لندن: معارضة لبناء مسجد يطل على أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية

الهلباوي لـالشرق الأوسط»: بدء بناء مسجد بمشكلة وصدام مع الجيران لن يفيد المسلمين * وزارة الدفاع: لا نعارض المسجد بل علوّ المئذنتين

أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية (أ.ب)
TT

قالت مصادر بريطانية إن مسؤولي الدفاع يحاربون خططا لبناء مسجد عملاق لخدمة أبناء الجالية البنغالية يطل على أكبر أكاديمية عسكرية في بريطانيا. وأوضحت المصادر أن «هؤلاء المسؤولين يدعون أن المسجد الجديد يشكّل تهديدا أمنيا لضباط الجيش في أكاديمية ساند هيرست الشهيرة حول العالم، لأن قبة المسجد ومئذنتيه اللتين ستُبنيان على ارتفاع يصل إلى 100 قدم، تطل على ساحة العرض في ساندهيرست». ومن المقرر أن تبتّ بلدية ساري في بصورة نهائية في رخصة المسجد الشهر المقبل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر برمته يعود إلى مجلس البلدية, إلا أننا نبدي قلقنا من الأجزاء العالية من المسجد مثل المئذنة. نحن لا نعارض إقامة بناء المسجد في هذا المكان ولكن نعارض بناء مبني كبير بهذا الحجم والعلو الذي سيكشف أجزاء من أكاديمية ساند هيرست, مشيرا إلى أن مراجعة التصاميم تكشف عن السماح لمنفذي أعمال الصيانة فقط بالدخول إلى برجي المئذنة».

إلى ذلك قالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع البريطانية لـ«الشرق الأوسط» إن «الخبراء الأمنيين حذّروا من احتمال أن يتحول المسجد إلى مصدر جذب للأصوليين إذا ما صادقت الجهات المعنية على بنائه، بعد أن حصل على موافقة السلطات المحلية، وقام ضباط بارزون في الجيش البريطاني برفع عريضة احتجاج رسمية تحمل تواقيع 7000 شخص من السكان المحليين تعارض بناء المسجد». وأشارت إلى أن كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية، بمن فيهم الملكة، من الزوار المنتظمين لأكاديمية ساندهيرست، التي تَخرّج فيها وليّ العهد الأمير تشارلز وولداه الأميران ويليام وهاري.

من جهته قال الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن مسلمي بريطانيا يجب عليهم أن لا يضيعوا وقتهم في هذه المشكلات الجانبية, وإذا كانوا حصلوا على ترخيص ببناء مسجد فيجب عليهم النظر في موقع آخر بعيد عن الأكاديمية العسكرية. وأضاف الهلباوي الباحث المتخصص في الدراسات الإسلامية والاستراتيجية، أن القائمين على المساجد في بريطانيا يجب أن يُحدِثوا علاقة طيبة مع السكان والجاليات المحيطة بهم بالدعوة إلى الخير وتقليل الضرر ومحاربة آفات المجتمع وفتح باب الحوار مع الجاليات القريبة لا الصدام معها. وأشار إلى أن بدء بناء المسجد بمشكلة والصدام مع الجيران لن يفيد المسلمين في هذا البلد وسيوتر الأجواء العامة ما دامت السلطات لم تمنع إقامة المسجد في حي ساري هيث. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الموافقة النهائية على بناء المسجد الجديد ستكون بعد اجتماع مجلس بلدية ساري هيث الشهر المقبل. وكان مسلمو منطقة ساري يصلّون لمدة 14 عاما في مدرسة مبنية على الطراز الفيكتوري إلى أن قرروا أن الوقت قد حان ليكون لهم دار للعبادة.

من جهته قال آلان كريكلاند الذي يقود حملة مناهضة بناء المسجد في هذا الموقع إن المعارضة جاءت بسبب أسئلة السكان عن ارتفاع المئذنتين اللتين ستكشفان جانبا من الأكاديمية العسكرية. من ناحيته قال عبد الوصي شودري من رابطة أبناء البنغال: «لقد صمّمنا المسجد بعناية بالغة, والهدف منه تعزيز الترابط بين أبناء جاليتنا, وتقوية أواصر اندماج الجالية المسلمة في المجتمع».

ونسبت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» أول من أمس إلى مصدر أمني قوله: «لدينا بعض المخاوف، وقمنا بالتحقق من صلات المسجد مع المساجد المعروفة التي يتردد عليها الأصوليون في مناطق أخرى وبعض المواقع على شبكة الإنترنت، وطلب الفرع الخاص في الشرطة من البلدية المحلية إطلاعه على خطط مشروع المسجد المقترح». وذكرت الصحيفة أن النائب المحلي في البرلمان الأوروبي نايجل فراج، اعتبر أن بناء مسجد بالقرب من ساندهيرست يشكل تهديدا أمنيا خطيرا، فيما أكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن الأكاديمية العسكرية رفعت اعتراضا رسميا على بناء المسجد لأسباب أمنية.