الاتحاد الأوروبي يدين استخدام جوازات سفر أوروبية في اغتيال المبحوح

ساركوزي: لا نقبل ذلك * ليبرمان: لا شيء يثبت ضلوعنا وهناك ميل عربي لاتهام إسرائيل في كل شيء

وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان (أ.ب)
TT

شجب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس اغتيال قيادي الجناح العسكري لحركة حماس محمود المبحوح في دبي، فيما يشتبه أن فريق اغتيال إسرائيلي نفذه، و«أدانوا بشدة» استخدام جوازات سفر أوروبية في إطار العملية.

وجاء في بيان اعتمده وزراء الخارجية خلال اجتماع عقدوه في بروكسل، أن اغتيال أحد مؤسسي الجناح المسلح لحركة حماس محمود المبحوح «يثير مسائل مقلقة للغاية» لدى الاتحاد الأوروبي، كما قال مصدر دبلوماسي.

وتجنب الوزراء الإشارة مباشرة إلى مسؤولية إسرائيل في هذه القضية، لكنهم اعتبروا أن هذه العملية «لا يمكن أن تسهم في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، وهكذا فإنهم أدانوا منفذيها.

وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنه «لم تذكر إسرائيل بالاسم، لكن الرسالة واضحة جدا» حيال إسرائيل التي كان وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان يزور بروكسل الاثنين.

والتقى ليبرمان وزيري خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند وأيرلندا مايكل مارتن اللذين طلبا منه توضيحات.

واستخدم الوزراء الأوروبيون أقسى التعابير لإدانة استخدام جوازات سفر مزورة عبر استخدام هويات مواطنين أوروبيين.

وجاء في البيان أن «الاتحاد الأوروبي يدين بشدة استخدام جوازات سفر مزورة لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبطاقات ائتمان تم الحصول عليها عبر سرقة بطاقات هويات مواطنين أوروبيين».

في الوقت ذاته أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «من دون تحفظ» أمس قتل المبحوح، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال الرئيس الفرنسي: «إنها إدانة من دون تحفظ»، مضيفا «هذا النوع من الأحداث لا يمكن إلا أن يؤجج التوترات ولا يحمل أي شيء إيجابي، إن فرنسا ديمقراطية ولا يجوز أن تقبل ذلك، ونحن لا نقبل ذلك».

وأكد ساركوزي أنه أبلغ وزير الخارجية الإماراتي بهذه الإدانة، واستطرد «أريد أن أقول مجددا ومن دون أي لبس: إن فرنسا تدين كل عمليات الاغتيال، إنها ليست أساليب ولا شيء يمكن أن يبرر هذه الأساليب».

وشدد قائلا: «هناك تحقيق جارٍ، ونتريث لمعرفة من يقف وراء ذلك، هل هناك شركاء ومن هم؟» من دون أن يتحدث عن المسؤول عن عملية الاغتيال التي نسبتها شرطة دبي إلى إسرائيل.

على الجانب الآخر، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في بيان أمس، أن «لا شيء يثبت ضلوع إسرائيل في قتل القيادي في حركة حماس في دبي»، وأكد ليبرمان في بيان نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس فيما يقوم بزيارة إلى بروكسل، «لا شيء يثبت أن إسرائيل ضالعة في هذه القضية».

وأضاف «لو أن أحدا ما قدم مثل هذه المعلومات خارج إطار المقالات الصحافية، لكنا قمنا بالرد، لكن بما أنه ليس هناك وقائع ملموسة فليس هناك حاجة للرد». وقال ليبرمان في البيان: «هناك الكثير من الاتهامات الاعتباطية لإسرائيل»، مضيفا «هناك ميل عربي لاتهام إسرائيل بكل شيء. هناك في الشرق الأوسط الكثير من الصراعات الداخلية بين الدول والمجموعات التي ليست ديمقراطية مثل إسرائيل».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أدلى بها عدد من الوزراء الأوروبيين، قال وزير الدولة الفرنسي جان بيير ليلوش: «إن ما حدث في دبي أمر غير مقبول، وعلينا أن ندرس ونتعامل مع هذا الملف بجدية»، وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن: «إن الإمارات بلد ذو سيادة ولا يجب أن يحدث مثل هذه الأمور على أراضيه، وهي أعمال تتنافي مع القوانين الدولية، وخصوصا أن الإمارات بلد فوق الشبهات، وكل ما أعرفه هو أن جوازات سفر أوروبية سرقت واستخدمت بشكل غير مشروع، في أعمال لا يجب أن تحدث في القرن الحادي والعشرين، وهي أعمال كانت تجرى في القرن الماضي، ولا بد لنا كأوروبيين أن نتخذ الإجراءات الضرورية والمطلوبة، لمعاقبة من تورط في استغلال الجوازات الأوروبية في مثل هذه الأعمال».

وفي الموضوع نفسه استبعدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن تؤثر قضية جوازات السفر المزورة، والاتهامات الموجهة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية بالضلوع في عملية الاغتيال، على العلاقات الأوروبية الإسرائيلية.

وخلال المؤتمر الصحافي الختامي في بروكسل، أمس، رفضت كاثرين أشتون اعتبار البيان ضعيفا ووصفته بالمتزن، وذلك ردا على سؤال حول اهتمام البيان بإدانة استغلال جوازات السفر أكثر من إدانة عملية القتل. وقالت أشتون إننا في الاتحاد الأوروبي، كمسؤولين أو مواطنين، نشعر بالقلق مما حدث تخوفا من أن يؤثر ذلك على سمعة جواز السفر الأوروبي الذي اعتبره على الرغم مما حدث من أكثر الجوازات في العالم صعوبة في التزوير، وأن ما حدث لا يجب أن يدعونا إلى الشعور بالتشاؤم.