمر».

وقد وصف بعض المراقبين بأن السيطرة على باب المندب بين اليمن وجيبوتي هي مجرد حلم لـ«القاعدة» وتدخل في إطار الحرب النفسية الموجهة ضد دول المنطقة في الوقت الذي يتعرض فيه تنظيم القاعدة وحلفاؤه لحرب شرسة فيها.