أحد مشتبهي فرقة اغتيال المبحوح «يختفي فجأة من مكتب الغطاء» داخل إسرائيل

خبير في شؤون المخابرات: الصمت الإسرائيلي الطويل هو شبه اعتراف بمسؤوليتها

والد المبحوح يعرض صورة ابنه أمام منزلهم في منطقة جباليا بغزة أمس (رويترز)
TT

كشف النقاب في تل أبيب، أمس، أن صاحب الاسم ميخائيل بودنهايمر، أحد المشبوهين بالمشاركة في جريمة اغتيال القائد الحماسي، محمود المبحوح، اختفى من المكتب الذي كان مسجلا على اسمه في مدينة هرتسليا.

والمذكور هو الوحيد بين المشبوهين المعلنة أسماؤهم، الذي كان يحمل جواز سفر غير مزور، وحسب ما نشر في إسرائيل، أمس، فإن الرجل الذي يحمل اسم ميخائيل بودنهايمر، توجه إلى وزارة الداخلية الألمانية قبل فترة قصيرة من اغتيال المبحوح وأبلغ بأنه مواطن إسرائيلي من أصل ألماني وأنه ينوي العودة للعيش فيها. وقدم وثائق تدل على أنه ولد في ألمانيا ووثائق زواج وصور جوازات سفر جديه. وقال إن عائلته واحدة من مئات ألوف العائلات اليهودية التي تعرضت للتنكيل من النازية. وأنه اختار السكنى في بلدة لكلان.

وقد تمكن من استصدار جواز سفر في وقت قياسي، خلال يومين فقط، واستخدم هذا الجواز في الدخول إلى دبي، أواسط الشهر الماضي. وأعلن صاحبه مطلوبا لشرطة دبي، للاشتباه بأنه أحد المشاركين في اغتيال المبحوح في دبي.

وخلال التحقيقات التي تجريها الصحافة الإسرائيلية حول الموضوع، تم العثور على شخص واحد فقط يحمل اسم ميخائيل بودنهايمر في سجل السكان الإسرائيلي. وهو مواطن من أصل أميركي، متدين متزمت يسكن في مدينة المتدينين المتزمتين في بناي براك قرب تل أبيب، وقد نفى أي علاقة بالموضوع. وقال إنه لم يغادر البلاد منذ سنتين.

ولكن، في يوم السبت الأخير، تم العثور على مكتب في مدينة هرتسليا (شمال تل أبيب)، يحمل لافتة كتب عليها «هنا مكتب ميخائيل بودنهايمر». وحاول صحافيان طرق بابه فلم يرد، فتوقعا أنه لا يعمل أيام عطلة السبت. فعادا أول من أمس، وإذا باللافتة قد أزيلت من مكانها. وتبين في التحقيق حول سبب اختفائها أن أحدا لم يظهر فيه منذ شهور. وقد وجد الحارس تفسيرا مذهلا لهذا، حيث قال إن هناك شركة إسرائيلية متخصصة في إعطاء الخدمات الصورية لمن يريد. فإذا كنت تريد أن تعقد صفقة في الخارج مع شركة أو مؤسسة ما، وتريد أن تظهر لها أنك صاحب مكتب فخم ولديك سكرتيرة مهنية ناجحة، تتصل بهم وهم يوفرون لك كل ما تطلب مقابل المال. فحتى لو لم تكن لك شركة ولا سكرتيرية ولا مكتب، فهذه الشركة توفر لك الخدمة. وتظهرك مليونيرا ماكنا أمام الشركة الخارجية.

وادعى الحارس أن هذا المكتب كان من ترتيب شركة كهذه، وأنه لا وجود فعليا لمكتب بودنهايمر المذكور، وهكذا، أصبح اختفاؤه شرعيا.

الجدير بالذكر، أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تلتزم الصمت إزاء ما ينشر في الخارج من أن «الموساد»، جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية، هو الذي يقف وراء جريمة اغتيال المبحوح، وحسب أحد الخبراء في شؤون الأمن والقانون الدولي، فإن هذا الصمت هو شبه اعتراف بأن إسرائيل هي منفذ الاغتيال.

وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون، قد تطرق إلى الموضوع، أمس، وفي رد على سؤال عما إذا كان اغتيال المبحوح يتسبب في أزمة في العلاقات بين إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل مع الدول التي تم استخدام جوازاتها في هذه العملية. فقال إن العلاقات الإسرائيلية الأوروبية لن تتأثر، لأنه لا يوجد ما يثبت أي صلة بين إسرائيل وبين عملية الاغتيال.