المغرب: الحزن يلف مكناس.. ومظاهرات جابت شوارعها احتجاجا على كارثة انهيار المسجد

وزارة الداخلية تؤكد عدم وجود جثث تحت الأنقاض

عمال يقومون بأشغال في مسجد باب البرادعيين بعد انهياره (« الشرق الاوسط»)
TT

جابت مظاهرات متفرقة، أمس، شوارع مدينة مكناس المغربية، التي يلفها حزن شديد، احتجاجا على حادثة وقوع مئذنة تاريخية في حي البرادعيين العتيق خلال صلاة الجمعة الأخيرة، التي أودت بحياة 41 شخصا من بين المصلين، وجرح 75 آخرين.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالإهمال الذي تتعرض له المدينة العتيقة، وطالبوا بمحاكمة المسؤولين عن الحادث. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل: «هذا عار! المدينة في خطر»، و«قتلتمونا بالشعارات.. أين هي الميزانيات؟!».

ومرت المظاهرات، التي شارك فيها شباب ونساء، وسط مراقبة أمنية مشددة من دون وقوع احتكاك بين الجانبين. وتبعت سيارات الأمن المتظاهرين عن قرب، فيما اختلطت عناصر قوات التدخل السريع بالمتظاهرين، الذين جابوا أزقة المدينة وشوارعها للتعبير عن غضبهم.

وفي حي جناح لامان، حيث يقع المسجد، لا يكاد بيت يخلو من جنازة أو مصاب. وتم دفن الضحايا أول من أمس في مراسيم فردية.

وفي الأزقة الضيقة القريبة إلى مكان الحادث، كان الناس يتبادلون التعازي أمام البيوت. وبين الحين والآخر، يتعانق شخصان، ويهنآن بعضهما بعض على النجاة من الكارثة.

وفي هذا السياق، قال عبد الله العلمي إن سبب نجاته يعود الى أنه قرر في ذلك اليوم، الجمعة، على غير عادته، الصلاة في مسجد الزيتونة، نظرا إلى أن «مسجد البرادعيين» يتأخر كثيرا في بدء أداء صلاة الجمعة، لذلك فضل الذهاب إلى مسجد آخر، مشيرا إلى أن «سبب تأخر مسجد البرادعيين في أداء صلاة الجمعة هو أنه دائما ينتظر مجيء العمال الزراعيين، الذين يعملون في الضيعات الموجودة خارج السور، التي تعتبر مصدرا أساسيا للفواكه والخضر الطازجة بالنسبة إلى مدينة مكناس».

ويتهم السكان السلطات بالتقصير، لأنها لم تأخذ تحذيراتهم بعين الاعتبار. وقال عبد الواحد، وهو من سكان الحي: «آخر شكوى قدمناها كانت في اليوم نفسه الذي وقع فيه الحادث، وأعلمنا السلطات المحلية بتسرب التراب من جدران الصومعة (المئذنة)». وكانت بلدية مكناس بدورها أنجزت دراسات عدة حول وضعية المسجد، والتي تطرقت إلى مخاطر الانهيار.

وفيما يجري الحديث عن تشكيل السلطات للجنة تحقيق ومتابعة، انطلقت صباح أمس أشغال وضع دعامات لإسناد السور المحاذي للمسجد والبوابة التاريخية التي تقع بجانبه، والذي بدت على واجهته شقوق كبيرة. كما انطلقت أشغال تدعيم ما تبقى من مسجد باب البرادعيين. أما الصومعة (المئذنة) التي سقطت، فإنها تبدو كأنها اقتلعت من جذورها خلال الحادث، ولم يبق منها شيء.

يشار إلى أن وزارة الداخلية أعلنت الليلة قبل الماضية أنه لم تبق أي جثة تحت أنقاض المسجد، وأن مختلف فرق الإغاثة أنهت أول من أمس عملية البحث بعد إزاحة الأنقاض وانتشال كل الجثث. وأضاف البيان أن الحصيلة النهائية لهذا الحادث الأليم بلغت 41 حالة وفاة، و75 جريحا، من بينهم 18 شخصا يوجدون في المستشفيات.