القضاء الجزائري يبرئ مرحلا من غوانتانامو ويؤجل الفصل في قضية آخر مصاب بمرض عقلي

النيابة العامة طالبت بسجنه 10 سنوات

TT

برأت محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية أمس مرحلا من سجن غوانتانامو، من تهمة الإرهاب التي تلاحق 10 آخرين عادوا عام 2008 إلى بلدهم بعد أن برأهم القضاء الأميركي من تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة.

وأرجأت نفس المحكمة الفصل في قضية مرحل آخر بسبب وجوده في مستشفى الأمراض العقلية حيث يعاني من اضطرابات عصبية.

وبدا مصطفى حمليلي فرحا كثيرا عندما استمع للقاضي، وهو ينطق بحكم البراءة، أما العدد الكبير ممن حضروا المحاكمة فكانوا شبه متأكدين من الحكم، لأن القاضي قال له في بداية المحاكمة: لو كنت فعلا عضوا في تنظيم القاعدة لما أفرج عنك الأميركيون.

وورد في ملف القضية أن حمليلي (50 سنة)، غادر بلدته بالصحراء الجزائرية عندما كان عمره 25 سنة، وسافر إلى مالي بحثا عن عمل، ومنها إلى السعودية حيث كان يرغب في الحصول على الإقامة. وبعدها سافر إلى باكستان للعمل في جمعية متخصصة في غوث اللاجئين الأفغان. وتزوج مصطفى من فتاة باكستانية، ابنة مدرس للقرآن في إحدى المدارس القرآنية في بيشاور، وتعرض للاعتقال على أيدي القوات الأميركية، وتم اقتياده إلى سجن باغرام ومنه إلى غوانتانامو حيث قضى 6 سنوات.

وسأل النائب العام المتهم عن التدرب على السلاح عندما كان مقيما في باكستان، فقال إنه كان «دفاعا عن النفس»، وإن غالبية العائلات التي تسكن في باكستان تملك سلاحا «لأن الوضع الأمني هناك يستدعي ذلك». ولم يبد النائب العام متشددا في مرافعته على خلاف ما يجري في المحاكمات ذات الصلة بالإرهاب، ومع ذلك طلب معاقبة حمليلي بالسجن مدة 10 سنوات.

وكان دفاع المتهم قد طلب من المحكمة أن تقدم دليلا يثبت انخراط حمليلي في جماعة إرهابية، كما ورد في الملف القضائي. وقالت محاميته: «كل ما جاء في الوقائع مجرد كلام لا يقابله أي دليل، حتى أن الملف لا يتضمن اسم الجماعة الإرهابية المزعومة التي كان حمليلي في صفوفها». والتمست من المحكمة البراءة للمتهم الذي يسعى لنقل زوجته الباكستانية وأولاده إلى الجزائر منذ ترحيله صيف 2008. وبعد المداولة نطق القاضي بالبراءة. وحضر المحاكمة موفد مكتب محاماة أميركي يتابع شؤون المساجين أثناء فترة الاعتقال وبعدها.

وغادر حمليلي غوانتانامو مع شاب جزائري يدعى سفيان حدرباش، وعادا معا إلى الجزائر. وكان يفترض أن يخضع حدرباش للمحاكمة أمس، لكنه لم يحضر لوجوده في مستشفى الأمراض العقلية منذ شهور. ويعاني حدرباش، حسب محاميته، من اضطرابات عصبية ومن أزمة نفسية. وزارت «الشرق الأوسط» المريض في بيته في اليوم الموالي لعودته، وظهر على جبهته جرح غائر وكان يهذي ويقول: «عاملوني بشكل لائق في غوانتانامو.. لقد لقيت معاملة حسنة». وأوضحت المحامية، نقلا عن مكتب محاماة أميركي يتابع القضية، أن حدرباش أصيب بشظية في رأسه عندما تعرض المسجد الذي كان بداخله في باكستان لقصف جوي للقوات الأميركية عام 2001. وقدمت المحامية للقاضي وثائق طبية تثبت استحالة محاكمته مما دفعه إلى تأجيل النظر في القضية.

يشار إلى أن اثنين من المرحلين استفادوا من البراءة العام الماضي. واللافت أن جميع المرحلين وضعوا تحت الرقابة القضائية، وأن الوسط القانوني المهتم بملفاتهم لم يكف عن التحدث عن وجود «إرادة سياسية» لمنحهم البراءة.