توقيع الاتفاق الإطاري حول دارفور اليوم في الدوحة بحضور البشير وديبي وأمير قطر

مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»: 6 فصائل دارفورية ترفض الاتفاق وتعتبره بمثابة إقصاء لها

سودانيات في معسكر للاجئين تابع للأمم المتحدة في تشاد (أ.ب)
TT

قالت مصادر في الحكومة السودانية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاتفاق الإطاري الذي جرى التوصل إليه بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور وسيتم التوقيع عليه اليوم في احتفال كبير في الدوحة بحضور الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يمهد الطريق أمام مفاوضات مطولة بين أطراف الصراع لإنهاء أزمة الإقليم المستمرة منذ نحو 7 سنوات».

ووصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة، بينما وصل العاصمة القطرية الرئيس ديبي عبر السعودية ظهر أمس، وتأجلت القمة الثلاثية التي كان من المقرر ان تعقد مساء أمس الى اليوم لتقام قبيل مراسم التوقيع.وتهدف القمة إلى تمهيد السبيل للاتفاق الذي سيوقع اليوم، وقالت مصادر مطلعة إن القمة تهدف أيضا إلى تسهيل سبل مواصلة المفاوضات بين أطراف الصراع في الفترة المقبلة لحسم القضايا محل الصراع بين الإقليم والخرطوم.

وحوت مذكرة مقدمة من الوساطة لأطراف الصراع في دارفور تحدد أجندة المفاوضات بعد التوقيع النهائي على الاتفاق الإطاري اليوم حصلت عليها «الشرق الأوسط» ضرورة الالتزام بنظام الحكم الفيدرالي مع تفويض فعال للسلطات والاعتراف بأن رفع المعاناة عن سكان دارفور وحمايتهم ضد العنف والتخويف والاستغلال ورفع مستواهم المعيشي وحماية حقوقهم الإنسانية من الأمور العاجلة والملحة، ووقف العدائيات والترتيبات الأمنية النهائية ووقف إطلاق النار الشامل. والتمثيل المتناسب لدارفور في المؤسسات الديمقراطية والمحاكم والخدمة المدنية وقوات الأمن في البلاد.

ووصفت المصادر الأجواء في فندق «شيراتون» الدوحة، حيث تجري اللقاءات بين الأطراف بأنها موزعة بين التفاؤل بالتوقيع على الاتفاق والتشاؤم بإمكانية حصول الاتفاق على تأييد فاعل من قبل الحركات المسلحة الأخرى. ويخشى مراقبون من تكرار اتفاق أبوجا لسلام دارفور بين الحكومة وحركة تحرير السودان بزعامة كبير مساعدي الرئيس مني أركو مناوي، الموصوف بالهشاشة لجهة إنهاء الأزمة في الإقليم. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: أن «مجموعة من الفصائل المسلحة أعلنت رفضها الاتفاق، واعتبرته بمثابة إقصاء لها من عملية التسوية السلمية للأزمة في الإقليم المضطرب منذ عام 2003». وكان فصيل مسلح يقوده أحمد عبد الشافي أعلن، أول من أمس، انسحابه الكلي من مفاوضات تعبيرا عن رفضه. كما زعمت حركة العدل والمساواة الديمقراطية، جناح إدريس أزرق وجود صفقة سرية، قبل أن تعلن انسحابها من منبر الدوحة.

وقالت المصادر إن الململة تبدو واضحة على جهة الفصائل الأخرى التي لم تشترك في الاتفاق منذ البدء في أنجمينا. ولاحظت المصادر تحركات مكوكية ينهض بها المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن لحمل الحركات على الموافقة على الاتفاق، كما لاحظت لقاءات مكثفة بين الحركات، وكذلك تقوم الوساطة القطرية والاتحاد الأفريقي بوساطة بين الحركات المتمردة في دارفور والحكومة لتقريب رؤاها حول المفاوضات والاتفاق التمهيدي، ولم يكشف عما يشير إلى حدوث تقدم في تلك المساعي. وكان فصيل تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور رفض الانضمام إلى عملية السلام ويشترط توفير الأمن أولا وتفكيك سلاح «الجنجويد».

وفي تصريحات في الدوحة، قال المبعوث الرئيس الأميركي الجنرال سكوت غرايشن إن الولايات المتحدة الأميركية تدعم بقوة مفاوضات سلام دارفور في الدوحة بين الحكومة السودانية والحركات المتمردة في دارفور، وستبذل كل ما يطلب منها من أجل السلام في دارفور وتمكين الفرقاء من إجراء محادثات مباشرة وخلق أجواء إيجابية للوصول إلى اتفاق سلام.

وحض الجميع بأن يكونوا «متفائلين من أجل الوصول إلى السلام ويجب الابتعاد عن التصريحات السلبية حتى نصل إلى السلام»، وبين أن ما تحقق الآن إيجابى ومشجع، وأشاد المبعوث الأميركي للسلام لدى السودان، سكوت غرايشن، في تصريحات بالجهود المبذولة من قبل الوساطة القطرية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لأجل السلام في دارفور، واعتبر تحسن العلاقات السودانية - التشادية يسهم في حل قضية دارفور وهي خطوة جيدة تساندها واشنطن بقوة، حسب تعبيره. وحول العلاقات السودانية - الأميركية أوضح غرايشن «إننا نتحرك لبناء علاقات ثنائية جيدة ونراقب ما يجري على الأرض».

وبحسب المبعوث الأميركي فإن تحقيق السلام في دارفور سيسهم في عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الخرطوم وواشنطن، وحول الانتخابات والدعوات بتأجيلها شدد غرايشن على ضرورة إجرائها في أبريل (نيسان) القادم، وعدم تأجيلها «حتى نحقق التحول الديمقراطي المنشود في السودان وحول الاستفتاء في الجنوب».

وكان الاتفاق الإطاري الذي يلزم الطرفين بوقف إطلاق النار وإنهاء حالة العداء في دارفور ويفتح الطريق إلى مفاوضات حول القضايا التفصيلية بشأن سلام دارفور، جرى التوقيع عليه بالأحرف الأولى في العاصمة التشادية أنجمينا السبت الماضي.

ويرافق البشير في الزيارة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس ومسؤول ملف دارفور، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس، وعلي كرتي وزير الدولة في وزارة الخارجية، والفريق محمد عطا رئيس جهاز الأمن والمخابرات.

وقال الدكتور أمين حسن عمر، وزير الدولة في وزارة الشباب والرياضة والثقافة، ورئيس وفد الحكومة إلى المفاوضات في تصريحات صحافية في الدوحة إن الاتفاق يعزز ويدفع بالمفاوضات إلى الأمام ويضع العملية التفاوضية في إطار سريع ويخلق أجواء إيجابية مع وقف إطلاق النار طوال عملية التفاوض. وقال «هذا اختراق مهم، وقد أسهم الرئيس التشادي في هذه الجهود بشكل كبير». وجدد عمر امتنان الحكومة لأمير دولة قطر على جهوده تجاه السودان، ووصف الوساطة القطرية بـ«المثابرة».