جعجع: نصر الله يظهر لبنان دولة فاشلة بطرحه خطة مواجهة بمعزل عن المؤسسات الرسمية

اتهمه بأنه أخذ حقا يعود إلى مجلس النواب

TT

قال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، إن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قدم خطة مواجهة شاملة تطال الدولة اللبنانية كاملة، في وقت أعطى الشعب اللبناني الوكالة للمجلس النيابي، وبعدها للحكومة لتولي المسؤولية الوطنية، لذلك لا يجوز أن يتكلف أحد غير هؤلاء. لا يحق للسيد نصر الله تقرير خطة مواجهة. فوق كل ذلك، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري والحكومة سيتحملون تبعات هذه الخطة، على الرغم من أنهم لم يشاركوا في إقرارها، بل هناك من قررها عنهم وهم سمعوها من الراديو».

كلام جعجع جاء في سياق مؤتمر صحافي عقده أمس للتعليق على ما قاله نصر الله في ذكرى اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية، وأشار فيه إلى أن عددا من الوزراء لم يكونوا موافقين على البند السادس المتعلق بالمقاومة في البيان الوزاري. وأضاف أنه كان يتمنى «لو كلف السيد حسن أحد وزرائه للطلب إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عقد اجتماع لإطلاعهم على خطته وخطورة الموقف، كي لا يظهر أن لبنان دولة فاشلة. فالمجتمع الدولي سيعتقد أننا دولة فاشلة وسيسعى لوضع سلطة وصاية علينا، هي إما سورية وإما إسرائيل، أو يكلف الاثنتين معا بالتكافل والتضامن». وأضاف أن «حزب الله أخذ حقا ليس له، لأن هذا الحق معطى للمجلس النيابي الممثل الشرعي للشعب اللبناني». وطالب بمواجهة التهديدات الإسرائيلية بتحضيرات وتجهيز الملاجئ والدفاع المدني. وقال: «الموضوع اليوم في الشرق الأوسط في غاية الخطورة والجدية ولا يمكن التعامل معه بخفة، وما يحصل لدينا من تحضيرات بدائي جدا إزاء التحضيرات في الجانب الآخر».

واستغرب تجاهل نصر الله المواجهات العربية قبل إنشاء المقاومة في لبنان. وقال: «فلنتذكر حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 عندما خسر الإسرائيليون 2500 قتيل عسكري بحت، و9 آلاف جريح عسكري، وتم تدمير ألف دبابة إسرائيلية وسقوط مائة طائرة إسرائيلية. لماذا نتكلم في بعض الأحيان وكأن شيئا لم يحصل سابقا وكأن المقاومة بدأت حديثا؟». وذكر بخسائر لبنان بعد عدوان 2006، وأضاف: «أي حرب لن تسفر عن شيء لمصلحتنا وستكون مجرد خطوات غير مدروسة».

ورفض اتهام نصر الله له ولبعض السياسيين بأنهم أصحاب «لغة معينة بدأت تخرج من مكان ضيق ومحدد في لبنان، وتستدعي إسرائيل للعدوان على لبنان». ودعاه إلى «الإقلاع عن هذه اللغة لأن هناك من يستدعي حربا». وذكر بتصريح لرئيس مجلس النواب نبيه بري عام 86 قال فيه: «نريد أن نخلص من معادلة الكاتيوشا التي تنزل على إسرائيل مقابل تدمير لبنان، فنحن لا نريد الحرب لمجرد الحرب، وأنا ضد الحروب والعدوان المتبادل لمجرد خوض بطولات».

وقال: «حزب الله، شئنا أم أبينا، هو حزب ولاية الفقيه وليس لبنانيا فقط. واليوم هناك المواجهة بين الغرب وإيران أو بين إسرائيل وإيران، وليس هناك من قضية لبنانية مطروحة بل فقط القضية الإيرانية، والصراع المطروح في المنطقة يضع سلاح حزب الله في جزء من الصراع بين الغرب وإيران أو بين إسرائيل وإيران».

وقارن جعجع بين ما فعلته سورية بعد اغتيال مغنية في دمشق وبين ما فعلته دبي بعد اغتيال القيادي في حماس المبحوح وقال: «ها هي اليوم إسرائيل في ورطة كبيرة، وهذا ما يثبت أن القوة لا تكون فقط بالعضلات بل هناك وسائل كثيرة للحصول على الحقوق».

وعن رفض مجلس النواب خفض سن الاقتراع، قال: «نحن في الجوهر مع خفض سن الاقتراع، لكننا مضطرون لإعطاء الإمكانية الفعلية للمغتربين أيضا لممارسة حقهم في الانتخاب، وبالتالي نصبح قادرين على التصويت في نفس الوقت لاقتراع المغتربين ولتخفيض سن الاقتراع، كي يتمكن الجميع من الاقتراع، وعندها سنقدم مشروع قانون لتعديل الدستور لخفض سن الاقتراع».

وأشار إلى أن «نغمة الإصلاحات التي يطالب بها البعض (رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون) إنما يهدف من خلالها إلى تأجيل الانتخابات البلدية».