موريتانيا: اعتقال «العقل المدبر» لاختطاف الإسبان الثلاثة.. واستدعاء سفيرها في مالي للتشاور

القبض على أشخاص في مدينة أطار يشتبه في صلتهم بـ«القاعدة»

TT

أعلن الجيش الموريتاني أمس عن اعتقال ما يعتقد أنه العقل المدبر لاختطاف الإسبان الثلاثة، عمر ولد سيد أحمد الملقب بـ«عمر الصحراوي» (52 عاما).  وقالت مصادر أمنية موريتانية إنه تم توقيف المشتبه فيه عمر الصحرواي شمال البلاد قرب لمغيطي على الحدود مع الجزائر، وبعد التحقيق معه أقر أنه المسؤول الرئيسي عن اختطاف الإسبان في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على الطريق الرابطة بين نواكشوط ونواذيبو.  وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الأمن الموريتانية أمس مجموعة أشخاص في مدينة إطار (شمال البلاد) والتي تبعد عن العاصمة نواكشوط 470 كلم.

وحسب مصادر أمنية فإن توقيف الأشخاص تم قرب السوق المركزية في المدينة، بعدما اشتبه الأمن الموريتاني في هوياتهم. ورغم أن التحقيق ما زال جاريا معهم، لم تستبعد المصادر ذاتها أن يكون الأشخاص الموقوفون ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ويأتي اعتقال هؤلاء الأشخاص بعد ثلاثة أيام على اعتقال آخرين في نفس المنطقة كانوا يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع، تم نقلهم في مروحية من مدينة إطار إلى نواكشوط من أجل التحقيق معهم.

وتشهد المنطقة الشمالية من موريتانيا، في الآونة الأخيرة، نشاطا أمنيا ملحوظا من خلال انتشار قوات الأمن والجيش في شريط الصحراء الشاسعة، وبخاصة في مدينة إطار، التي تعد وجهة سياحية للغربيين الذي يمثل الفرنسيون 90% منهم.

وفي غضون ذلك دعا العقيد بمبي ولد بايه محافظ تيرس زمور شمالي موريتانيا سكان المحافظة إلى مساعدة السلطات على استتباب الأمن والاستقرار من خلال الإبلاغ عن كل تحرك مشبوه في المحافظة.

وأضاف ولد بايه أن الموقع الجغرافي للمحافظة، واتساع رقعتها الأرضية، إضافة إلى وجودها على التماس مع عدة دول، هي أمور تحتم على الجميع، كل من موقعه، العمل معا من أجل توفير الأمن للسكان من خلال الإبلاغ عن كل التحركات المشبوهة في الوقت المناسب، من أجل تلافي كل ما يمكن أن يعكر صفو جو الأمن والاستقرار الذي يتمتع به المواطن، حسب قوله.

وأكد ولد بايه أن «مسؤولية استقرار البلاد ليست مسؤولية إدارة أو جيش، بقدر ما هي مسؤولية الجميع»، مبينا إلى أن «أي اختلال في الأمن سيتأثر به الجميع». إلى ذلك، استدعت موريتانيا أمس سفيرها في مالي للتشاور احتجاجا على الإفراج عن ناشط موريتاني من «القاعدة» مطلوب لدى القضاء الموريتاني.

وقال بيان للخارجية الموريتانية: «إذ تعرب عن استنكارها ورفضها لهذه الخطوة، فقد قررت موريتانيا استدعاء سفيرها في باماكو إلى نواكشوط للتشاور». وأضاف البيان: «في خطوة مفاجئة هي الثانية من نوعها، سلمت السلطات المالية إلى جهة إرهابية مواطنا موريتانيا مطلوبا لدى العدالة الموريتانية».

وكانت مالي أفرجت الليلة قبل الماضية عن الموريتاني بيب ولد نافع وهو ناشط من القاعدة كان معتقلا منذ أشهر في باماكو وذلك لانقاذ حياة الفرنسي بيير كامات المحتجز لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي.