براون أمام عاصفة جديدة عشية الانتخابات العامة

المعارضة تطالبه بتحقيق في مزاعم ترويع موظفيه.. ومعسكره: حملة مسيسة

TT

بات رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمام عاصفة سياسية جديدة تهدد ما أنجزه مؤخرا من تقليل تراجعه في استطلاعات الرأي، وذلك عشية الانتخابات العامة المقررة في مايو (أيار) المقبل. فقد طالبت المعارضة أمس بفتح تحقيق بشأن مزاعم عن سوء معاملة موظفيه، في حين رد معسكره بأن المزاعم لا تعدون أن تكون «عملية سياسية» تستهدف العمال عشية الانتخابات.

وبدأت القصة مع نشر صحيفة «الأوبزرفر» أول من أمس مقتطفات من كتاب للصحافي أندرو راونسلي روى فيه أن رئيس الوزراء براون يعامل موظفيه في 10 داونينغ ستريت، بشدة وبعنف أحيانا. وأورد أن سكرتير مكتب براون، غاس أودونل، طلب من براون أن يغير سلوكه بعد أن لاحظ أن تجاوزاته تخيف الموظفين.

ومباشرة بعد نشر هذه المزاعم، كشفت مديرة مؤسسة تقدم الخدمات الهاتفية لمن يتعرضون للترويع في أماكن العمل، أن مؤسستها «ناشيونال بولييغ هيلبلاين» تلقت اتصالين أو أكثر من عاملين في مكتب رئيس الوزراء. لكن كريستين برات قالت إنها لا تتهم براون بالتورط في انتهاك حقوق موظفيه. ولم تذكر متى تلقت مؤسستها تلك الشكاوى. وانتقدت برات في حديث للقناة الرابعة، نفي مكتب براون المزاعم التي وردت في الكتاب، وقالت: «كنا نتمنى من براون أن ينظر في المزاعم ويقول إنه ينظر إلى القضية بجدية».

وفي التو، دخلت الأحزاب السياسية على الخط، إذ طالب حزب المحافظين، القوة الرئيسية في المعارضة، بفتح تحقيق في المزاعم. وقال زعيم المحافظين ديفيد كامرون أمس: «إنها أمور جدية جدا وأنا متأكد أن داونينغ ستريت والخدمة المدنية يريدون نوعا من التحقيق لمحاولة معرفة ما حدث». كما دعا حزب الليبراليين الديمقراطيين، الحزب المعارض الثاني، هو الآخر إلى تحقيق. وقال زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين نيك كليغ، إن المزاعم التي قدمتها مؤسسة «ناشيونال بولييغ هيلبلاين» «جادة» ويتعين أن توضح من قِبل الحكومة.

وجدد وزير التجارة بيتر مانديلسون أمس لليوم الثاني على التوالي، نفيه صحة المزاعم المطروحة، كما رفض الدعوات لفتح تحقيق. وقال مانديلسون أمس إن رئيس الوزراء يبدو ضحية حملة سياسية. وقال مانديلسون أمس إن الأمر بدأ مع شخص «أراد أن يحصل على تغطية إعلامية لكتابه لكن الآن الأمر يبدو عملية سياسية موجهة نحو رئيس الوزراء شخصيا». وتابع في مؤتمر صحافي: «ألا تعتقدون أن لدينا أمورا أهم من مطاردة الشائعات». وفند حدوث مخالفات في مقر الحكومة قائلا: «لا أحد يسيء (إلى الموظفين)، ولا أحد يتسامح مع ذلك في هذه الحكومة».

وكان براون نفسه قد نفى مزاعم استخدامه العنف ضد معاونيه أول من أمس قائلا: «إذا شعرت بالغضب فإنني أغضب على نفسي وألقي الصحف على الأرض أو أي شيء من هذا القبيل. دعوني أوضح وبكل جلاء كي لا يكون هناك أي التباس أو سوء فهم: لم أضرب أحدا في حياتي».

وبكشفها للإعلام تلقِّي مؤسستها اتصالات من عاملين في مكتب رئيس الوزراء، تعرضت كريستين برات للانتقاد من مؤسسة أخرى تعمل في نفس المجال، وأيضا من المسؤول في مؤسستها كاري كوبر، الذي استقال على الفور أمس احتجاجا على ما اعتبره خرقا لخصوصية المتصلين.