قمة سعودية ـ يمنية تناولت الأوضاع العربية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين

خادم الحرمين الشريفين يؤكد حرص المملكة على استقرار اليمن وأمنه ووحدة أراضيه * القربي: القيادتان السعودية واليمنية تنظران إلى قضية الأمن كأولوية للعمل العربي المشترك

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله الرئيس اليمني أمس (واس)
TT

تناولت جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف الرياض وصنعاء منها. كما تم في الجلسة التي عقدت في روضة خريم تناول آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين «الشقيقين»، بينما رحب خادم الحرمين الشريفين بضيفه الرئيس اليمني ومرافقيه في المملكة العربية السعودية، ومن جانبه أعرب الرئيس علي عبد الله صالح عن شكره وتقديره للملك عبد الله بن عبد العزيز على ما وجده ومرافقوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة بالمملكة، منوها بالعلاقات الأخوية العميقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز هذه العلاقات، مثمنا عاليا ما يجده اليمن حكومة وشعبا من اهتمام ودعم من قبل خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين حرص السعودية على استقرار اليمن وأمنه ووحدة أراضيه راجيا له دوام التقدم والازدهار.

حضر الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والسفير علي الحمدان سفير السعودية في صنعاء، فيما حضره من الجانب اليمني نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الأنسي، ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، ونائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري، ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية سكرتير رئيس الجمهورية عبده بورجي، والسفير اليمني لدى السعودية محمد علي محسن.

وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل في وقت سابق أمس الرئيس علي عبد الله صالح، وقد أقام الملك عبد الله لضيفه والوفد المرافق مأدبة غداء بمناسبة هذه الزيارة. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد وصل إلى الرياض أمس، واستقبله عند وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وعدد من كبار المسؤولين.

وقبل مغادرته الرياض، قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء أمس بزيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في مزرعته بـ«البويبيات»، وأعرب الرئيس اليمني خلال الزيارة عن تهنئته لولي العهد بسلامة عودته إلى المملكة، متمنيا للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولشعبها مزيدا من التقدم والنماء، فيما عبر الأمير سلطان له عن الشكر والتقدير على زيارته وما أبداه من مشاعر أخوية صادقة, منوها بالعلاقات المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

حضر الزيارة الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز، وعبد المحسن المحيسن رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، والسفير علي الحمدان سفير السعودية لدى اليمن.

من جانبه قال لـ«الشرق الأوسط» أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أملا خلال مباحثاتهما في الرياض أمس، أن يتحقق السلام ويلتزم المتمردون الحوثيون بالشروط الستة، وتنفيذها، وذلك لتهيئة المناخات في إعادة إعمار صعدة، وتحقيق التنمية لأبنائها، بدلا من الخراب والدمار وإراقة الدماء البريئة.

ووصف الوزير اليمني أجواء المباحثات بين رئيس بلاده والملك عبد الله بـ«المتميزة»، مشيرا إلى أنها شهدت تعزيز الشراكة اليمنية - السعودية فيما يتعلق بالمواقف الثنائية بما يضمن أمن واستقرار البلدين، والتأكيد على أنه «لا يمكن الفصل بين أمن اليمن وأمن السعودية».

وأكد القربي أن القيادتين السعودية واليمنية، تنظران إلى قضية الأمن كأولوية للعمل العربي المشترك، تعزيزا للأمن والاستقرار «ليس في الرياض وصنعاء وحسب، بل للجزيرة العربية والمنطقة بأسرها».

وأشار القربي إلى أن مباحثات الملك عبد الله والرئيس صالح، تطرقت إلى جهود الرياض وصنعاء فيما يخص تعزيز العمل العربي المشترك، وفي السبل الكفيلة لكيفية تجاوز الدول العربية لخلافاتها على اعتبار أن الوضع الدولي يفرض على قادة الدول العربية مراجعة الكثير من المواقف بما فيها مصلحة الأمة وتجاوز الخلافات الماضية ومواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بالمنطقة من شتى الصعد وتجنيبها للمزيد من الصراعات.

وشدد أبو بكر القربي على أن التعاون الأمني بين بلاده والسعودية أحبط الكثير من المحاولات الإرهابية التي كان يخطط لها عدد من العناصر المخربة.

وحول مدى التزام الحوثيين بالشروط الستة التي تم التوافق عليها في الاتفاق مع الحكومة اليمنية، قال الوزير القربي «إن الحوثيين يحاولون تنفيذ شروط في بعض المحاور، والتلكؤ في مناطق أخرى»، مشيرا إلى أن «هناك تقدما في الملاحيظ، ولكن حرف سفيان تشهد تباطؤا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، بيد أنه أشار في حديثه إلى أن الوضع بشكل عام «يشهد تقدما»، وأمل من الحوثيين «عدم إعاقة هذا التقدم، لتحقيق السلام»، داعيا إياهم إلى استيعاب درس الماضي «من أجل أنفسهم واليمن». إلى ذلك، كشف أبو بكر القربي من أنه سيعلن اليوم عن مصير الجنديين السعوديين اللذين تحتجزهما المتمردون الحوثيون، وتوقف القربي عن نفي أو تأكيد نبأ مقتل الجنديين السعوديين.