الجنرال بترايوس: آن أوان الضغط على إيران بشأن ملفها النووي

القائد العسكري الأميركي: مقاومة طالبان مضعضعة.. وعملية «مشترك» في هلمند قد تستغرق 18 شهرا

الجنرال بترايوس
TT

قال الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أمس، إن مقاتلي طالبان في منطقة مارجا، جنوبي أفغانستان، يبدون مقاومة «مدهشة»، إلا أن هذه المقاومة باتت «مضعضعة بعض الشيء» إثر الهجوم الواسع الذي تشنه القوات الدولية والأفغانية عليهم. وحول الملف النووي الإيراني، أكد القائد العسكري الأميركي أن الأوان قد حان لفرض عقوبات على طهران عبر مجلس الأمن الدولي.

وقال الجنرال بترايوس، في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» إن الاستيلاء على مدينة مارجا هو «بداية حرب طويلة للقضاء على حركة طالبان»، موضحا أن الحرب ربما تستغرق سنة أو سنة ونصف. لكن، الجنرال الأميركي رفض الإجابة عن سؤال حول حسم المعركة داخل مارجا التي يستمر القتال فيها منذ عشرة أيام عندما بدأت القوات الأميركية وقوات دول أخرى في حلف «الناتو»، بالتعاون مع قوات أفغانية ضمن عملية «مشترك» هجوما ضد طالبان. يأتي هذا الهجوم في إطار الاستراتيجية الجديدة التي قررها الرئيس باراك أوباما التي يفترض أن تتيح للسلطات الأفغانية السيطرة الميدانية على الوضع.

وأقر بترايوس بقوة المقاومة التي تبديها حركة طالبان، قائلا إن المسلحين المتشددين كانوا أقوياء في العراق وهم كذلك في أفغانستان. وأضاف: «الحقيقة هي أن المهمة صعبة.. ولكننا موجودون في أفغانستان لسبب مهم، ويجب علينا أن لا ننساه.. نحن هناك بهدف ضمان عدم تحولها إلى مقر يمكن منه تنفيذ هجمات على غرار الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001».

ورأى الجنرال الأميركي أن مقاومة حركة طالبان «طبيعية» بسبب سعي القوات الدولية، ومعها وحدات من الجيش الأفغاني، إلى انتزاع معاقلها من قبضتها، لكنه أشار إلى أن المجموعات التابعة للحركة باتت اليوم «أكثر انفصالا بعضها عن بعض» تحت ضغط الهجمات.

وقتل حتى الآن 14 جنديا من قوات حلف الأطلسي في إطار هذه العملية التي بدأت في الثالث عشر من الشهر الحالي. وتحدث قائد القوات الأميركية في أفغانستان والعراق عن «القاعدة»، فأعلن أن قوتها «تقلصت» في المنطقة الخاضعة لمسؤوليته، مضيفا أن تقدما سجل في محاربة هذا التنظيم في الجزيرة العربية، باستثناء اليمن، وفي العراق، مضيفا: «إلا إن المخاطر تبقى قائمة هناك، كما تكشف الاعتداءات الوحشية التي تحدث بين وقت وآخر».

وبعد أيام من الإعلان عن اعتقال ثلاثة من زعماء «القاعدة»، أشاد الجنرال بترايوس بـ«التقدم الذي تحقق للحد من نفوذ قادة تنظيم القاعدة في المناطق القبلية» على الحدود بين أفغانستان وباكستان. وأشاد الجنرال بترايوس أخيرا بـ«العمل المثير للإعجاب الذي تحقق خلال الأشهر العشرة الأخيرة» في باكستان.

إلى ذلك، قال بترايوس إنه حان الوقت للضغط على إيران لإرغامها على احترام مطالب المجتمع الدولي الذي يخشى من سعي طهران إلى امتلاك السلاح الذري.

وأوضح بترايوس: «لقد حان الوقت لسلوك طريق الضغوط»، حتى ولو كانت «إيران غير جاهزة» بعد لامتلاك السلاح النووي. واعتبر الجنرال الأميركي أن الولايات المتحدة قامت بكل في وسعها لإيجاد حل ودي للأزمة، لكن موقف طهران بات يرغمها على التحرك بطريقة أكثر صرامة، عبر فرض عقوبات، مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي. ورأى الجنرال أن «ذلك يعطينا أساسا صلبا لسلوك طريق الضغوط، وهذا ما نحن بصدد القيام به حاليا». وتنفي طهران أن تكون تريد امتلاك السلاح النووي.

وبحسب الجنرال، فإن أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأسابيع المقبلة ستسمح بمعرفة إلى أي حد وصلت الأبحاث الإيرانية بشكل أكثر دقة.

وفي تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية تم تسريبه الأربعاء الماضي، أعربت الوكالة عن قلقها من معلومات مفادها أن طهران قد تكون بصدد تصنيع السلاح الذري. وهي المرة الأولى التي تلمح فيها الوكالة الذرية إلى أن إيران بصدد تطوير السلاح الذري، في حين أنه لم يكن الأمر يتعلق في التقارير السابقة سوى بأنشطة سابقة.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أشار الجنرال بترايوس أيضا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعمل على نص جديد بشأن تقييمها لأنشطة إيران النووية. لكنه لم يقل شيئا عن مضمون ولهجة الوثيقة.

وكانت الاستخبارات الأميركية فاجأت الجميع في نهاية 2007 عندما أكدت أن إيران أوقفت خططها لتصنيع أسلحة نووية في 2003 وأقرت بعدم معرفة نواياها.