الحريري: لم أذهب إلى دمشق لعلاقة شخصية بل لضمان علاقات متساوية بين دولتين

رفض من روما اتهام حكومته بأنها رهينة لحزب الله وسلاحه

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مصافحا الكاردينال بريتوني قبيل اجتماعهما في الفاتيكان أمس (دالاتي ونهرا)
TT

قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري: «إن الطريقة الوحيدة لمحاربة التطرف هي من خلال تحقيق الاستقرار والأمن والسلام»، وشدد على الدور الحيوي الذي لعبته إيطاليا و«اليونيفيل» في تعزيز الاستقرار في جنوب لبنان، وعبر عن أمله في أن «لا تخفض إيطاليا عدد قواتها أو تغير سياستها».

كلام الحريري جاء في مقابلة مع صحيفة إيطالية خلال زيارته الفاتيكان، اعتبر فيه أن «المسيحيين وغيرهم يغادرون مناطق وجودهم، لافتقارهم إلى السلام والاستقرار والأمن»، وقال: «هناك مليون لاجئ عراقي في سورية، وهناك على الأقل 500 ألف آخرون في الأردن، المشكلة لدى المسيحيين أنهم جالية صغيرة ويشعرون بأن عليهم المغادرة»، أما بالنسبة إلى لبنان، فقال: «لدينا مناصفة بين المسيحيين والمسلمين وستبقى إلى الأبد، لبنان هو الدولة الوحيدة في العالم العربي التي فيها رئيس مسيحي، محاربة التطرف تكون من خلال إظهار الأمور المشتركة إلى الناس، أريد أن أطمئن المسيحيين بأننا شعب واحد».

واعتبر الحريري أن «المتطرفين أصبحوا أكثر راديكالية، وأقول عن نفسي إني متطرف في الاعتدال، لهذا لن أقبل أبدا أي حجة يقدمها أي متطرف بأي شكل كان».

ولدى سؤاله عما إذا كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد فقدت زخمها، قال: «هناك محكمة، فلندعها تعمل، نحن محظوظون لأننا وصلنا إلى هذه المرحلة خلال خمس سنوات، لقد تطلب الأمر في سيراليون سبع سنوات قبل إصدار قرار دولي لإنشاء محكمة دولية».

وعن زيارته إلى سورية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال الحريري: «أنا اليوم رئيس وزراء لبنان، وعلي أن آخذ في الاعتبار المصالح الوطنية للبنان والقيام بما في وسعي من أجل وحدة البلد، وقيام علاقات جيدة مع سورية أمر حيوي بالنسبة للبنان»، وأضاف: «لم أذهب إلى دمشق لإرساء علاقة شخصية مع الرئيس السوري بشار الأسد، بل من أجل ضمان علاقات متساوية بين دولتين، ونتعامل اليوم بعلاقات ندية فيما بيننا».

ولدى سؤاله عن شعوره خلال تسع ساعات من الاجتماعات مع الرئيس الأسد، قال الحريري: «كان شعوري بأنني أمثل لبنان، وكنت سعيدا لعقد مؤتمر صحافي في سفارتنا في دمشق، الناس تقلل من أهمية ذلك لأنهم لا يعرفون حقيقة العلاقة بين لبنان وسورية، لسنوات طويلة، رفضت سورية العلاقات الدبلوماسية معنا، تصرفهم كان مشابها للذي كان قائما بين العراق والكويت، عندما رفض الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الاعتراف بوجود الكويت».

وردا على سؤال عن إمكانية نشوء مواجهة مع إسرائيل، قال: «إسرائيل تهدد بالحرب يوميا وتقول إنه بسبب وجود حزب الله في الحكومة، أصبحت الحكومة بكاملها مسؤولة عن أي عمل، لكن حزب الله في الأعوام 2007 و2008 و2009 كان مشاركا في الحكومة، إذن، لماذا إثارة هذا الموضوع الآن؟ لأن إسرائيل تحضر مبررا للحرب».

ورفض أن يعتبره البعض وحكومته رهينة لدى حزب الله وسلاحه، وقال: «هذا تأويل، أرى عوضا عن ذلك نموا بلغ 8% وازدهارا في السياحة، ولبنان أغنى من السابق على الرغم من الأزمة المالية الدولية». وأكد أن «هناك خلافات بين أحزابنا السياسية، لكن وظيفتي كرئيس للحكومة هي توحيد الشعب اللبناني، لقد عانينا بما يكفي من الانقسام العمودي، نريد أن نكون هادئين وعقلاء وحكماء، ونريد حل المسائل على طاولة الحوار الوطني، وفي نهاية الأمر، جميعنا لبنانيون».

وفي ما يتعلق بالوضع في جنوب لبنان والكلام في إيطاليا عن خفض عدد جنودها في «اليونيفيل» قال: «آمل أن لا يحصل ذلك، لقد اضطلعت (اليونيفيل) وإيطاليا بدور حيوي في تعزيز الاستقرار في المنطقة بعد حرب عام 2006، وآمل أن لا تغير إيطاليا اليوم سياستها. من خلال خفض عدد الجنود تبعثون برسالة خاطئة، لقد طلبنا من السلطات الإيطالية عدم خفض عدد القوات».