إسرائيل تشغل سرب طائرات عسكرية عملاقة من دون طيار يصل مداها إلى إيران

تل أبيب ترسل وفدا أمنيا - عسكريا إلى بكين لإقناعها بفرض عقوبات على طهران

TT

دعا الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس الدول العربية إلى العمل إلى جانب إسرائيل في مواجهة إيران، التي وصفها بـ«أكبر خطر على السلام»، وقال بيريس أمام مجلس أمناء الوكالة اليهودية في القدس: «إن إيران تشكل اليوم أكبر خطر للسلام العالمي، ولا يجوز لإسرائيل أن تواجه هذه المشكلة بمفردها». وأردف: «إن سعي إيران لفرض هيمنتها على العالم الإسلامي يشكل تحديا أيضا للدول العربية».

وكثفت إسرائيل مؤخرا من جهودها الدبلوماسية لإقناع العالم بفرض عقوبات على إيران، واستكمالا لذلك يطير نهاية الشهر الحالي وفد إسرائيلي رفيع إلى الصين.

وتكتسب هذه الزيارة إلى الصين أهمية خاصة، إذ تعتبر أول محاولة إسرائيلية حقيقية تجاه الصين لتغيير موقفها من إيران، وذلك منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، إذ تركت إسرائيل ذلك في وقت سابق للولايات المتحدة. وأشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن حكومة نتنياهو «أهملت» الصين في حملتها ضد المشروع النووي الإيراني، إذ لم يزر نتنياهو أو وزير خارجيته الصين، على الرغم من زياراتهما العديدة إلى دول أوروبية والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الوسطى.

يرأس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، موشيه يعالون، ومحافظ بنك إسرائيل المركزي، ستينلي فيشر، وسيجري الوفد مباحثات ثنائية في ملفات سياسية وأمنية واقتصادية، لكن الملف النووي الإيراني سيكون الأهم على الطاولة.

وترفض الصين المقترحات الغربية بفرض عقوبات على إيران، وتحصل بكين على النفط الإيراني بأسعار مخفضة، كما تربطها بإيران علاقات اقتصادية.

وقالت «هآرتس» إن الوفد سيؤكد في زيارته أن حصول إيران على سلاح نووي سيضرب «الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط» وسيطلق سباقا للتسلح النووي بين دول المنطقة بدون شك.

في السياق ذاته، يزور وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، واشنطن غدا، ويبحث المدى الذي وصلت إليه جهود فرض عقوبات على إيران، إلى جانب تقرير غولدستون.

وسيلتقي باراك خلال زيارته بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، ومسؤولين عسكريين أميركيين. وسيكون الملف النووي الإيراني في صلب لقاءات باراك في واشنطن، كما سيبحث موقف الأمم المتحدة من الرد الإسرائيلي على تقرير غولدستون، وقالت «هآرتس» إن المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل يأمل أن ينهي الرد الإسرائيلي على تقرير غولدستون القضية، بحيث تكتفي الأمم المتحدة بالرد.

وفي إطار استعدادات إسرائيل لمواجهة عسكرية مع طهران، شغل سلاح الجو الإسرائيلي أمس، أول سرب من طائرات «إيتان» العملاقة بدون طيار، وهي من صنع الصناعات الجوية الإسرائيلية.

وتم إنتاج الطائرة الجديدة تلبية لاحتياجات إسرائيل الاستراتيجية حيث يبلغ طول جناحيها 26 مترا، أي مثل طائرة ركاب من طراز بوينغ 737، ويبلغ طول الطائرة 14 مترا، ويبلغ وزن الطائرة الإجمالي أثناء الإقلاع 4.5 طن وتحمل معدات تزن طنا واحدا كحد أقصى، وتستطيع التحليق على علوّ أقصاه 40 ألف قدم لمدة أقصاها 24 ساعة، ويطال مداها إيران. وللطائرة الضخمة الذكية قدرات استخباراتية متنوعة، حيث بوسعها حمل أجهزة رادار واستطلاع ومعدات استخباراتية، وكاميرات تجسس يتم تشغيلها ليل نهار. وبفضل الحجم الكبير لهذه الكاميرات يمكن رصد كل شيء من ارتفاع شاهق، بدءا من سيارة تتحرك بين نقطتين، وانتهاء بالتمييز بين شخص يحمل مدفع هاون، وبين راعي غنم يحمل عصا بيده. والطائرة مزودة أيضا بمنظومة اتصال عبر الأقمار الصناعية تمكنها من الاستغناء عن الحفاظ على اتصال بصري مباشر بين الطائرة وقاعدة إطلاقها.

وحسب الجيش الإسرائيلي، فقد تم فعلا اختبار الطائرة بنجاح في عدة مناسبات، منها أثناء تنفيذ عملية «الرصاص المصبوب» في قطاع غزة قبل نحو عام.